الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

رغم تحذيرات الحكومة.. "سلام يا كورونا".. شعار المصريين بعد انخفاض أعداد المصابين.. تراجع شراء المستلزمات الطبية بنسبة من 50 إلى 60%.. وأطباء يحذرون من "الشعور الزائف بالأمان"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في ظل الانخفاض الملحوظ في أعداد المصابين والوفيات من فيروس «كورونا» المستجد، وفقًا لما تعلنه وزارة الصحة والسكان يوميًا، مقارنةً بما كانت عليه الأرقام منذ أشهر ماضية، تراجع إقبال المواطنين على شراء المستلزمات الطبية الوقائية مثل «الكمامات الواقية- الكحول» والأدوية المناعية والفيتامينات التي تقوي الجهاز المناعي للإنسان لمواجهة الفيروس.

وأكدت شعبة الأدوية بغرفة القاهرة التجارية، لـ«البوابة نيوز»، تراجع الإقبال على طلب وشراء المستلزمات الطبية بنسبة 50%، مقارنةً بالفترة التي شهدت ارتفاع أعداد المصابين بفيروس «كوفيد 19»، ما ساهم في زيادة المعروض من تلك المستلزمات في الأسواق، وبالتالي أدى إلى انخفاض أسعارها
حذرت وزارة الصحة والسكان، من التراخي في اتباع الإجراءات الاحترازية، مشددة على ضرورة الالتزام بمعايير مكافحة العدوى، داخل كل منشآت الدولة حفاظًا على الصحة العامة، وتجنب حدوث موجة جديدة شديدة من المرض.
وقالت الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة، إن حدوث الموجة الثانية من الفيروس يرتبط بالضرورة بشعور "زائف بالأمان" لدى الناس، بأن الوباء قد انتهى، وبالتالي يدفعهم إلى التراخي في الالتزام بالإجراءات الاحترازية والالتزام بارتداء الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعي، ما قد يتسبب في انتقال العدوى وزيادة أعداد الحالات مرة أخرى بعد انحسارها.

وبدوره، شدد الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، على ضرورة عدم استهانة المواطنين بفيروس "كورونا" المستجد، وعدم الاستهتار بالتدابير الوقائية والابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة سواء في الأسواق أو المحال وغيرها من الأماكن العامة، وتحقيق التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات خارج المنزل، وأنه من الممكن عودة ارتفاع أعداد المصابين بفيروس "كوفيد ١٩" وتسارع وتيرة العدوى في حالة عدم إتباع الإجراءات السابق ذكرها، فضلًا عن حدوث الموجة الثانية من الفيروس بعد انتهاء الأولى منه.
وأوضح بدران، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن هناك اعتقادًا زائفًا لكم كبير من المواطنين بانخفاص أعداد حالات المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، والاحتفال بانتهاء المعركة مع الفيروس، ولكن ما زالت المعركة مستمرة على مستوى العالم ولم تنته بعد حتى الآن، مشيرًا إلى أن أعداد المصابين في الوقت الراهن أفضل بكثير من الشهور السابقة، إلا أنه هناك حالة تذبذب في الأعداد يوميًا ما بين الارتفاع والانخفاض، وذلك نتيجة عدم التزام بعض المواطنين بارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، متمنيًا تعاون المواطنين من أجل الوصول لـ"صفر إصابات كورونا" خلال الفترة المقبلة، وانحسار الموجة الأولى بشكل تام.
ولفت إلى أن القيادة السياسية والحكومة بذلوا جهودًا كبيرة وحققوا تفوقًا فريدًا جدًا في مواجهة جائحة فيروس "كوفيد ١٩"، حيث تفوقت مصر على أمريكا وأوروبا في مواجهته، وأن أعلى معدل يومي للإصابات في مصر كان يوم ١٩ يوليو بعدد ١٧٧٤ حالة إصابة، بينما سجلت أمريكا يوم ٢٤ يوليو ٧٨٥٨٤ حالة في يوم واحد فقط، وهذا أعلى معدل يومي لحالات الإصابة على مستوى العالم، كما سجلت البرازيل يوم ٢٩ يوليو ٧٠٨٦٩ حالة إصابة.
