الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

عقب واقعة التنمر على مسن بسوهاج.. "الإفتاء" تؤكد: التنمر يتنافي مع مكارم الأخلاق.. وخبراء يطالبون بتفعيل دور الأخصائيين النفسيين لمتابعة طلاب المدارس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تداول مقطع فيديو على "السوشيال ميديا" يظهر واقعة تنمر جديدة في محافظة سوهاج، لشابين يتنمران على رجل مسن يبدو أنه يعانى من مرض نفسى، ثم ألقيا بالرجل المسن في مصرف مياه وسط القمامة، فيما تولت الجهات المعنية التحقيق في الفيديو لتحديد هوية الشباب والتحقيق معهم.

أظهرت لقطات فيديو، أن شابان يتجهان نحو رجل مسن كان يقف على حافة مصرف مائي، ويستعد أحدهما للاعتداء على الرجل العجوز فيما يقوم آخر بتصوير الواقعة، وحينما وصل الشابان إلى المسن تأهب الأخير لهما بإمساك "طوبة" للدفاع عن نفسه حال الاعتداء عليه، حيث قال أحد الشباب له:"يا عم عاشور.. ماله ده بيك؟" فرد المسن:"ده هيشتم ياعم"، بينما قال شاب آخر:"معلش ياعم"، ثم قال أحدهما أيضًا: "هو ده اللي مزعلك؟"، فرد العجوز بـ"نعم"، ثم قال الشاب "دقيقة هنصالحوك.. خد يا زناد".
وأثناء ذلك اقترب من العجوز شابا يرتدى قبعة حمراء ودفعه بيده ليرمى بالمسن في المصرف الملوث بالقمامة من كل جانب، ثم انهالت الضحكات والسخرية من الشباب، وحاولوا منعه من الخروج من المصرف بإلقاء القمامة عليه في مشهد مؤسف.
"دار الإفتاء": "التنمر والسخرية سلوكيات مرفوضة تتنافي مع مكارم الأخلاق"
أكدت دار الإفتاء المصرية، أن التنمر والسخرية سلوكيات مرفوضة تتنافى مع مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام؛ مضيفة أن احترام خصوصيات الآخرين واجب شرعي وأخلاقي؛ ولذا حرم الإسلام السخرية والتنابز بالألقاب؛ فالاعتداء وإيذاء الآخرين ولو بكلمة أو نظرة مذموم شرعًا.
ومن جانبه، طالب الدكتور على عبد الراضي، استشاري الصحة النفسية، أهمية وجود أخصائي نفسي في كل مدرسة، وأن يكون هذا الأخصائي مؤهل لمزاولة هذه المهنة المهمة والصعبة أيضًا، لافتًا إلى أن الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس يقتصر دورهم بشكل إداري فقط، دون توعية الطلاب في المدارس نفسيًا واجتماعيًا، وتحقيق التواصل بين الأخصائي والطلاب، مؤكدًا على ضرورة تطبيق هذا الدور الهام داخل المدارس، فضلًا عن متابعة مستوى الطلاب الدراسي أيضًا وتشجيعهم على الفهم والإبداع وخدمة المجتمع.
وأوضح عبد الراضي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه في ضوء التطورات التكنولوجية الحديثة والاعتماد على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، التي كانت سلاح ذو حدين، حيث إنها زادت من مشكلات المراهقة، التي تحتاج إلى المتابعة الدورية والمستمرة من قبل الأسرة والمدرسة، والمحتوى الذي يتابعه الأطفال بشكل عام، لتأهيل الطلاب نفسيًا واجتماعيًا ودراسيًا أيضًا.

ويضيف الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية، أن استخدام الأطفال للإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يتم دون وجود رقيب أو متابع للمحتوى الذي يقبل عليه الأطفال بشكل عام، مما يؤثر على سلوكهم أخلاقيًا واجتماعيًا، فضلًا عن التغيير الثقافي في المجتمع المصري، موضحًا أن السلوكيات الغريبة التي يشهدها المجتمع حاليًا كانت غير موجودة من قبل، الأمر الذي أثر على مرحلة الطفولة، وساهم في ترسيخ مفاهيم وسلوكيات خاطئة في أذهان الأطفال حتى بمرور العمر، فإن سلوكيات المصريين قديمًا كان تشمل المودة والمحبة والرحمة والتعاون والحرص على فعل الخير بين الآخرين.
ويتابع أبو حسين، في تصريخ خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه هناك محتويات تعرض على الإنترنت والأفلام والمسلسلات أيضًا تحرض الأطفال على السلوكيات العنيفة واستخدامها في الواقع، مطالبًا بضرورة متابعة الأطفال وتفعيل الدور التربوي داخل المدارس وفي الأسرة، وتوعيتهم لما يقدم لهم من محتويات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي والتليفزيون وغيرهم، لما لها من تأثير سلبي على الأطفال وسلوكهم مجتمعيًا.