الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد تغليظ عقوبة التنمر.. لماذا باتت قضية بحاجة إلى المواجهة؟.. تدني المحتوى التوعوي وغياب التنشئة الاجتماعية السليمة أبرز الأسباب.. وخضر: يجب استغلال القوى الناعمة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أصدر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الثلاثاء القانون رقم ١٨٩ لسنة ٢٠٢٠ بشأن تعديل أحكام قانون العقوبات الصادر بالقانون رقم ٥٨ لسنة ١٩٣٧ "مواجهة ظاهرة التنمر" والذي يقضي بتغليظ عقوبة التنمر التي باتت قضية الأعوام الأخيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي ضجت بالكثير من القضايا إلى الحد الملحوظ.
وينص القانون في تغليظه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن عشرين ألف جنيه ولا تزيد على مائة الف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين إذا وقعت الجريمة من شخصين أو أكثر أو كان الجانى من أصول المجنى عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه أو كان مسلما إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادما لدى الجانى أما إذا اجتمع الظرفان يضاعف الحد الأدنى للعقوبة كما يتم مضاعفة العقوبة في حديها الأدنى والأقصى حال تكرارها.
وتوجد العديد من علامات الاستفهام حول أسباب ومسببات التنمر وكيفية علاجه وهو ما طرحته البوابة في التقرير التالي عبر سؤال عدد من المختصين في الشأن النفسي والاجتماعي.



وأوضحت الدكتورة إيمان دويدار استشاري طب نفسي الأطفال، أن لزيادة العنف عند الأشخاص العديد من المسببات التي قد تكون من مرحلة الطفولة وهو ما يأتي كنتاج للتربية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة، مشيرة إلى أنه إذا ما كان العقاب والعنف تجاه الطفل بصورة أكبر من الخطأ الذي قام به الطفل كلما كان ذلك أدعى لتحوله إلى شخص عنيف وكان أكثر لامبالاة وعدوانية.
وأضافت أن التربية الصحيحة تقوم على إعلاء سقف الحافز بإثابة الطفل وتشجيعه على فعل الصواب من خلال تحفيزه على ذلك وتقليل سقف العقاب إلى أن يختفي ذلك السقف، وفي مقابل ذلك نجد أن التوازن ما بين الثواب والعقاب ووجود الحافز والسلوك السوي يؤدي إلى حدوث الاستواء النفسي للطفل.
ولفتت دويدار إلى أن الطفل من سن 5:7 أعوام يجب التعامل معه على أساس الحافز المادي الذي يشعر به حينما يقوم بفعل الصواب أو الخطأ، على أساس عدم استيعابه للحافز المعنوي، مؤكدة أن الحافز المعنوي موجه للمرحلة السنية الأكبر ويتيح شعور الطفل بالقبول والتحفيز والتشجيع على فعل الصواب دائما.



قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الدراسات الاجتماعية الحديثة أكدت وجود العديد من الأسباب التي تجعل هناك أسباب للاتجاه إلى التقليد للمواقف الحياتية التي نعيشها في حياتنا حيث يتأثر هذا بالوسط المحيط الذي نتعرض له، فنجد أن الأطفال أو الشباب في مرحلة المراهقة يتجهون إلى شرب السجائر أو المخدرات أو الكحوليات أو الاتجاه إلى العنف والسلوك المنافي للآداب العامة والتقاليد.
وأوضحت خضر أن ذلك يتجلى بصورة واضحة في دور القوى الناعمة في المجتمع المصري، والتي تتضمن السينما ووسائل الإعلام المختلفة التي تروج للأفكار التي يعمل بها الكثير من الشباب والمواطنين كنوع من التقليد الفكري لتلك المواقف، مشيرة إلى وجود العديد من الأدلة على هذا ظهرت خلال الفترة الماضية فعلى سبيل المثال نجد الأطفال يتجهون إلى تقليد ما يرونه في أفلام التي يشيع بها العنف داخل المجتمع مثل أفلام السبكي الذي أنتجها خلال الفترة الماضية، مشددة على التأثير السلبي الكبير لتلك الأفلام على الشباب والأطفال.