وأوضح أن الفيروس جديد وغامض وسريع الانتشار فهو أخطر من الأنفلونزا ١٠ أضعاف، وما زالت الموجة الثانية منه المعركة مستمرة على مستوى العالم ولم تنته بعد، ولم يتم الاتفاق على تعريف محدد لها، ومدى تسارع وتيرة الإصابات وانتقال العدوى.
وشدد على ضرورة تعزيز الجهاز المناعي للمواطنين، وتناول الوجبات الغنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، والالتزام بالإجراءات الوقائية مثل التباعد الاجتماعي وغسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار، وممارسة آداب السعال وهى الحفاظ على مسافة مترين من الآخرين عند العطس أو الكحة، وتغطية الأنف والفم عند العطس بمنديل ورقي يُستخدم مرة واحدة فقط، والتخلص منه بطريقة صحية بوضعه في كيس وغلقه بإحكام، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة والتهوية الجيدة للمنزل واستنشاق الهواء النقي.
وأكد، احتمالية زيادة انتشار فيروس "كورونا" المستجد خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث إن انخفاض درجة حرارة الجو والرطوبة يزيدان من معدلات انتشار الفيروس، وتبين حديثًا أن انخفاض الرطوبة داخل المنازل في فصل الشتاء سيزيد من دوران الفيروس داخل المنازل في نطاق الأسر، وبالتالي لا بد من التباعد الاجتماعي والابتعاد عن الأشخاص المصابين بنزلات البرد قدر المستطاع، والحفاظ على معدلات غسل الأيدي في الشتاء، مطالبًا المواطنين باتباع التعليمات الحكومية الخاصة بالفيروس أولًا بأول، وتطبيق التدابير الوقائية على مدى اليوم في كل مكان تتواجد فيه.

كما طالب الدكتور محمد عبدالحميد شلبي، رئيس جمعية الفيروسات المصرية أستاذ الفيروسات والمناعة بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، المواطنين بضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية المعروفة مثل ارتداء الكمامات الطبية والتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي باستمرار بالماء والصابون، واستخدام الكحول "المطهرات"، وعدم النزول إلى الشوارع في حالة الشعور بأعراض نزلات البرد، والذهاب مباشرةً إلى الطبيب، موضحًا أن التراخي في اتباع هذه الإجراءات قد تنتج عنه مشكلة ويزيد من احتمالية حدوث الموجة الثانية من فيروس "كوفيد ١٩".
ويضيف شلبي، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الموجة الثانية من الفيروس ما زالت مجهولة حتى الآن، فلا يعرف أحد ما يمكن أن يحدث بعد انتهاء الموجة الأولى من "كورونا" المستجد، فمن الممكن في حال اتباع الإجراءات الاحترازية ألا تحدث الموجة الثانية، ومن الممكن أيضًا نتيجة انتشار الفيروس ومع دخول البرد قد تحدث الموجة الثانية، ولكنها ليست مثل الموجة الأولى على الإطلاق، فقد تكون أقل حدة.
وطالب وسائل الإعلام المختلفة بزيادة الحملات التوعوية بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية في الوقت الراهن لمواجهة الموجة الثانية من الفيروس.
وأوضحت أن الطلب على شراء أدوية المناعة والفيتامينات شهد إقبالًا كبيرًا بنسبة ٣٠٠٪ خلال شهري يونيو ويوليو الماضيين، خاصةً بعد تدخل الدولة بتوفير خطوط إنتاج للكمامات وتسهيل إجراءات تأسيس المصانع المنتجة من قبل هيئة التنمية الصناعية.

كما أكدت شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات المصرية، انخفاض معدلات الإقبال على شراء الكمامات بنسبة ٥٠٪ خلال الفترة الحالية، حيث تخلى بعض المواطنين عن ارتدائها حاليًا بسبب انخفاض أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، بعد الاعتقاد الخاطئ لديهم بانتهاء أزمة الفيروس، الأمر الذي حذرت منه الحكومة في وسائل الإعلام المختلفة أكثر من مرة. وتراجع المواطنين عن شراء وطلب المستلزمات الوقائية "الماسكات- الكحول- الجوانتي الواقي" وغيرها بنسبة لا تقل عن ٧٠ إلى ٧٥٪ في الوقت الراهن، هذا ما أكده محمد إسماعيل عبده، رئيس شعبة الأجهزة والمستلزمات الطبية بالغرف التجارية.
