الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الفنان إيهاب الأسيوطي في حواره لـ"البوابة نيوز": النحت المعاصر اتجه نحو التجريدية والتكعيبية.. ويكشف سر حملات التشويه فن النحت.. ويعرض كواليس جديدة حول حجم تمثال "نهضة مصر"

إيهاب الأسيوطي
إيهاب الأسيوطي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قاده حبه الشديد للفن نحو الالتحاق بكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا، والحصول على البكالوريوس منها بقسم النحت في ١٩٨٨، حتى قرر أن يُعلم الأجيال القادمة ما وجده من إبداع بالنحت، وأن ينقل شغفه بالنحت لهم ليستمر هذا الإبداع المصري دون انقطاع، فالتحق بالمسار الأكاديمي مُعيدًا بالفنون الجميلة جامعة المنيا وواصل بالتزامن مع ذلك دراساته للماجستير والدكتوراة، حتى أصبح أستاذ ورئيسًا لقسم النحت بالجامعة نفسها، هو النحات الدكتور إيهاب عبد الله الأسيوطي. أثرى الفنان إيهاب الأسيوطي ساحة الفن التشكيلي المصري بعدد كبير من الإبداعات خلال مشواره الفني منذ بدايته وحتى الأن، وغيرته على فن النحت أثيرت وظهرت بوضوح شديد بعد انتشار الشائعات على وسائل التواصل الاجتماعي حول انتهاء هذا النوع من الفن برحيل رواده على رأسهم محمود مختار، فيتحدث الفنان في حواره مع "البوابة" مُعلقًا عن كل ما حدث خلال الآونة الأخيرة اتجاه فن النحت، كما وضح عددًا من القضايا المهمة للفنون بشكل عام وفن النحت بشكل خاص، كالتالي.. 


دافع الفنان في البداية عن مستوى فن النحت، قائلًا: "مصر بها نحاتيين عظام جدًا، ولا أعلم لماذا تنطلق حملات التشويه دائمًا على فن النحت؛ صفحات مواقع التواصل الجتماعي تعرض يوميًا أعمال من التصوير سيئة لفنانيين هواه وتحت التدريب، ومع ذلك يمكن أن يُخفي اللون تفاصيل الرسم، لذلك الجمهور العادي لا يُلاحظ ذلك، ولكن نحن كدارسيين نُلاحظه ولكن للأسف لا نستطيع شن هجمات كالتي يوجهوها نحو النحاتيين لأننا كأساتذة بالجامعات ودارسين وفنانيين، نحب أن يعمل كل الناس بالفن، وواجبنا توظيفهم ونصحهم، لا مهاجماتهم، ولكني لا أعرف لماذا النحت بالتحديد عندما يقوم أحد بعمل تمثال سيئ يتم مهاجمته كذلك، بالطبع هناك أعمال سيئة جدًا مثل نفرتيتي والأسد الموضوع بنقابة المعلميين، فهذه أعمال لا يجب عرضها، فلو شعر الشخص أنه لا تتوفر لديه موهبة النحت، لا يعمل به لأنه ملحوظ لعدم وجود ألوان عليه". وتابع "لكن عندما تظهر أعمال إلى حد ما مستواها أقل بعض الشيء، لا يجب أن ننتقد الشخص نفسه والتشكيك في مؤهلاته العلمية". 
وعن فن النحت في مصر، قال الأسيوطي: "مصر أعظم الدول في العالم كله، فعند زيارتي متحف اللوفر في القسم الخاص بالنحت المعاصر، شعرت بالغيرة اتجاه مصر لأن أساتذتي وفناني مصر غير ممثلين فيه بأعمالهم، فنحن لدينا الفنانيين فاروق إبراهيم، والوشاحي، وأسماء عديدة أخرى كبيرة، وبالأجيال الجديدة أيضًا لدينا العديد من الفنانيين الكبار". 
وتطرق الفنان نحو المشكلات التي تواجه فن النحت في مصر قائلًا: "النحت يُكلفنا مبالغ كبيرة جدًا، أولًا خاماته مُكلفة، وثانيًا يحتاج لوجود مكان يخص النحت فلا يمكن تأجير شقة بمكان سكني لأعمال النحت حتى لو كانت دور أرضي لأن التشطيب المطلوب لاستخراج العمل النهائي بالخامة الموضوعة عليه سواء حجر أو بولستر أو غيره، تتطلب أماكن غير سكنية، تحتاج أماكن بعيدة بها ورش حتى نتمكن من العمل، فيجب أن يتوفر للنحات المكان وفلوس الخامة وفلوس للصنايعي، مشكلتنا أيضًا أن النحات يقوم بعمل التمثال بأكمله وكل متطلباته".


