الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

«كنوز متاحفنا 5».. تبهر الفنانين والرواد بقصر عائشة فهمي

انطلاقة جديدة بالقصر.. وإيهاب اللبان: الإقبال غير مُتوقع

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد توقف استمر لعدة أشهر بداية من منتصف مارس الماضي لهذا العام 2020 بسبب الإجراءات الاحترازية من انتشار فيروس كورونا المُستجد، عاد مجمع الفنون- قصر عائشة فهمى بالزمالك من جديد في انطلاقة فنية جذبت وشغلت العديد من الفنانين التشكيليين ودارسى الفن ومحبيه، وذلك من خلال النسخة الخامسة من سلسلة "كنوز متاحفنا"، التى فاجأتنا في هذا العام بمجموعة من مُقتنيات مصر لأعمال نادرة تعود إلى فنانين تشكيليين عالميين يعودون إلى فترة زمنية تتجاوز المائتى عام في "مُختارات من الفن الأوروبى". ما أثار دهشة الجميع ومن بينهم منظمو المعرض، هذا الحضور الجماهيرى الذي تشهده جدران القصر بداية من افتتاحه في وجود الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة، والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية، والفنان إيهاب اللبان مدير المجمع، وداليا مصطفى رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون، ومرورًا بأيام المعرض حتى الآن ؛ ومن المُتوقع استمرار هذا الإقبال حتى انتهاء المعرض في 31 أكتوبر المُقبل. ومن جانبه يقول الفنان إيهاب اللبان مدير مجمع الفنون لـ"البوابة": "إلى حد ما كنت أتوقع هذا الإقبال على المعرض؛ ليس بهذه الكثافة خاصة في هذا الوقت الذى يتزامن مع بعض المحاذير للتجمعات ووجود احتياطات من الإصابة بفيروس كورونا المُستجد، ولكنى توقعت إقبالا عليه".
اهتم عدد من أضلع الحركة التشكيلية المصرية في الوقت الحالى، بحضور "كنوز متاحفنا" الخامس تحت عنوان "مُختارات من الفن الأوروبى"، والذى يضم أعمالا فنية تعود إلى مجموعة من الفنانين التشكيليين العالميين مثل بول جوجان، ورودان، وكلود مانيه، وإدوارد مانيه، وديجا، ورينوار، وألفريد سيسلى وغيرهم.
من جانبها، قامت "البوابة" بمعرفة آراء مجموعة من الفنانين الكبار ونجوم الحركة التشكيلية المصرية في وقتنا الحالى ممن حرصوا على زيارة المعرض، وهم الدكتور صلاح المليجى أستاذ الفنون الجميلة ورئيس قطاع الفنون التشكيلية الأسبق، والدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة ورئيس مجمع الفنون والثقافة، والدكتورة صفية القباني نقيب التشكيليين، والنحات محمد ثابت، والفنان عارف الكاتب استشارى الجرافيك، وذلك لمعرفة تعليقاتهم حول فكرة إقامة معرض يضم مُختارات من أعمال الفنانين الأوروبيين من المقتنيات الفنية المصرية في هذا الوقت، كما وجه الفنان "إيهاب اللبان" رسالته لجميع الفنانين التشكيليين والمهتمين بالفن، والتى توضح مدى قيمة هذا المعرض وأهميته لمصر، وذلك من خلال السطور التالية..
بدأ الفنان التشكيلى الدكتور صلاح المليجى بأنه قد رأى أغلب هذه الأعمال من قبل، وذلك لأنه كان موجودا في افتتاح المعارض وبعدها كان موجودا كرئيس لقطاع الفنون التشكيلية، وتابع قائلًا: "لذلك تمكنت من رؤية متحف الجزيرة بشكل جيد، ومتحف الفنون الجميلة لأننى افتتحته برفقة مُحافظ الإسكندرية والدكتور صابر عرب وزير الثقافة الأسبق، وفى هذا الوقت تعاقدنا على افتتاح متحف محمد محمود خليل وحرمه في أقرب وقت وهم يعملون على ذلك حتى الآن".
