الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكاردينال باسيتي يفتتح اجتماع اللجنة الدائمة لمجلس أساقفة إيطاليا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بدأت في روما أمس الاثنين 21 سبتمبر وتستمر حتى 23 من شهر سبتمبر أعمال الاجتماع الخريفي للجنة الدائمة لمجلس أساقفة إيطاليا.
وافتتح الاجتماع رئيس المجلس الكاردينال غوالتييرو باسيتي متحدثا عن الأشهر الأخيرة والصور المرتبطة بها والتي لن تُمحى من الذاكرة الجماعية كما قال.
وذلك في إشارة إلى مرضى العناية المركزة في المستشفيات، عزلة الأشخاص الموشكين على الموت بدون التمكن من الحصول على المشاعر أو التعزية الدينية، القوافل العسكرية التي تحمل الضحايا إلى خارج مدنهم التي لم تعد هناك أماكن في مقابرها، هذا إلى جانب التقييد على الحرية وتوقف العمل وتحول أماكن اللقاء إلى أماكن فارغة.
وتابع رئيس المجلس أن هذه المشاهد تجبرنا على إبقاء أنظارنا حية على ما عشنا خلال الوباء من جهة، وتشهد من جهة أخرى على أن لا شيء سيكون كما كان من قبل. ثم أشار إلى الالتزام اليومي من جانب المؤسسات وإلى الشجاعة وتكريس الذات من قِبل العاملين الصحيين ومرشدي المستشفيات ومتطوعي كاريتاس وغيرها من هيئات وجمعيات.
ثم توقف عند شهادة التضامن التي قدمتها الكنيسة، سواء من الأبرشيات والرعايا والجمعيات الرهبانية والكهنة والعلمانيين، حيث أخذت على عاتقها الاحتياجات الجديدة والقديمة ومن بينها مشكلات مَن فقدوا عملهم أو يواجهون مصاعب اقتصادية أو فقدوا اليقين.
وذكَّر الكاردينال باسيتي في هذا السياق بما وفرت الكنيسة من أماكن سواء لاستقبال الأطباء والممرضين أو لمن هم بلا سكن، إلى جانب تخصيصها أماكن للنشاط المدرسي والتربوي، وهو قطاع من بين الأكثر تضررا من تبعات الأزمة.
وواصل أن الكنيسة رافقت بالكثير من المبادرات رجاء العديد من الأشخاص، وقدمت أفعال اهتمام وقرب بسيطة، رفعت الصلاة، ووفرت التعليم المسيحي وإمكانية المشاركة في الليتورجيا عن بُعد.
وأضاف أن الأشكال الافتراضية التي فرضتها حالة الطوارئ قد مكنت كثيرين من مواصلة اختبار حس انتماء كنسي، وبشكل أوسع الشعور بكونهم جماعة.

تحدث رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بعد ذلك عن تقاسم المؤمنين مع أشخاص زمنهم مشاعر الضياع والألم والقلق، وهو ما أشار إليه البابا فرنسيس في حديثه في 31 مايو إلى كهنة أبرشية روما.
وتابع الكاردينال باسيتي أن الحديث عن المعاناة على الصعيد العالمي يشمل كثيرين كان عليهم أن يدفعوا خلال حالة الطوارئ هذه الثمن الأكبر، وذلك بسبب اللاعدالة واللامساواة الاجتماعية، وصولا إلى تعرضهم لتمييز فيما يتعلق حتى بالحصول على العلاج، وسلبهم كرامتهم بسبب لا مبالاة العالم. وواصل رئيس المجلس متحدثا عن تصرف عدواني إزاء البيئة هو نتاج اللامبالاة والتعجرف.

ثم عاد الكاردينال باسيتي في حديثه إلى الجماعة المسيحية الأولى المتجمعة حول التلاميذ، والتي اختبرت الخطر وأجابت عليه بالصلاة. وذكَّر هنا بما جاء في سفر أعمال الرسل "رفَعوا أَصواتَهم إِلى اللهِ بِقَلْبٍ واحِدٍ" (رسل 4، 24). وأكد رئيس المجلس أن هذه الوحدة هي أقوى من الصعاب وأقوى من أية اختلافات، مضيفا أنها وحدة تنضج بالتجذر في العلاقة مع الرب، ففيه نجد مفتاح تحليل وتمييز ما يحدث، أحداث التاريخ الشخصي والجماعي.
وأضاف أن سفر أعمال الرسل يؤكد لنا أن الصلاة لا تهدف فقط إلى أن نطلب من الله إنهاء التجارب، بل أن الكنيسة وخلال النجربة تطلب نعمة "إعلان كلمته بكل جرأة" (راجع رسل 4، 29). أولا ينطبق هذا علينا"؟ تساءل الكاردينال باسيتي مضيفا أن ما يضعفنا هو الفتور وعدم الأمانة، الدنيوية الروحية التي تبعدنا عن الحياة الإنجيلية، حياة الفقر والاستعداد.
ومن هذا المنطلق أشار رئيس مجلس الأساقفة إلى ما نجد من صعوبة في إدراك أن إسهامنا في انطلاق جديد له شكل إعلان أساسي متجذر في المسيح المصلوب القائم من الموت.
وتابع أن هذا الإعلان يظل الجديد الحقيقي الوحيد الذي يمكننا أن نقدمه للبلاد، إعلان يبعدنا عن اختزال المسيحية في مجرد مجموعة من المبادئ أو روحانية غير متجسدة، إعلان ينطلق من إصغاء صبور يجعلنا نشارك بعمق فيما يحدث، مطورين في أعماقنا فهما متواضعا وشفقة تضامنية إزاء الأشخاص الجرحى. إعلان يمنح الحرية لأنه يقود إلى الحقيقة ويروي الأمانة لله في هذا الوضع أيضا. إعلان يستجيب إلى المسئولية التربوية، يمر عبر الاحتفال بالأسرار ويتجسد في أساليب حياة وعلامة مرئية للخدمة والمحبة والعدالة والتي تمنح مجددا الرجاء وتجعل عيش الحياة أخويا.