الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لن تُلوى ذراع «مصر»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. حاشا لله أن تُلوى ذراع «مصر»، لن يُسمح بالابتزاز مرة أخرى فـ«عصر الابتزاز» انتهى ولن يعود، دولة ٣٠ يونيو قوية، من يرى فى نفسه أنه صاحب الثورة وقائدها ومُلهمها ومعه مفاتيحها فهو «واهم»، من يُتاجِر بالثورة فى الليل والنهار لتحقيق مكاسب شخصية ومنافع والحصول على الهدايا والعطايا والهبات فسينكشف أمره وسيتم فضحه وتجريسه، من يُصدعنا بأنه هو وحده عبقرى زمانه وأوانه ولا يوجد غيره ولا مثيل له ومُساند للدولة ويُطالب باختياره ضمن قائمة المعينين فى مجلس الشيوخ وإلا سيخرج ليفضح الدولة على قنوات الإخوان فى الجزيرة والشرق ومكملين سنتصدى له وسنواجهه بكل ما أوتينا وسنضُمه لقائمة «المُبتزين الجُدد».
.. من يقول لنا بأنه كان «الكُل فى الكُل» فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ وما زال يعيش على الماضى ويتعالى ويحكى قصصًا وهمية عن بطولاته وشجاعته ومشاركته فى صنع القرار ولا بد أن يحصل على منصب مكافأة له على ما قام به سننهره وسنُعطيه درسًا فى العطاء والتفانى والتضحية ونكران الذات، من يُهدد بأنه سينضم لمعسكر الخونة وسيُسافر للخارج للحاق بهم فى حالة عدم إدراج اسمه ضمن القائمة الموحدة فى انتخابات مجلس النواب المقبلة سنقول له: «المركب اللى تودى» و«مع السلامة والقلب داعيلك»، من يُطالب بترقية فى عمله أو واسطة لأنه يؤيد الرئيس السيسى، فهذا لا يرضى الله ولا يرضى الرئيس نفسُه ولا يُرضى مؤيديه، من يُطالب بمجاملته لأنه من مؤيدى الرئيس السيسى سنُطهر أنفسنا منه وسنجعله عِبرة لمن لا يعتبِر وسنُرسى دعائم المساواة والحق والعدل والشرف.
.. من يُزايد على الدولة والرئيس والحكومة والإنجازات والمشروعات ويُهيل عليها التراب لأنه لم يحصل على مكاسب من مشاركته فى ثورة ٣٠ يونيو سنُكذبه وسنضع فى عينه المعلومات والحقائق والأرقام الرسمية التى تنفى مُغالطاته ولن نتركه إلا ونُقارن بين الأوضاع قبل منتصف ٢٠١٤ والأوضاع الآن وسنتركُه ليراجع نفسُه وسيقف عاجزًا حينما يؤنبه ضميره لأنه غير نزيه فى أحكامه ويريد تحقيق مصلحة شخصية فى حال عدم الخضوع لطلباته وأغراضه.
.. من يبخ سمومه علينا ويرفع شعار «فيها لا أخفيها» سنُطالبه بالوقوف أمام المرآة لينظر إلى نفسه ويرى الحقد والغل الكامن بداخله تجاه بلده التى عانت من الفوضى لمُدة زادت على ثلاث سنوات وكادت تضيع لولا فضل الله عليها وعلينا والآن هى آمنة ومُستقرة وهامتها مرفوعة وحقوقها محفوظة وسنُطالبه بتنقية أفكاره ومراجعتها.
.. أقول ذلك بمناسبة خروج بعض الصغار للمُتاجرة بمشاركتهم فى ثورة ٣٠ يونيو وطلبهم مجاملات ومناصب وتعيينات نظير كونهم من الثوار وتهديدهم أنه فى حالة عدم الإستجابة لمطالبهم سيلجاؤن للانْضِمام لمعسكر الخارج والظهور فى قنوات الإخوان، ولأن هؤلاء صغار وأفعالهم تدل على عقليتهم فإننا يجب علينا مواجهتهم وكشفهم حتى لا يظنون أنهُم من صنعوا الثورة.
.. فثورة ٣٠ يونيو صنعها شعب واعٍ رفض الخضوع للمتاجرين بالدين وصمم على الحفاظ على دولته، ثورة ٣٠ يونيو عظيمة بِكُل من شارك فيها، ثورة عظيمة ونقية لأن الشعب خرج بإرادته الحرة ولم يكن له مطلب سوى «إسقاط حُكم المُرشد» وهو طلب عام لكل المصريين، لم يكن لأحد طلبًا شخصيًا، نسى الشعب مشكلاته ومطالبه الشخصية وتذكر الوطن الذى كان ينزِف الدم من كثرة الألم والمرارة، فى ٣٠ يونيو لم نكن نعرِف أن بيننا بُرجوازيين ممن يريدون تحقيق منفعة شخصية وممن يُتاجرون بالدفاع عن الوطن وقت الشدة.
.. بالتأكيد فإن سلوك هؤلاء البرجوازيين مرفوض وعليهم ألا ينسوا بأن هناك وزراء ومحافظين ومسئولين كبارا تم القبض عليهم وهم فى مناصبهم وتم تقديمهم للمحاكمة وهذه رسالة لا بد أن يتذكرها المبتزون ويعلموا أن الجميع سواسية أمام القانون ولا مجال للفساد أو الإفساد أو المحسوبية أو المجاملات أو الاستثناءات أو لى ذراع الدولة.. «مصر» لن تعود إلى الوراء، ولن تقبل الابتزاز ولن تخضع للمبتزين، ولن ينجح أحد- مهما كان حجمه- فى ابتزاز الدولة.