وعن أهمية معرض "مُختارات من الفن الأوروبى"، واصل الفنان: "القضية هى أن مُعظم الأجيال الجديدة لم تر هذه الأعمال، خاصة أعمال متحف الجزيرة لأنه مُغلق منذ عام ١٩٨٨، فأكثر من ٣٠ سنة مرت عليه مُغلقًا، فهُناك فنانون حصلوا على درجة الدكتوراة ولم يروه، فبالتالى هذا المعرض فرصة لترى الناس هذه المُقتنيات، لأن المدرسة الفرنسية في مصر والتى تتمثل في أعمال إدوارد مانيه، وديكا، ومجموعة كبيرة جدًا من الفنانين الفرنسيين موجودة أعمالهم في متحف محمود خليل ومتحف الجزيرة، لذلك أشعر بالفرحة لعرضهم، ولرؤية الناس لهم، فهذا في حد ذاته رسالة قوية وأننا في مصر لدينا مُقتنيات مهمة جدًا ومُحافظين عليها، ومُسجلة من خلال التوثيق المصرى والأجنبى، فهذه الأعمال يُسجلها متحف أورسيه في باريس، على أنها جزء من تاريخ الفنان، فمثلًا الفنان "جوجان" معروف أن له عملين في مصر وهكذا، فكل الفنانين ممن لهم مُقتنيات في مصر مُسجلة، وهذا في حد ذاته يعطى قيمة مالية وأدبية، وفنية، فهذا المعرض ليس للجمهور المصرى فقط ولكنه للعالم كله، ورسالته هي أن مصر لا تزال مُحتفظة بهذه الأعمال كجزء من الحركة الفنية العالمية في فترة مُعينة، تُمثل معظم الفنانين الأجانب ممن يُعتبرون محورًا هامًا لإبداع باريس وغيره".
وعن رسالة المعرض للعالم، أضاف المليجى: " هذا يؤكد أن مصر لديها كنوز مهمة جدًا جدًا عندما يُفتتح متحفا الجزيرة ومحمود خليل، ليكونا سبيلا للرواد ممن يُحبوا زيارة الأماكن الفنية".
وفى حديثه أشار الفنان إلى سعادته الشديدة برؤيته لهذا العرض، وتابع: "أشعر بسعادة بوجود هذا المعرض لأن الجيل الجديد يراه، فهو جيل لم يتخيل أن هذه الأعمال موجودة في مصر أصلًا، لأنه يراها في الكتب والمراجع فقط مثل الحياة والموت لـ"جوجان"، ولم يعرف أنها جزء من المُقتنيات المصرية أو المتاحف المصرية، فذلك في حد ذاته شىء جميل أحيى عليه قطاع الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة المصرية".
اتجهت "البوابة" في رحلتها إلى الفنان الدكتور أشرف رضا أستاذ الفنون الجميلة ورئيس مجمع الفنون والثقافة، وقال عن "مُختارات من الفن الأوروبى": "هذا المعرض يُكمل مجموعة المعارض المتحفية التى يُقدمها قصر عائشة فهمر منذ عامين بعنوان "كنوز متاحفنا"، فهم تناولوا المجموعة الأولى الخاصة بالفن المصرى الحديث، والثانية الخاصة بفترة الملكية، والسجاد، والمُستشرقين، وهذا المعرض الخامس للفن العالمى من القرن ١٦، ١٧، ١٨ ممن تقتنى مصر أعمالهم، من خلال متاحفنا "متحف محمد محمود خليل وحرمه، ومتحف الجزيرة، واعتقد من متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية"؛ فنحن في مصر لدينا كم كبير من المقتنيات العالمية الفنية، فهذا شىء جميل جدًا أن يُشاهدها الجمهور لعدم وجود فرصة لجولات في كل هذه المتاحف، فالدولة توفرها لهم أجمل ما فيهم في عرض واحد بقصر عائشة فهمى.