ويقول عبده، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، إنه في الوقت الراهن هناك نحو ١٨٠ خط إنتاج أوتوماتيك في مصر، ينتجون ٥٠ ألف ماسك يوميًا، ولكن الإنتاج انخفض نتيجة توافر كميات كبيرة من الماسكات في المخازن بسبب انخفاض حركة الشراء، إلا أن مصنعى وبائعي الماسكات منذ بداية أزمة فيروس "كورونا" المستجد وحتى الشهر الماضي حققوا أرباحًا كبيرة من مبيعاتها، فهناك أنواع كثيرة من الماسكات، فمن بينها أنواع يصل ثمنها من ٣٠٠ إلى ٤٠٠ جنيه.
وأضاف أن المستلزمات الطبية عديدة ومتنوعة قد يصل عددها إلى ٨٥٠٠ صنف، وأنه في حالة حدوث موجة ثانية من الفيروس، فهناك مصانع عديدة جاهزة لإنتاج الماسكات ويمكن التصدير للعالم أجمع، وبالتالي لن تكون هناك أزمة في توافرها بالأسواق، ولكن قد تحدث أزمة في وجود "الجوانتي" بالأسواق، وإن كان غير مطلوب بشكل كبير من قبل المواطنين.
ويوضح، أن الماسكات هي "مكمل طبي" للوقاية من عدوى الإصابات بالفيروسات من بينها فيروس "كورونا" المستجد، وأن مصر كانت دولة غير مصنعة للماسك الطبي، وحتى شهر يناير الماضي كانت تمتلك ٧ خطوط إنتاج محلي، حيث ينتج الخط الواحد ٤ آلاف ماسك في اليوم الواحد، وهذا لا يمثل شيئًا فلم تنتج مصر الماسكات من قبل، لأن الصين كانت تصدر للعالم أجمع هذه الماسكات، وأسعارها أقل من سعر الماسك محلي الصنع، لأنها تعطي دعمًا للصناعة ١٧٪، وبالتالي فإذا تكلف تصنيعه ١٠ قروش، فإن استيراده من الصين بـ ٨ قروش فقط، وفي ظل أزمة الفيروس باعت الصين للعالم خطوط إنتاج الماسك بدلًا من الماسك نفسه، نتيجة زيادة الطلب عليه.
ويستكمل، أن كثيرًا من التجار أقبلوا على شراء خطوط الإنتاج من الصين لتحقيق الأرباح في ظل أزمة فيروس "كوفيد ١٩" نتيجة زيادة الطلب على الماسكات، ولكن في الوقت الراهن أصبح الإقبال على الماسكات ضعيفًا جدًا، وبالتالي أصبح المعروض من الماسك داخل الأسواق أكثر بكثير، وهذا الوضع موجود في كثير من دول العالم، فعلى المواطنين ألا يرتدوا الكمامات سوى في الأماكن المزدحمة فقط.
ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية خرجت بتقرير يُفيد بأنه لا مانع من استخدام "الماسك القماش"، وبالتالي أصبح المواطنون يقبلون على شرائه، نظرًا لإمكانية استخدامه لأكثر من ٦ أشهر، وبالتالي انخفض الإقبال على استخدام الماسك الطبي، الذي في حالة استخدامه بشكل خاطئ يؤدي إلى صعوبة في التنفس، فلا يمكن استخدامه أكثر من نصف ساعة على الفم، وفي حالة استخدامه أكثر من هذه المدة قد يسبب حالة من الغثيان، لأن الإنسان يخرج ثاني أكسيد الكربون للماسك وهو مادة سامة، وبالتالي يجد الإنسان نفسه لا يستطيع الاستمرار على ارتداء الماسك، وهو ما حدث مع كثير من البشر.

جاهزية السوق
وقال الدكتور على عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية بالاتحاد العام للغرف التجارية، إنه في بداية ظهور جائحة فيروس "كورونا" المستجد بشكل مفاجئ لم تكن سوق "الكمامات والمستلزمات الطبية" بشكل عام جاهزة على الإطلاق، وكانت صناعة هذه المستلزمات والكمامات ضعيفة جدًا في بداية الأزمة، فكان المعروض منهم بالسوق أقل بكثير من الطلب عليها، وأن ٩٠٪ من نسبة استيراد مصر للكمامات والجوانتي وغطاء الرأس والأحذية والبالطو الذي يتم استخدامه مرة واحدة فقط كان من الصين، وبالتالي في بداية انتشار الفيروس في مصر لم تكن هناك صناعة لهذه المستلزمات.
