الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ثريا جبران.. ربيع قرطبة

ثريا جبران
ثريا جبران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد الفنانة المغربية ثريا جبران، التي رحلت عن عالمنا مساء أمس الاثنين، عن عمر ناهز 67 عاما، بعد صراع مع مرض السرطان، أحد أهم رواد المسرح المغربي والعربي، وأول فنانة مسرحية تتقلد منصب وزير الثقافة في تاريخ المغرب العربي في 2007، ساهمت في إثراء الحركة المسرحية المغربية.
ألقت "جبران" كلمة اليوم العالمي للمسرح التي كتبتها تحت عنوان "يا حماة الحقيقة اتحدو" في 2013، وأطلق عليها المسرحيون المغاربة "سيدة المسرح المغربي".
ولدت ثريا جبران، بدرب بوشنتوف في عمق درب السلطان، بمدينة الدار البيضاء بالمغرب، في 16 أكتوبر 1952، عشقت المسرح منذ الصغر، فكانت بدايتها في عالم مسرح الهواة وعمرها لا يتعدى عشر سنوات، شجعها المخرج الراحل فريد بن مبارك، أستاذ المسرح، على الاحتراف، نظرا لثقل موهبتها الفنية، حتى التحقت بمعهد المسرح الوطني بالرباط في 1969، وكرست حياتها لخدمة المسرح المغربي.
تقلدت "جبران" منصب وزيرة الثقافة المغربية في عهد حكومة عباس الفاسي خلال الفترة من 15 أكتوبر 2007 حتى 29 يوليو 2009، تعد أول فنانة مغربية تتقلد منصب وزير ثقافة في تاريخ المغرب، حيث أولت اهتماما خاصا لأوضاع الفنانين الاجتماعية من خلال إخراج بطاقة الفنان، والرفع من الدعم المالي المخصص للدعم المسرحي، وتعزيز البنيات التحتية بالمسارح الجديدة، وغيرها من الإنجازات التي حققتها الفنانة.
كان لها دورا بارزا في العمل التطوعي والخيري، وفي توظيف مكانتها الرمزية كفنانة تحظى بحب وتقدير الجماهير، في العديد من القضايا الاجتماعية، امتدادا لحسها الشعبي والملتزم في أعمالها الفنية ومواقفها المنتصرة لقضايا المجتمع العادلة.
تألقت "جبران" في العديد من الأعمال المسرحية والدرامية وشاركت مع العديد من الفرق المسرحية داخل وخارج المغرب، وتعاملت مع كبار الكتاب والمخرجين والممثلين المغاربة والعرب، كما ساهمت في تأسيس فرقة مسرح اليوم، كأهم تجربة مسرحية محترفة ونموذجية، والتي قادتها بكفاءة ومهنية عالية، برفقة زوجها المخرج عبدالواحد عوزري، وبمشاركة مجموعة كبيرة من الفنانين المغاربة، إلى جانب عدة فرق أخرى وهي "مسرح الشعب"، "مسرح الفرجة".
شاركت "جبران" في العديد من الأعمال المسرحية، التي من بينها "سيدي عبدالرحمن المجدوب"، "أبو حيان التوحيدي"، "ألف حكاية وحكاية، "سوق عكاظ"، "متى نبدأ متى"، "الشمس تحتضر"، "العيطة عليك"، "امرأة غاضبة"، وغيرها، ومن بين الأعمال السينمائية فيلم "بامبو" في 1983، "الناعورة" في 1984، "غراميات" في 1986، "قصر السوق"، "شفاه الصمت" في 2001، "عطش"، "الفراشة السوداء" في 2002، "عود الورد" في 2007، وغيرها، وفي الأعمال الدرامية "صقر قريش" في 2002، "ربيع قرطبة" في 2003، "المعنى عليك يا المغمض عينيك"، وغيرها، بفضل أعمالها جعلتها تنال العديد من الجوائز والتكريمات من بينها وسام الاستحقاق الوطني من طرف المغفور له جلالة الملك الحسن الثاني، ووسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب من درجة فارس، وغيرها.