الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا| "زيرو أمية".. مشروع قومي عاجل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بمناسبة اليوم العالمى لمحــو الأمية، تعالوا نتفق أساسًا أن الأمية الأبجدية خطر داهم وفيروس قاتل ينهش في جسد الأمة، ويعوق تقدمها ونهوضها وانطلاقها إلى الأمام.
الجهــاز المركــزى للتعــبئة العامــة والإحصــاء أعلن، أمس الثلاثاء، أن نسبة الأمية انخفضت إلى 24.6% حسب آخر إحصاء في يوليو 2019، وهى نسبة تبعث على القلق حتى لو كانت قد تناقصت، ففي زمن أصبحت فيه الأمية التكنولوجية، مرضًا تخلصت منه دول أوروبية عديدة، ما زلنا نعاني من ذلك المرض المزمن المسمى "أمية أبجدية"، وهو ما يستحق وقفة جادة لمواجهة هذا الخطر عبر مشروع قومى متكامل لا يقل عن مشروعات عديدة أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي من أجل الإنسان المصرى، وأهمها حملة فيروس سي، والقضاء على العشوائيات وغيرها من مشروعات أشادت بها هيئات دولية.
ولا نبالغ إذا قلنا: إن مصر في حاجة ماسة وعاجلة لهذا المشروع القومى الذى يجب أن تحتشد له كل الإمكانات، طالما أن الإرادة السياسية متوافرة، وتستطيع أن تواجه المستحيل، وترفع بلادنا إلى مصاف الدول المتقدمة، ولن يتحقق هذا التقدم من دون القضاء تمامًا على هذا الداء العضال الذى لا يتنبه له كثيرون ولا يدركون خطورة تداعياته على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بل والسياسية في البلاد.
لقد كانت هناك محاولات عديدة لمحو الأمية الأبجدية وتعليم الكبار، لكنها تدور في فلك بيروقراطى عقيم، وثبت بالفعل عدم جدواها. وأصبح من المحتم البحث عن صيغ فاعلة ومنجزة، تصل بالبلاد إلى حالة "زيرو أمية"، ولن يتأتى هذا إلا بتدخل سريع من الرئيس السيسي بكل ما يملكه من إرادة لا تعرف المستحيل وبكل ما في عقله من أفكار للنهوض بالوطن، وبكل ما في قلبه من إحساس بالمواطن المصرى.
ولا نبالغ إذا قلنا: إن الأمية في مصر تمثل مشكلة المشكلات التي تعوق برامج التنمية والإصلاح. وعلينا أن نبحث عن المسببات لنقضى عليها في إطار خطة متكاملة وخارطة طريق تسعى لتحقيق الهدف الأسمى، فوفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، هناك أربعة أسباب رئيسية لعدم التحاق الأميين بالتعليم، وهي على التوالي: عدم رغبة الأسرة (34.2%)، الظروف المادية للأسرة (27%)، عدم رغبة الفرد (23.2%)، وصعوبة الوصول للمدرسة (8%).
ما الذى يمنع من البحث في المسببات للقضاء عليها، وما الذى يمنع من تجنيد كل شباب الخريجين وفق برامج جادة للمشاركة في محو الأمية؟ بل ما الذى يمنع من عقد مؤتمر قومى تحت رعاية الرئاسة، يضع التشخيص الصحيح، ويقدم روشتة العلاج لينطلق العمل في مشروع قومى حقيقى يخلص البلاد من عار الأمية في مدة زمنية محددة لا تزيد على خمس سنوات؟
في عهد ما بعد 30 يونيو، وفى ظل ما نراه من إنجازات نستطيع أن نقول: مصر تستطيع.. والأمية إلى زوال.