الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقفنا ..متى تستيقظ أوروبا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تغريدة الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، التى كتبها على حسابه في «تويتر»، تستحق وقفة فاحصة.. فقد كتب ينس ستولتنبرج: «إن اليونان وتركيا أعضاء الحلف اتفقتا على بدء محادثات فنية في الناتو» بهدف منع أى حادث جديد في شرق المتوسط.
التغريدة فاجأت أثينا التى نفت، مساء الخميس، إجراء محادثات مع أنقرة بشأن وقف التصعيد في شرق البحر المتوسط، وقالت وزارة الخارجية اليونانية في بيان إن «المعلومات التى تم الكشف عنها بشأن المناقشات التقنية المزعومة في حلف شمال الأطلسى لا تتوافق مع الواقع».
وتطرح «التغريدة» ونفيها، تساؤلات عديدة تبحث عن إجابات محددة: على أى أساس قال أمين الحلف ما قاله؟ ولماذا يقف الحلف، منذ فترة طويلة، هذا الموقف كما لو أن الأمر لا يعنيه رغم كل الدلائل التى تؤكد ما تمثله إجراءات العثمانلى من خطر داهم على أوروبا ذاتها وعلى دولٍ أخرى عديدة في العالم؟، وكيف لا يمتلك الحلف أدوات لمحاسبة أية دولة مارقة من أعضاء الحلف، خاصةً إذا كانت أفعالها تهدد الدول الأعضاء به؟.
كيف لا يعلم الأمين العام لحلف الناتو أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان يندفع بسرعة لإحياء سياسة العثمانيين في منطقة البلقان، صائغا إياها بشكل خاطئ انطلاقا من طموحات غير واقعية، وسوء فهم للعلاقة بين أنقرة ودول المنطقة.
وهل اطلع على تقرير نشرته مجلة «دير شبيجل» الألمانية على موقعها الإلكتروني، قالت فيه إن أردوغان: «لا يعطى أهمية لتغير السياق والزمن، ويحاول في الوقت الحالى إحياء نفوذ بلاده في منطقة البلقان»، وهل نما إلى علمه تهديد العثمانلى لدول العالم بأسره والذى قال فيه: «علينا أن نذهب إلى أى مكان تواجد فيه أسلافنا»؟.
إن هذا الأردوغان، متأثر بأسلافه العثمانيين، يسعى بصلف وحماقة وجنون، لصياغة سياسة خارجية جديدة وتوسيع نفوذه، الأمر الذى لايمكن استيعابه في عالم اليوم الذى يرفض كل أشكال التجاوزات التوسعية.
ووفق «دير شبيجل»، فإن تركيا تضخ أموالا بكثافة في ألبانيا، وتسيطر على أقدم جامعة في البلاد، وتدير شركة تابعة لحزب العدالة والتنمية التركى الحاكم المطار الرئيسى في عاصمة كوسوفا برشتينا، كما تدير شركة تركية مطار عاصمة مقدونيا الشمالية سكوبي، وفى البوسنة، تتحكم أنقرة في مراكز ثقافية تركية عدة لتدريب الأئمة، فضلا عن ضخ أموال مشبوهة تحت ستار الاستثمار، وغير ذلك من تفاصيل كثيرة لا تتسع لها المساحة المحددة.
إن الطموحات التركية في البلقان وفى العالم تتجاوز الواقع، وغير مقبولة على الإطلاق، وعلى أوروبا أن تتنبه لهذا الخطر الجسيم.