الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ولماذا لا أكتب عن "جهاز الأمن الوطنى" ؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
.. لا أُحب البكاء على اللبن المسكوب، ولا أهوى البكاء على الأطلال، ولا أرغب في النظر إلى الخلف، لكننى أرى أنه من الضرورى عدم نسيان الماضى واتخاذه دافعًا لإعادة ترتيب الأوراق وحافزًا للتقدم للأمام.. وبصراحة: كان "مارس ٢٠١١" شهرًا أسود على "جهاز أمن الدولة"، فقد تم اقتحامه على يد مجموعة من المُدعين المُمولين الإخوان ومن على شاكلتهم من المُتأخونين، وظلت "مصر" منذ يوم ( ٥ مارس ٢٠١١ ) حتى ( ٥ مايو ٢٠١١ ) بدون جهاز أمن دولة، (٦٠) يومًا بالتمام والكمال و"مصر" العظيمة بدون جهاز أمن داخلى، والنتيجة: طفى على السطح مجموعة من التنظيمات الإخوانية المُسلحة التى تربت على العنف والتطرف، وبدأنا نسمع عن "حركة صامدون" و"حركة أحرار" و"حركة حازمون" و"الإسلاميون الجُدد"، وجميعهم منتمون للإخوان.
.. عاد الجهاز تحت مُسمى "الأمن الوطنى" وبدأ يُلملم جراحه ويُداويها، كُنا على ثقة من وطنية قياداته وضباطه، واجهوا أخطر موجه تعرض لها الجهاز في تاريخه يوم الرابع من مارس ٢٠١٣ حينما تظاهر الإخوان أمام بوابته الرئيسية في مدينة نصر ورفعوا عٓلٓم "تنظيم القاعدة" وصِور "أسامة بن لادن"، وكُنا نُحسن الظن بالجهاز ونشعُر بأنه مُدرك لما يُحاك ضده وضد مصر، وزاد يقيننا بأن الله سيوفق رجال الأمن الوطنى في المساهمة في حماية مصر من خونة العصر بعد أن استشهد الضابط محمد أبوشقرة.
.. في عز الأزمة التى مرت بها "مصر" في ٢٠١٢ وحتى منتصف ٢٠١٣ قام الجهاز بالكشف عن خلية مدينة نصر وهى أخطر تنظيم تابع لتنظيم القاعدة وبعدها تم القبض على الحارس الشخصى لخيرت الشاطر، وبعدها تم القبض على الذراع الأيمن لحازم صلاح أبوإسماعيل، هُنا أدركنا أن الجهاز، الذى تعرض لكبوة كادت تعصِف به، استيقظ ولم يعُد مُنكسِرًا وأعاد صفوفه ورتب أولوياته ووضع "مصر" وأمنها وشرف الجهاز وعِزته نُصب عينيه.
.. أكتب عن "جهاز الأمن الوطنى" وأنا لدى عدد كبير من نصوص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضايا العنف والإرهاب التى حدثت منذ 2٠١٣ وحتى الآن، قرأت عن جهود ضباطه في الكشف عن قضايا اغتيال النائب العام الأسبق هشام بركات والعميد وائل طاحون والعميد عادل رجائى وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر وكتائب حلوان وبين السرايات والمقاومة الشعبية وحركة حسم وعرب شركس، مجهودات ضخمة بُذلت ونجاحات مُذهلة تحققت لكى نعيش في أمان ونتقى شر الخونة الإرهابيين.
.. أكتب عن "جهاز الأمن الوطنى" مُتجرِدًا من أى هوى ومن أى غرض ومن أى مصلحة ومن أى مآرب وأقول: لا نُريد منكم جزاءً ولا شكورًا، فقط أكتب لأُعطى جهازًا مُخلِصًا لمصر ولشعبها، حقه وأُشيد بتضحياته وإنجازاته، فقط أكتب لأشد من أزر ضباطه وأذكرهم بأن التاريخ يُسطر في صفحاته أمجاد الرجال المُخلصين أبناء أمن الدولة ومنهم اللواء فؤاد علام واللواء أحمد رأفت واللواء أحمد العادلى واللواء حمدى عبدالكريم وجميع ضباط الجهاز الشهداء.
.. أكتب عن "جهاز الأمن الوطنى" الذى يتذكر ضباطه بأن زميلهم المقدم محمد مبروك قد استشهد بـ ١٣ طلقة من سلاح آلى أمام سلالم منزله وكان لزامًا عليهم استكمال رسالتهم المُقدسة والتصدى للإرهاب، فكل نجاح يُحققه الجهاز بمثابة عنوان لعزيمة أُمة صامدة رفضت الخضوع للإرهابيين وتصدت لهم بسواعد المخلصين والشهداء.
.. أكتب عن "جهاز الأمن الوطنى" وأصفق له ولجهوده ولضباطه وقياداته ووزيرهم اللواء محمود توفيق وبالطبع للرئيس السيسي الذى دعم ووثق في الجهاز حتى نجح في تحجيم التنظيمات الإرهابية والقضاء عليها، وكشف الخونة وتمويلهم وخططهم، وآخرها القبض على "محمود عزت" أخطر قيادى إخوانى سيطر على الهيكل التنظيمى للجماعة طوال ٤٠ عامًا.