الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رأس السنة القبطية.. تاريخ مصر مكتوب بدم الشهداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مصر إحدى الدول القليلة التى لايمضى أسبوع دون أن تقدم شهداء بحيث صار اللون الأحمر جزءا من دم الشهداء مغموسا بالضمير العام للوطن، لذلك كان عيد النيروز عيد رأس السنة المصرية (القبطية) يحتفل به المواطنون المصريون الأقباط مسلمين ومسيحيين، فى كل عام بذكرى الشهداء المصريين الذين بذلوا حياتهم حتى الموت من أجل محبتهم للوطن والمسيح من الرومان، فقد أرّخوا لسنة 284 ميلادية، فى 11 سبتمبر، الموافق الأول من شهر توت، وهى السنة التى اعتلى فيها الإمبراطور ديوقلديانوس عرش الإمبراطورية، ومنها يبدأ التقويم القبطى، لذلك ينقص التاريخ القبطى عن الميلادى بمقدار 284 سنة.. يحتفل المصريون بأكل البلح رمزا للون الأحمر، لون دماء الشهداء، والجوافة ذات القلب الأبيض، رمزًا لقلب الشهيد، ويعتقد المؤرخون أن العيد متوارث من الفراعنة، ارتباطًا بفيضان النيل، وفى العصر المملوكى كان المصريون جميعهم يحتفلون به فى شهر توت، يتجمعون ويرشون بعضهم البعض بالمياه، ويأكلون البلح والجوافة، ويغطسون فى النيل.. شهور السنة القبطية هى بالترتيب: توت، بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ثم الشهر الصغير «النسىء» وهو خمسة أيام فقط، أو ستة أيام فى السنة الكبيسة.
ومازالت هذه الشهور مستخدمة فى مصر ليس فقط على المستوى الكنسى، بل على المستوى الشعبى أيضًا، خاصة فى الزراعة. 
وقال المؤرخون إن عدد الشهداء الذين استشهدوا من مصر فاق عدد الشهداء المسيحيين فى كل العالم، وقد جرى المثل الشهير أن دم الشهداء كان هو بذار الكنيسة.. النيروز، أو عيد رأس السنة المصرية هو أول يوم فى السنة الزراعية الجديدة، فالمصريون يبحثون عن الفرحة من قلب الحزن، ومن ثم فهم أكثر الأمم احتفالًا بالأعياد «33 عيدًا» على مدى العام، أهمها الأعياد الدينية، مثل: رأس السنة القبطية والهجرية، عاشوراء، المولد النبوى الشريف، عيد الفطر، عيد الأضحى، عيد الميلاد المجيد، عيد الغطاس، عيد دخول المسيح مصر، عيد دخول المسيح القدس، نياحة العذراء «ذكرى وفاتها»، عيد العنصرة، عيد الصعود.
ومازالت الكنيسة تتذكر شهداءها بالقراءة اليومية فى «السنكسار»، وهو كتاب يحوى سير القديسين والشهداء، وتذكارات الأعياد، ومازال الأقباط يدفعون الشهداء من أجل الوطن جنبًا إلى جنب مع أشقائهم من المواطنين المصريين المسلمين، فى القوات المسلحة والشرطة، ومن المدنيين ضد الإرهاب، وللكنيسة صلوات يومية من أجل الوطن، ومن أجل النيل، ومن أجل الجيش والجنود، والرؤساء، والكنيسة تعريفها الوطنى يسبق تعريفها العقيدى «القبطية الأرثوذكسية، أو الكاثوليكية، أو الإنجيلية» وكل سنة وشهداء الوطن والكنيسة الأبرار نبراسًا لنا على طريق النصر أو الشهادة.
كان التقويم القبطى المصرى يستعمل فى مصر وكانت سنة الموظفين ١٣ شهرا، وبالتالى كان الموظفون يقبضون راتبا كاملا عن الشهر الصغير (٥ أو٦ أيام) واستمر هذا حتى عهد الخديوى اسماعيل. وفى ١١ من سبتمبر سنة ١٨٧٥م استخدم لأول مرة فى مصر التقويم الغربى (الجريجورى) بسبب استفحال النفوذ الغربى وبسبب صندوق الدين. اى أنه كان يستخدم التقويم المصرى من سنة ٢٨٤م حتى سنة ١٨٧٥م؛ ومازال حتى الآن يحفظه ويستعمله الفلاح المصرى كتقويم أساسى للكنيسة القبطية.
أتت لفظة نيروز من الكلمة القبطية نى - يارؤو وتعنى الأنهار، وذلك لأن ذاك الوقت من العام هو ميعاد اكتمال موسم فيضان النيل سبب الحياة فى مصر.. ولما دخل اليونانيون مصر أضافوا حرف السى للإعراب كعادتهم (مثل أنطونى وأنطونيوس) فأصبحت نيروس فظنها العرب نيروز الفارسية.. ولارتباط النيروز بالنيل أبدلوا الراء بالأم فصارت نيلوس ومنها أشتق العرب لفظة النيل العربية. فى موقع الأنبا تكلا: كلمة شهر توت، وهو الشهر القبطى الأول من الشهور القبطية المصرية،. فيوجد من الأمثال الشعبية لهذا الشهر: «توت، رى ولا يفوت»، أى توفر ماء النيل لرى الزروع. واسم توت أول شهور السنة القبطية مشتق من الإله «تحوت» إله الحكمة، عند قدماء المصريين الفراعنة، وهو حكيم مصرى عاش أيام الفرعون مينا الأول وهو مخترع الكتابة ومقسم الزمن.