الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

أحمد ريان عن نجيب محفوظ: لم يكن راضيًا عن تناول «السينما» لبطلات رواياته و«لا يملك الاعتراض»

أحمد ريان
أحمد ريان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يحلو دائما لأحمد ريان، ٧٦ عاما، المدير الأسبق بالتربية والتعليم، أن يطلق يطلق على نفسه لقب «آخر عنقود الحرافيش» باعتباره آخر من انضم لمجلس محفوظ بالإسكندرية، ووثق ذاكرة «المجلس» بعشرات الصور الفوتغرافية وإهداءات تحمل توقيع «محفوظ» بكلمات مجاملة رقيقة.
انضم «ريان» لمجلس أديب نوبل في صيف عام ١٩٨٩، وقضى نحو ٦ سنوات في مجلس سان استفانو، وظل ملازما لـ«محفوظ» حتى آخر زيارة له بالإسكندرية عام ١٩٩٤، قبل إصابته في الحادث الآثم بشهرين، ولم تنقطع زياراته للأديب الراحل بالقاهرة حتى وفاته في أغسطس ٢٠٠٦. يقول «ريان». كان على رأس مجلسنا الأديب الراحل الدكتور يوسف عز الدين عيسى- أقرب أصدقاء محفوظ بالإسكندرية- وعصام الإنة، المحامى الذى تأثر «نجيب بك» بوفاته جدا وكتب عنه مقال بالأهرام باسمه في رثائه، الروائى الشهير سعيد سالم، المحاسب سيد قناوى، الشاعر عبد الله الوكيل، الروائى نعيم تكلا، عصام الجمل وشقيقه محمد، موريس خليفة، والدكتور أنس داود عميد كليه رياض الأطفال سابقًا، والروائى على المغربى ومحمد صالح أبوبكر.
عن طقوس «محفوظ» في مجلس «حرافيش الإسكندرية» يقول «ريان":» كان «نجيب بك- لا يتحدث عنه إلا مصحوبا بلقب بك» يحضر للإسكندرية في السبت الأول من مايو حتى الأربعاء الأخير من أغسطس، ويسافر الخميس للقاهرة لحضور مجلس شلة حرافيش «قصر النيل» الجمعة ويعود السبت، ولا يكتب أو يشتغل بالأدب نهائيًا، وكان منضبط جدًا وياتى يوميًا في السادسة مساءً من كل يوم حتى التاسعة، مواعيده مظبوطه بالثانية».
متابعا، خلال مدة إقامته بالإسكندرية، يستيقظ مبكرا ويرتدى ملابسه، ويتناول إفطارا خفيفا، ثم يتوجه للجلوس في «تريانون» الحلوانى الشهير بمحطة الرمل، أو مقهى «دى لابيه» ويرفض الجلوس مع أحد في تلك الأثناء مكتفيا بتأمل البشر والحياة واختزال تلك المشاهدات في ذاكرته القوية. مضيفا، كان يتمتع بـ«الفراسة» الشديدة في قراءة وجوه البشر، ومعرفة وظائفهم من هيئتهم الشكلية، نتيجة كم خبرات حياتية هائلة لديه، بين عمله كموظف واحتكاكه بعوالم الموظفين والروتين اليومية وعمله كأديب ومفكر، وهما العالمان اللذان نجح فيهما «محفوظ» بجدارة - حسب تعبيره ويكشف «ريان» عن مفاجأة في حديثه، بأن «محفوظ» لم يكن راضيا عن التناول السينمائى لروايته وأعماله الفنية، خاصة الشخصيات النسائية، وعندما سألته عن السبب، رد قائلا: أنا بملك مليمين في الفيلم- قاصدا القصة- والمخرج يملك باقى القروش، وطالما القصة حولت فيلم سينمائى باتت ليست ملكى.
وأنه لم يره غاضبا طوال سنوات معرفته به، إلا نادرا، منها عندما انفعل بشدة، على المحام عصام الإنة، عندما أخبره أن مكتب يوسف شاهين- المخرج العالمى الراحل- اتصل به على تليفون منزله والمكتب، بحثا عن رقم هاتفه بالإسكندرية للتواصل معه لعمل فيلم تسجيلى عنه بمناسبة عيد ميلاده، ويبدو أنه لم يكن يرغب في أى تعاون مع يوسف شاهين، خاصة وأن الفيلم لم يظهر للنور ولم يعلن «شاهين» أيضا عن تفاصيله- حسب تعبيره 
ويكشف «ريان» مفاجأة أخرى في حديثه وهى أن سعادة «محفوظ» بجائزة «نوبل» كانت فرحة ناقصة، وأنه تمنى الحصول عليها في سن مبكرة نسبيا- حصل عليها في سن الـ ٧٧ عاما- حتى يستطيع الاستمتاع بها، لأنه كثيرا ما اعتذر عن إجراء حوارات صحفية وتليفزيونية أثناء وجوده معنا بالإسكندرية، بسبب حالته الصحية وتقدمه في السن.
متابعا: أحمد الله كثيرا أننى وثقت غالبية لقاءات مجلس الحرافيش و"نجيب بك» بالكاميرا الخاصة بى، عبر عشرات الصور، بعضها يحمل توقيعه، إضافة لتشريفه منزلى، ومشاركتى الاحتفال بعيد ميلاد ابنتى الكبرى، وتوقيعه لى على عدد من الروايات، منها رواية أولاد حارتنا طبعة بيروت، التى كتب لى فيها: إلى أحمد الريان، مع صادق حبى وتقديرى، المخلص نجيب محفوظ بتاريخ ٦/٩/١٩٩٢، بالإضافة لتوقيعه إهداءات لابنتى أميرة وإيمان، على روايات ثرثرة فوق النيل، وحديث الصباح والمساء وقشتمر.