وتابع عوف، في تصريح خاص لـ"البوابة"، أن نسبة تراجع طلب أو استهلاك المواطنين لـ"الكمامات- الكحول" وغيرها من المستلزمات الطبية وصلت من ٥٠ إلى ٦٠٪، ففي نهاية شهر يونيو الماضي كان هناك إقبال كثيف على شراء هذه المستلزمات والفيتامينات.
ولفت إلى أنه بعد انخفاض أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد أصبح هناك وجود كبير للمستلزمات الطبية والأدوية المناعية والفيتامينات داخل الأسواق، ولم يقبل على شرائها المواطنون، ما أدى إلى انخفاض أسعار هذه المستلزمات بكل أنواعها بنسبة ٥٠٪.
وطالب وسائل الإعلام المختلفة بضرورة توعية المواطنين في الوقت الحالي بأهمية ارتداء المواطنين الكمامات، وعلى الحكومة فرض إجراءات صارمة بأهمية ارتدائها واستخدام المطهرات بشكل دائم، لأن الموجة الثانية من الفيروس لم يُعرف بعد مدى خطورتها على المواطنين.
إنفلونزا الخنازير
وأشار إلى أنه في بداية أزمة "أنفلونزا الخنازير" بدأت المصانع المصرية آنذاك في عمل خطوط إنتاج خاصة بالكمامات، في حدود ٢٠ خط إنتاج، صنعوا "الكمامات" لسد العجز في ظل هذه الأزمة، ولكن عندما اختفى المرض قل الإقبال على الكمامات، ما أثر على إنتاج هذه المصانع، وبدأ الاعتماد على الاستيراد من الصين، نظرًا لانخفاض الأسعار مقارنةً بالمنتج محلي الصنع، وتحولت المصانع المحلية وتم إغلاق صناعة الكمامات، ومع بداية أزمة فيروس "كورونا" المستجد ٢٠٢٠ كان يوجد ٧ خطوط إنتاج فقط للكمامات، وبدأت الأزمة نظرًا لاحتياج السوق إليها وتوقف الاستيراد من الصين بسبب احتياجها للماسكات، وكذلك كل دول العالم، بل أنها كانت تحتاج إلى دولة تستورد منها كميات تغطي احتياجاتها.
وأضاف "عوف"، أن الدولة التفت إلى صناعة الكمامات أثناء أزمة فيروس "كوفيد ١٩" مثل مصانع الإنتاج الحربي والجيش، كما بدأت هيئة التنمية الصناعية في الوقت الحالي ترخص مصانع لإنتاج الكمامات وتسهل إجراءات تأسيس هذه المصانع، وبالتالي أصبح هناك كم كبير من مصانع الكمامات، ووصلت خطوط الإنتاج إلى نحو ٤٠ مصنعًا، فهناك حجم كبير من الإنتاج موجود في مصر حاليًا، كما أن الصيدليات تتعامل مع آليات السوق، وعندما زاد الطلب على المنتج وكانت كمية المعروض قليلة كانت هناك تجارة وسوق سوداء، ووصل سعر علبة الكمامات لأكثر من ٢٣٠ جنيهًا، ولكن بتدخل الدولة وقرارات رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي بتنظيم عمليات بيع المستلزمات الطبية "الكمامات- الكحول- الجوانتيات"، وبدأ الانضباط داخل الأسواق، خاصةً بعد توعية وسائل الإعلام على استخدام الكمامات وكل المستلزمات وأسعارها.
وأوضح، أنه عقب عيد الفطر المبارك بدأت زيادة أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، وبدأ المواطنون في الإقبال الكثيف على شراء المستلزمات الطبية، وشددت الحكومة الرقابة على أهمية ارتداء الكمامة في المواصلات العامة مثل التاكسي والميكروباص والأتوبيس ومترو الأنفاق، وفرض الغرامات على المخالفين لقرار تطبيق ارتدائها داخل الأماكن العامة مثل البنوك والسوبر ماركت وغيرها، إلا أنه في الوقت الراهن تراجع تشديد الرقابة على ضرورة ارتداء الكمامة، بجانب عدم تركيز وسائل الإعلام بضرورة ارتداء المواطنين للكمامات في ظل عدم اختفاء المرض حتى وإن كان هناك انخفاض لأعداد المصابين بالفيروس في مصر، ما أدى إلى تراجع المواطنين عن ارتدائها وعدم شرائها.
