الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

«البوابة نيوز» تكشف كواليس مقتل ضحية لقمة العيش في الخصوص

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ارتدى «أحمد العربى»، الشاب صاحب الـ٣٢ عامًا ثوب الرجولة منذ صغره، لمساعدة أسرته محدودة الدخل على الحياة القاسية عقب وفاة والده، فيخرج كل صباح يجوب الشوارع والميادين أملًا في توفير بضعة جنيهات يعود بها لعائلته في المساء لسد احتياجات أطفاله الصغار من خلال عمله سائقا على «توكتوك»، لكنه لم يتخيل أن الراكضين خلف لقمة العيش أحيانًا يدفعون حياتهم ثمنًا في سبيل الحصول عليها، وهو ما حدث معه بالفعل، إذ استدرجته مجموعة من الأشخاص بحجة توصيلهم لأحد الأماكن، وقبل أن يصل بهما إلى المكان الوهمى الذى أرشدوه إليه، تعدوا عليه بالضرب بـ«سلاح أبيض»، وعند قيامه بمقاومتهم قتلوه وألقوا جثته داخل أرض زراعية، واستولوا على «التوكتوك»، وفروا هاربين، لتبدا بعدها سلسلة من الأحداث تكشفت عنها العديد من المفاجآت.

"البوابة نيوز" تكشف كواليس الواقعة المأساوية على لسان أسرة المجنى عليه وأهالى المنطقة، فداخل حجرة صغيرة في منزل بسيط يقودك الحزن نحو أعتابه، جلست السيدة «سعاد محمد»، والده المجنى عليه تجفف دموعها حزنا على فقدان نجلها «أحمد» لتروي تفاصيل الواقعة قائلة: «راح اللى سندى في الدنيا وتركنى بمفردى».

وأشارت إلى أن الضحية منذ وفاة والده، قرر الوقوف بجانبها رغم كونه ليس الابن الأكبر، لكنه قرر الدخول لمعترك لحياة مبكرا لمساعدتها، فقد عمل في العديد من الشركات طامحا في حياة هادئة يسودها الاستقرار المادى والمعنوي، إلا أن الرياح تأتى في بعض الأحيان بما لا تشتهى السفن، ليقرر ترك العمل بسب مضايقات أصحاب العمل له».
وأضافت: «منذ نحو ٨ سنوات تزوج نجلى من فتاة ذات أخلاق عالية، وجرت الأمور طبيعية بينها، ورزق منها بثلاثة أطفال هم» عبد الرحمن ٧ سنوات، وعبدالله ٤ سنوات، وجنات، عام ونصف»، ومع ضيق الحال قرر منذ عامين العمل كسائق على مركبة توكتوك، فلم يكن يدر أنها ستكتب الفصل الأخير من حياته، و«كان يخرج على أكل عيشة وملوش في المشكلات، وترك أطفالة الصغار دون دخل أو معاش، العيال دى مين هيصرف عليها».

وأوضحت: «وفى يوم الواقعة خرج كعادته من المنزل، فكان دائما يخرج في الخامسة صباحا ثم يعود نحو الساعة العاشرة لتناول وجبة الفطار، ويستريح ليعاود العمل بعد الثانية ظهرا للسادسة مساء، وهو السيناريو الذى تبدل ذلك اليوم، فقد انتظرته في ميعاد العودة لكنه لم يعد، فبدأ القلق يتسلسل نحو قلبي، وبدأنا في البحث عنه في كل مكان ولم نعثر عليه، حتى توجه نجل ابنى الأكبر إلى قسم الخانكة للاستعلام عنه، وهناك كانت الصدمة، إذ عرض عليه ضباط المباحث صورة لجثة بها طعنات، وآثار لحروق حيث تعرف عليها، قائلا: «أيوه هو ده عمى اللى مختفى».
ووصل ضابط المباحث، الذى وصل بعد دقائق لأخذ أقوال أسرة المجنى عليه، والذى عمد فور وصوله لمراجعة كاميرات المراقبة بمحل سكن المجنى عليه، حتى لفت انتباه أفراد الشرطة صوت شخص يدعى «شلبي»، قائلا: ابن اخويا «أحمد. ى»، أعطانى ٣ آلاف جنيه منذ قليل، ومكنش معاه فلوس امبارح»، وعلى الفور انطلقت القوة الأمنية نحو محل سكنه ليتم ضبطه، ليعترف بارتكاب بالواقعة ويرشد عن باقى شركائه في الواقعة.



وقال شقيق الضحية: «القاتل خرج من السجن قبل العيد وهو باقى المتهمين، فهو من أرباب السجون ومشهور بالاتجار في المواد المخدرة، لكن لم نتوقع أن يفعل بابن منطقته هكذا».
وأشار إلى أن الجانى اتفق مع باقى المتهمين على استدراج الضحية لمنطقة نائية، بعد ما انتظره في الجراج في الصباح ثم ركب معه باقى المتهمين في الطريق، وما إن وصلوا إلى المكان الوهمى الذى أرشدوه عنه تعدو عليه بسلاح أبيض ثم أشعلوا النار في الجثة وألقوها داخل أرض زراعية، واستولوا على «التوكتوك» وفروا هاربين».
وأضاف: «المتهم قابلنى في العزبة البيضاء، أثناء البحث عن شقيقى وقال وصلنى في سكتك لحد البيت».
ومن جانبها، ناشدت «ولاء السيد» زوجه المجنى عليه، المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، بالوقوف إلى جوارها، حتى تسترد حق زوجها، الذى قُتَل غدرًا، مختتمة بقولها: لن يريح قلبى سوى إعدام الجناة.