الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أكراد تركيا يموتون بيد أردوغان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الاحتجاجات على أشدها والغضب يملاء نفوس الشعب واحتشد المحامون، رفض لتسليم الجثمان وبعد ضغط شعبي بدأت جنازة شهدت مواجهات دامية بين المشيعين وقوات الأمن التي لم تحترم التشييع والدفن وحزن المواطنين وألقت عليهم سيل من قنابل الغاز وبدروع مكافحه الشغب طاردت المشيعين وهددتهم واستمر الهتاف " تيمتيك خالدة – والدولة القاتلة مسئولة".. هكذا كان المشهد في إسطنبول في جنازة الحقوقية والمناضلة المحامية التركية الكردية إبرو تيمتيك التي ماتت في سجون إسطنبول بعد إضراب ٢٣٨ يومًا عن الطعام وكانت كل مطالبها هي المحاكمة العادلة.
كانت تريد العدل بعد إدانتها واتهامها بالانضمام لجماعة إرهابية (نظام أردوغان يتعامل مع الأكراد كإرهابيين)،قُبضٌ عليها في سبتمبر ٢٠١٧ ومعها ١٨ محاميًا وواجهت محاكمة غير عادلة وتم فبركة وتلفيق التهم والأحراز وتم الحكم عليها بالسجن لمدة ١٣ عامًا و٦ أشهر وتهمتها الحقيقية نضالها كمحامية في الدفاع عن حقوق العمال ووصل الظلم إلى أن المحكمة في إسطنبول رفضت طلبات جمعية المحامين التقدميين للتحقق من ملفات القضية والأدلة الموجهه لتيمتيك وزملائها المحاميين ورفضت المحكمة حصول المحامين المدافعين عن زملائهم على نسخة من أوراق القضايا وقد حكم عليهم في مارس ٢٠١٩ بمجموع أحكام ١٥٩ عامًا. 
رحلت عن عالمنا وتوقف قلبها في مستشفى "سعدي كونوك"ببكر كوي بعد أن نقلت من سجن سيليفري بإسطنبول، تدهور حالتها الصحية وكان يعلم الجميع إنها في طريقها للموت بسبب سوء معاملتها داخل السجن والأهمال الطبي لها وصمٌت الدولة التركية القمعية للالتفاف لمطالبها والتي لم تكن الحالة الأولي لوفاه مناضلين ومعارضين في السجون التركية بسبب إضرابهم عن الطعام لمطالبتهم بمحاكمه عادله وبسبب حال القمع التي يعيش فيها الشعب التركي، ففي أبريل الماضي توفت المغنية "يوروم" بعد ٣٠٠ يوم من دخولها في إضراب عن الطعام تمردًا على ما عاشته من قمع واستهداف لفرقتها الموسيقية ومداهمه المراكز الثقافية وملاحقه الأمن لها ولفرقتها ولعدد من المثقفين بسبب معارضتها لنظام أردوغان القمعي، يعيش الأكراد والمعارضين والمنتقدين قمعًا وحشيًا وقد أضربت عن الطعام النائبة الكردية المناصرة لحقوق الأكراد "ليلي غوفين" وتضامن معها ٣ ألاف سجين في. ٢٠١٩ وأضربوا عن الطعام احتجاجا على المعاملة السيئة داخل السجون والقمع الذي يمارس في تركيا وللمطالبة بالأفراج عن الزعيم الكردي المسجون "عبد الله أوجلان " وقد وصل الأمر إلى انتحار ٤ نشطاء سياسيين بسبب استمرار اعتقال أوجلان. 
حاله غضب عنيفة في شوارع إسطنبول وبين الأكراد وفي المنظمات الحقوقية على مستوى العالم،وقد ودعا الاتحاد الأوروبي أنقرة لتحسين أوضاع حقوق الإنسان ودولة القانون في البلاد، مؤكدا أن هذا الأمر هو جوهر إكمال العلاقة مع تركيا. الآن يعيش زميل تيمتيك "آيتاج أونسال" التركي من أصولٍ عربية نفس مصيرها فقد انضم إليها في الإضراب وهو الآن يعيش حاله تدهور صحيه شديده وقد يواجه نفس مصير تيمتيك. 
فإلي متي يترك المجتمع الدولي حياه الأكراد بين أنياب أردوغان، فقد فاض الكيل بالمواطنين وبالشعب التركي، ونزيف دماء مستمر للأكراد في سجون تركيا، ففي تركيا لن تجد حقوق للإنسان بل تجد القمع والسجن والتعذيب وتلفيق القضايا وإهمال طبي للمساجين وتكميم للأفواه بل أحيانًا لا يكون لك أي علاقة بالمعارضة أو لم تمارس أي نشاط سياسي وتجد نفسك متهمًا أمام محاكم لا تعلم عن العدل شيئًا ويلقي بك في السجن.
هكذا هو المشهد في دولة أردوغان القمعية، والسؤال هنا أين الحقوقيين والسياسيين الذي هرولوا هربًا من مصر إلى أحضان أردوغان باعتباره حامي حقوق الإنسان والخليفة المنتظر. أين هم الأن مما يحدث في تركيا من قمع يرونه بأعينهم ويعيشون فيه ؟ أنتم في قاع الإنسانية، أما الخليفة المنتظر أردوغان فهو يسير نحو السقوط والهاوية وقريبًا سيسقط بين أنياب الشعب الغاضب.