الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سيد قناوى عن أديب نوبل: تمتع بحس إنسانى.. واعتذر عن حضور زفافى وأرسل لى «تلغرافا» و«باقة ورد»

سيد قناوى
سيد قناوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نحو ٣٠ عاما فى «المجالس المحفوظية» قضاها سيد قناوى، ٧٥ عاما، المدير المالى السابق، بصحبة «محفوظ» بدأت عام ١٩٦٩ بالقاهرة، فى ندوة ثقافية بمعرض الكتاب بأرض الجزيرة وقتها، كان ضيفها الكاتب الراحل، وبداية التعارف بينها، وطلبه من «قناوى» الحضور للندوة الأسبوعية بمقهى «ريش» بوسط القاهرة، والتى ظل «قناوى» منتظما فى المشاركة بها حتى عام ١٩٧٤ بسبب انتقاله للإقامة بالإسكندرية.
يقول «قناوى». بعدها أخبرت «الأستاذ» بنقل إقامتى وعملى للإسكندرية، فطلب منى الحضور بمقهى «بترو» للانضمام لمجلسه اليومى خلال فترة الصيف، ولم تكن فكرة «مجلس الحرافيش» اكتملت وقتها، حيث كان «محفوظ» يحرص على حضور لقاء الأديب الراحل توفيق الحكيم - أثناء إقامته بالإسكندرية- بمقهى «بترو» بكورنيش منطقة لوران، مكانه المفضل حتى بداية الثمانينيات، بصحبة الأديب ثروت أباظة، أثناء تواجدهم بالمدينة الساحلية، وعقب هدم المقهى، إنتقل المجلس لكازينو «الشانزلزليه» المجاور له، ثم أخيرا حديقة فندق سان أستفانو القديم.
مضيفا: «محفوظ» كان يتمتع بحس إنسانى غير عادى تجاه شلة الحرافيش، ويسأل عن الغائب والمريض ويهاتفه تليفونيا، ولديه خفة ظل وسرعة بديهة رغم أنه منصت أكثر منه متكلما، وعقب حصوله على جائزة نوبل، وتهافت الصحافة والإعلام لإجراء حوارات معه، وحضورهم للإسكندرية، كان يمزح قائلا «من يوم الجائزة وأنا بقيت موظف عند سى نوبل» وكان يملك موهبة فريدة في التعامل مع البشر، وكسب ودهم ومحبتهم، والغور فى أعماق شخصيتهم- بحسب تعبيره 
مستطردا، ما يؤكد حسه الإنسانى فى التعامل مع البشر، عندما دعوته لحضور حفل زفافى بالإسكندرية، أعتذر عن الحضور لتواجده بالقاهرة، لكنه طلب منى عنوان منزل أهل زوجتى، وفوجئت بإرساله باقة ورد فخمة و"تلغراف تهنئة» وعندما أخبرته بعدها، بسفرى للعمل بـ«اليمن» مدة عام فى ١٩٨٠ طلب منى إرسال خطاب له، بمجرد وصولى، موضحا به عنوانى، وبالفعل راسلته، وفوجئت أيضا برده، ودامت المراسلات بيننا طوال مدة عام بالغربة، بينها كروت تهنئة بالأعياد والمناسبات، لا زلت محتفظا بهم حتى الآن.
ويضيف «قناوى» أن جلسات مجلس الحرافيش، كانت نادرا ما تشهد حديث «محفوظ» عن أعماله، تواضعا منه رغم قيمته وتفرده، وكان يرى أن القراء والنقاد هم أفضل من يتحدثون عن تلك الأعمال، وأن أعماله الروائية التى تحولت سينمائيا، باتت ليست ملكه، ولكنها ملك المخرج والسيناريست، وكثيرا ما حضر للمجلس، شباب فى مقتبل العمر، يطلب نصيحته، أو يعرضون عليه أعمالا أدبية يرغبون فى تقييمها، وهى اللحظات التى كان «محفوظ» يسعد بها، ولا يمل من الدخول فى حوارات مع الشباب وقراءة أعمالهم فعليا وتقييمها أدبيا، وكان يرى أن الشباب هم حاضر ومستقبل الأمم وبواعث نهضتها ويجب أحتضان كل موهبة- حسب قوله.