وتابع رضا عن أكثر الفنانين العالميين جذبًا له: "دائمًا أنجذب نحو أعمال "رينوار"، و"ديلاكروا"، والقاعة التى عرضت أعمال "جوجان" بالطبع لأنه في منتهى الحرفية في التقنيات بهذا الوقت الذى رسم فيه، فهذا كان شيئا نادرًا ومتميزًا".
"معرض جميل جدًا به كنوز متاحفنا، كنوز مِلك مصر"، هكذا أبدت الفنانة التشكيلية الدكتورة صفية القبانى نقيب التشكيليين عن إعجابها الشديد بمعرض "مُختارات من الفن الأوروبى"، وتابعت قائلة: "هذه الأعمال موجودة في متاحف مصرية مثل محمود خليل، أو مُقتنيات أثرياء أومُقتنيات زعماء وأهدوها للدولة فكلها مِلك مصر".
ثم علقت الفنانة على الإقبال الجماهيرى الذى شهده المعرض، قائلة: "يأتى هذا الإقبال بعد حرمان كبير من جولات المعارض الفنية التي اعتدنا عليها اسبوعيًا في جميع انحاء جمهورية مصر العربية، وخاصة أننا في منطقة الزمالك التى تشهد موسما فنيا أسبوعيًا أو كل ١٤ يومًا لكثرة المعارض الفنية بها، فهذا الحدث مؤشر جيد جدًا أن الفن والحياة يعودان ومحاولة للتأقلم مع جائحة كورونا باتخاذ الإجراءات الاحتياطية".
كما حرص النحات محمد ثابت على زيارة المعرض، وقال عنه: "هذا المعرض "كنوز متاحفنا" أى المتاحف المصرية التى تقتنى أعمال الفنانين العالميين أمثال أوجست رودان والفنانين المعروفين حول العالم، ومعظم هذه الأعمال كانت في متحف محمود خليل ولكن لأنه مُغلق منذ مدة كبيرة تصل لسنوات، لذلك يعمل القطاع على عرض هذه الأعمال حتى يُشاهدها الجمهور ويتمكن من رؤيتها في مكان غير المتحف الأصلى الخاص بها".
وتابع ثابت قائلًا: "معظم هذه الأعمال كان يقتنيها محمود خليل وتبرع بها للدولة بعد ذلك، فكان رجلًا مُحبًا للفن ويقتنى أعمالا للفنانين العالميين".
وعن رؤية الفنان التشكيلى واستشارى الجرافيك عارف الكاتب لمعرض "مُختارات من الفن الأوروبى"، قال: "من خلال رؤيتى للمعرض لاحظت وجود أعمال جيدة جدًا، وأعمال يُحب المُشاهد رؤيتها أكثر من مرة لأن بها إبداعات، حتى انبهرت بكل عمل رأيته، وأتمنى عمل معارض متعددة مثل هذا، حتى نخرج من الشرنقة التى وُضعنها بها".
وفى وصف مدير المجمع الفنان إيهاب اللبان لهذا الحدث الكبير، قال: "المعرض من أهم المعارض التى انتجها مجمع الفنون، وكنت متأكدًا بوجود شغف كبير به، لأنه يحتوى على مشاهير الفن العالمى وعلى مجموعة وفيرة من الأعمال لرموز ومشاهير الفن عالميًا، ووجود هذه الأسماء متجاورة في عرض واحد يدفع الكثيرين من محبى الفن والمهتمين بالفنون أن يكونوا شغوفين جدًا بمشاهدة المعرض وينتظروه وافتتاحه".
وفى رسالته لكل دارسى الفن والفنانين التشكيليين، قال اللبان: "هذا العمل جُهد كبير جدًا يُتابع من وزيرة الثقافة الدكتور إيناس عبد الدايم بنفسها، ويُدعم من رئيس قطاع الفنون التشكيلية ورئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون، ورئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، ومجموعة العمل في مجمع الفنون من شباب أصبحوا قادرين على مُساعدتى بالكامل في إنتاج العرض، وفريق الترميم؛ فكم المجهود المبذول في هذا العرض يُتابعه الجميع، حتى يخرج بهذه الجودة غير المسبوقة سواء في اختيار الأعمال المُتجاورة جنبًا إلى جنب".