الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

بشارة بطرس الراعي يترأس قداسًا احتفاليًا في كنيسة سيدة إيليج سلطانة الشهداء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ترأس اليوم البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، قداسًا احتفاليًا في كنيسة سيدة إيليج، سلطانة الشهداء، في ميفوق القطارة، بدعوة من "رابطة سيدة إيليج"، بعنوان "أمي وطني"، تكريمًا لـ"شهداء المقاومة اللبنانية 
الذين سقطوا دفاعًا عن لبنان السيد الحر المستقل".
في مستهل القداس، ألقى راعي الأبرشية المطران ميشال عون كلمة رحب فيها بالبطريرك راعي وقال: "تأتون إلينا كعادة كل سنة في الأحد الأول بعد عيد ارتفاع الصليب المقدس، لتحتفلوا بالذبيحة الالهية لراحة انفس شهداء المقاومة اللبنانية الذين رووا بدمائهم تراب الوطن وبذلوا حياتهم لنبقى نحن، ولتحملوا في صلاتكم امهات الشهداء وعائلاتهم الذين فقدوا الاغلى". 
أضاف: "ندرك في هذه المناسبة كم واجب علينا ان نحافظ على وطننا وان نسعى جميعنا لكي نتمسك بهذا الوطن، فنضحي بما هو عرضي لنحافظ على الاساس والجوهر. لا شك يا صاحب الغبطة في انكم عندما تتكلمون عن تحييد لبنان، تعلنون بذلك رأي اغلبية اللبنانيين لأنكم تنادون بلبنان الرسالة وبوجوب ان يعيش كل مواطن المواطنة وان نكون جميعا، مسلمين ومسيحيين، من بناة هذا الوطن، وان نحيا المحبة ويكون لبنان الرسالة ليس فقط في محيطه ولكن امام كل العالم، لذلك نحن نؤمن بأن ما تقولونه وتعبرون عنه هو ما يضمن بقاء لبنان، وعلينا ان نعمل جميعنا من اجل هذا البقاء ، وان نضاعف صلواتنا لكي يبقى لبنان كما اراده الله رسالة في محيطه وكل العالم".



وختم المطران عون كلمته الترحيبية بالقول: "تباركون بحضوركم يا صاحب الغبطة هذا المكان الذي عاش فيه اسلاف لكم، وتباركون ابرشيتنا التي تحبونها بشكل مميز لانكم خدمتم فيها 23 عاما، ونصلي معا لراحة انفس شهدائنا وعلى نية الشهداء الأحياء الذين يحملون آثار هذه الحرب المشؤومة، وعلى نية لبنان ليبقى وطننا كما نريده كلنا وطن الشهادة والرسالة".

وقال البطريرك الراعي "ها نحن نواصل تقليدًا في سنته الـ24، ونحتفل بالذبيحة الإلهية إحياء لشهداء المقاومة اللبنانية الخمسة آلاف الذين ضحوا بنفوسهم من أجل حماية الإيمان المسيحي والوطن لبنان دون سواه، ودونت أسماؤهم في هذا المكان المقدس، وقد سبقهم بطاركتنا القديسون الذين عاشوا هنا بحماية سيدة إيليج، مدة 324 سنة، من 1120 إلى 1444 في كل عهد المماليك المظلم حتى بدايات الأمبراطورية العثمانية الصعبة، ومن بين هؤلاء البطريرك الشهيد جبرايل حجولا الذي أحرق حيا في ساحة طرابلس. إن شهداء المقاومة اللبنانية أرووا تراب الوطن بدمائهم، ليثمر مواطنين مؤمنين مخلصين يشمخون بكرامتهم مثل غابة الأرز هذه التي غرست إحياء لذكرى 136 شهيدًا راقدين هنا في مدافن الشهداء".

وأضاف: "إن شعار أمي أمتي ينطبق أيضًا على الدولة الأم بالنسبة إلى المواطنين. فيا ليت المسؤولين السياسيين الممعنين في قهر المواطنين وإذلالهم، من أجل مصالحهم الخاصة، مستغلين سلطتهم ونفوذهم ومالهم وسلاحهم، يعودون إلى نفوسهم، ويخافون الله في عباده.


وسأل: "بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها، وتعطل تأليف الحكومة، حتى الحصول على مبتغاها، وهي بذلك تتسبب بشلل سياسي، وأضرار اقتصادية ومالية ومعيشية؟ أين أضحى اتفاق القوى السياسية المثلث من أجل الاصلاح: حكومة انقاذ مصغرة، وزراء اختصاصيون مستقلون ذوو خبرة سياسية، المداورة في الحقائب؟ إذا عدنا إلى المادة 95 من الدستور الذي عدله اتفاق الطائف، نقرأ صريحًا في الفقرة باء: تكون وظائف الفئة الأولى -ومن بينها الوزارات- مناصفة بين المسيحيين والمسلمين دون تخصيص أي منها لأي طائفة مع التقيد بمبدأي الاختصاص والكفاءة. فهل عدلت هذه المادة في غفلة، أم تفرض فرضًا بقوة ما أو استقواء؟ هذا غير مقبول في نظامنا اللبناني الديمقراطي التنوعي. ثم أي علم دستوري يجيز احتكار حقيبة وزارية؟ نحن نرفض التخصيص والاحتكار، رفضًا دستوريًا، لا طائفيًا، ورفضنا ليس موجهًا ضد طائفة معينة، بل ضد بدعة تنقض مفهوم المساواة بين الوزارات، وبين الطوائف، وتمس بالشراكة الوطنية ببعدها الميثاقي والوحدوي بهدف تثبيت هيمنة فئة مستقوية على دولة فاقدة القرار الوطني والسيادة".

وقال: "ما أبعد هذه الممارسة عن الثقافة الجديدة والمفهوم الأصيل للسلطة التي حملها الرب يسوع إلى المجتمع البشري، إذ قال: من أراد أن يكون فيكم كبيرًا، فليكن لكم خادمًا. ومن أراد أن يكون الأول فليكن للجميع خادمًا. وجعل من نفسه قدوة، قائلا: فإن ابن الانسان لم يأت ليخدم، بل ليخدم، ويبذل نفسه عن كثيرين. المسؤولون السياسيون الذين يسيرون في نهج هذه الثقافة الجديدة، وفي المفهوم الأصيل للسلطة، هم الذين يبنون الأوطان، ويخلدون أسماءهم في تاريخها. أما الأموال التي يكدسها تجار السياسة على حساب الشعب، فتدفن معهم، وهم معها. ويا ليتهم ما كانوا!".