وكشف الفنان عن أحد المعلومات الفنية التي لا يعرفها الكثير حول محمود مختار قائلًا: "حضرت من وقت قريب برنامجًا لأحد النحاتيين، وقال به معلومة خاطئة وهي أن محمود مختار قد تخصص في الجرانيت، ولكن الحقيقة أنه لم ينحت أي عمل جرانيتي بيديه، ولكن كان لديه شخص اسمه "أرتيزان"، الفنان ينحت العمل مصغرًا وهو بالمنزل، ويقوم هذا الشخص بتكبير العمل من خلال جهاز يقوم بعملية تكبير فمثلا يأتي ١ سم بـ١٠ سم أو متر حسب المساحة المطلوبة، كما يقوم بتحويل التمثال من خامة الطين أو الجبس للحجر، فمثلًا تمثال "نهضة مصر" تم عمله بهذه الطريقة، وكل شغل الرخام بمتحف محمود مختار أيضًا شغل أرتيزان، فهو لم ينحت بيديه". 
وعن نحاتي مصر، قال أستاذ النحت بجامعة المنيا: "مصر غنية جدًا بالنحاتيين من خريجي كل الكليات الفنية، والهواة أيضًا، ولكن النحت نفسه لم يستمر نفسه الخاص بالفنانيين الرواد محمود مختار وجمال السجيني، لأننا إلى حد ما نعمل على النحت المُعاصر الذي يغلبه طابع التجريد، فلم يعد موجود النوع الخاص بالتمثال الشخصي مثل الخاص بمحمود مختار، ويمر علينا حتى الأن ٢٦ عامًا في سمبوزيوم أسوان على فكرة التجريدي والتكعيبي؛ فحتى النحت اختلف، والاهتمام بتدريس نحت الأشخاص والرموز قل أيضًا في الكليات الفنية، وهذا لا يعني أن مصر لا يوجد بها نحاتيين، أؤكد أن مصر بها نحاتيين جيديين جدًا".
في تعليقه على سخرية الكثير اتجاه النحت قال: "من يُخطئ في تمثال لا يعني ذلك أنه سيئ لأن كل تمثال له ظروفه، فنانيين كثيريين مثل عبد الهادي الوشاحي عند نحته طه حسين تحدثوا عنه، وفاروق إبراهيم شيخ النحاتيين وأستاذنا كلنا عند نحته عبد المنعم رياض أيضًا الناس تحدثت عنه، وتماثيل أخرى عديدة، حتى طال النقد تمثال أحمد شوقي عند جنينة الأورمان، وعندما علموا الناس أنه لجمال السجيني وأنه نسخة من التمثال الموجود في بيت "شوقي" بمتحف أحمد شوقي، لم تستمر هذه الهجمات عليه؛ فذلك أثبت أنه كان نقد لمجرد النقد، فلا يُعقل أن يُؤخذ التمثال ونجاحه لاسم الشخص الذي قام بعمله، كما أن النقد يتطلب النظر إلى باقي أعمال هذا الشخص الذي يوجهوا له النقد؛ لماذا نقف عند تمثال واحد؟، فلينظر الناقد إلى التاريخ الفني لهذا الفنان".
وعن تجاربه الشخصية قال: "تعرضت من قبل لمثل هذه الهجمات، ولكنني على دراية بتاريخي الفني وأعمالي، فلا يتطلب ذلك ذكر قصة التمثال، ولو افترضنا أنني اخطئت بتمثال، هذا لا يعني أن تاريخي الفني كله سيئ، فلينظر الناقد إلى الأعمال الأخرى، كما أنه يوجد أخلاقيات للمهنة فلا يجب أن يظهر شخص من نفس الكاريير ينتقد فنان بهذا الشكل، ويُعطي فرصة لأصحابه أيضًا الغير مُتخصصين في توجيه النقد بألفاظ خارجة".