وحذر "عوف" من حدوث موجة ثانية من الفيروس، وعدم ارتداء الكمامة سيساهم في سهولة انتقال الفيروس من شخص لآخر وزيادة نسب الإصابات مرة أخرى.

كما يقول الدكتور شريف عزت، رئيس شعبة الصناعات الطبية باتحاد الصناعات، أن المواطنين تراجعوا عن شراء الكمامات الطبية وغيرها من المستلزمات بنسبة ٥٠٪، موضحًا أن عدم ارتداء المواطنين للكمامات في الوقت الراهن يعود لعدة عوامل، فإن المواطنين يشعرون بالأمان إلى حد ما نتيجة انخفاض أعداد المصابين بفيروس "كورونا" المستجد، فضلًا عن وجود حالة من حالات التمرد نتيجة إلزامهم بالجلوس في المنازل لأكثر من ٦ أشهر، وارتداء الكمامات أثناء النزول، مشيرًا إلى أن أسعار المستلزمات الطبية انخفضت بشكل كبير لأكثر من ٦٠٪، نتيجة زيادة المعروض وقلة الطلب وإقبال المواطنين على شراء "الكمامات القماشية".
ويواصل عزت، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن مصر منذ بداية ظهور فيروس "كورونا" واجهت نقصا في المواد الخام اللازمة لتصنيع الكمامات الطبية وسط تكالب كبير على شرائها، ما أدى إلى زيادة أسعار المواد الخام والكمامات أيضًا، ولكن تدخلت الدولة بمنتهى الحزم والقوة لحل الأزمة بأكثر من طريقة، سواء بإنتاج الكمامات القماش أو الطبية، حيث يوجد أكثر من ١٥ مصنعًا بشكل رسمي، وهناك أضعاف هذا الرقم من المصانع بشكل غير رسمي "تحت بير السلم"، إلا أن الدولة في طريقها لتقنين أوضاع هذه المصانع، لأنه سيخضع ضمن صناعة المستلزمات الطبية، والتي لها مواصفات عالمية لا بد من اتباعها، فإن هذه المصانع سيتم متابعتها يا أما الالتزام بهذه المواصفات أو يتم إغلاقها على الفور.
السوق السوداء
ويستكمل "عزت"، أنه خلال أزمة الفيروس ظهر عدد كبير من التجار في قطاع المتسلزمات الطبية للمساهمة في زيادة إنتاجها بوطنية ومن منطلق خبرتهم ومساعدة الدولة في تلبية احتياجاتها، ولكن هناك آخرين دخلوا في إنتاج هذه المستلزمات "الكمامات- الكحول" وغيرها بنوع من مبدأ الانتهازية، وكان هذا المبدأ هو "سيد الموقف"، واستخدموا منتجات غير صالحة وغير مطابقة للمواصفات الطبية، وحققوا مكاسب وأرباحًا "تفوق الخيال" تصل إلى المليارات من الجنيهات، واستغلوا الموقف بطريقة سيئة جدًا.
ويعتقد "عزت" أن هذا الأمر لن يتكرر مرة أخرى في حالة حدوث موجة ثانية من الفيروس، لأن الأزمة كانت تكمن في عدم وجود أي جهة إشرافية على هذه صناعة المستلزمات الطبية، فإن هيئة الدواء تم إسناد المستلزمات الطبية للرقابة عليها، وتتدارج الهيئة الموقف حاليًا، ووضع نظم وقواعد لتداول المستلزمات الطبية وإحكام الرقابة عليها منعًا لتكرار "الانتهازية" مرة أخرى.
إحصاءات رسمية لوزارة الصحة:
مصر تحتل المركز الـ 26 في نسبة وفيات "كورونا" بنسبة 5.5 % عالميًا.
والمركز الـ 123 في نسبة التعافي بنسبة 75.9 % عالميًا.
والمركز الـ 131 في نسبة الإصابات بنسبة 968\ 1 مليون عالميًا
والمركز الـ 31 في عدد المصابين بين 215 دولة ومنطقة حول العالم
%50 نسبة انخفاض أسعار المستلزمات الطبية 
تراجع شراء المستلزمات الطبية بنسبة من 50 إلى 60 % 
180 خط أوتوماتيك لإنتاج الكمامات في مصر.