الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

بلال الدوي يكتب: صورة ودمعة وكام ذكرى

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(الصورة) للكاتب الصحفى والنائب البرلمانى «عبدالرحيم على» وسط أُسرته بعد عودته سالمًا مُعافًا من الخارج، حينما نظرت لهذه الصورة تذكرت سنوات كفاحه الطويلة والتى بدأها صحفيًا وباحثًا، مُتفحصًا ومُدققًا، دقيقًا في معلوماته، قويًا في مصادره، ذا ثقل في مهنة البحث عن المتاعب، يعتبره البعض وسيلة إعلام مُتنقلة، أشد تأثيرًا - بمُفرده - من وسائل إعلام مقروءة أو مسموعة، له جمهور عريض في مصر والعالم العربى يستمع له وينتظره ويثق فيه ويُقدِره ويُقدِر ما يقوله ويكتبه، تبحر في شئون الجماعات الإرهابية، انفرد بنصوص تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في أخطر وأهم قضايا العنف والتطرف في مصر طيلة أكثر من ٣٠ سنة، كشف دروب المُتطرفين وفضحهم، قام بتوعية الشعب المصرى بمخاطر كل من تاجر بالدين وكل من روعهم وكل من خدعهم، فاهم ملف الإرهاب باقتدار، لا يتحدث إلا بمعلومة، لا يتكلم إلا ويُقنع من يستمع له بِحُجته التى تكسر عين المُتطرفين وداعميهم، جسور، جرىء، يمتلك «الصندوق الأسود» للإرهابيين والخونة وأعداء الوطن.. والأهم: يعمل الخير سرًا ويتاجر مع الله برعاية الغلابة والمحتاجين ويساعدهم بقدر استطاعته

_ (الـدمـعـــة).. حينما نظرت إلى صورته وسط أسرته الصغيرة شاهدت الفرحة والابتسامة تعلو وجوههم لكننى في نفس الوقت وجدت دموع الفرح تظهر في عيونهم، وبدأت أسترجع شريط «ذكريات» لمواقف وأحداث ومشاهد، منها «ذكريات» عيشتها معه بطريقة مباشرة.

_ (الـذكــــرى).. لـ «عبدالرحيم على» مواقف كثيرة منها: في كل مرة كنت أجلس فيها مع الدكتور رفعت السعيد - رئيس حزب التجمع الأسبق - أجِدهُ يمتدح «عبدالرحيم على» ويقول عنه: هو باحث أكثر منه صحفى ولا يهدأ إلا حينما يصل للحقيقة.. وذات مرة في عام ٢٠٠٩ كنت أجلس مع اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية وقتها وجدت الوزارة مقلوبة رأسًا على عقب بعد ظهور «عبدالرحيم على» في إحدى القنوات الفضائية وكشفه لخبايا وأسرار تمويل الإرهابيين، وقتها طلب «العادلى» مُشاهدة الحلقة بنفسه.. ذات مرة كنت أجلس مع الدكتور سعدالدين إبراهيم ووجدته يخشى الحديث عن كواليس الحوار بين الإخوان والأمريكان وقال: أخشى من كشف تفاصيل الحوار حتى لا أتعرض لحملة انتقاد كبرى من «عبدالرحيم على».

.. أتذكر في إحدى المرات عرضت على الكاتب الصحفى «عبدالرحيم على» الظهور في برنامج ٩٠ دقيقة على قناة المحور مع الإعلامية القديرة ريهام السهلى، وكان ذلك خلال فترة حكم الإخوان وتحديدًا أثناء اشتعال المظاهرات أمام قصر الاتحادية، قال لى: ليس لدى مانع للظهور لكشف حقيقة «مُرسى» وأتباعه، وقال قادة جماعة الإخوان: لا نريد الظهور مع «عبدالرحيم على» لأن مكتب الإرشاد اتخذ قرارًا بالإجماع بعدم مواجهته في أى قناة فضائية، وكان مهدى عاكف المُرشد السابق وعصام العريان هما من أشد المؤيدين لعدم مواجهته، لكننى فوجئت بموافقتهما على الظهور في الحلقة ورشحا أحد الأعضاء، سألت من هو ؟ قالوا: هو قيادى شاب وعضو اتحاد علماء المسلمين ونُرشحه للتصدى لـ «عبدالرحيم على» وقوى وقادر على مواجهته، عاودت الاتصال بـ «عبدالرحيم على» اندهش لكنه رحب بالتواجُد في الحلقة، وما إن بدأت الحلقة التى كان مُقررًا لها أن تكون «مُناظرة» لمدة ساعة ونصف وظهر «عبدالرحيم على» وتحدث عن تزوير انتخابات الرئاسة ومذبحة رفح وجرائم الاعتداء على أقسام الشرطة في شمال سيناء وخلية مدينة نصر الإرهابية وقال: سيعود الإخوان للسجن مرة أخرى وسيُحاسبون على جرائمهم، هُنَا قامت الدنيا ولَم تقعُد وحاول القيادى الإخوانى المراوغة ولَم يستطع الرد وقال: إن هناك مُخططا لخطف محمد مرسى من قصر الاتحادية بطائرة، توالت الاتصالات على البرنامج من رئاسة الجمهورية ووزارة الداخلية ومسئولى القناة وتم إنهاء الحلقة بعد مرور ١٠ دقائق فقط.. كانت هذه هى المرة الأولى التى يقول فيها «عبدالرحيم على» للإخوان: ستعودون للسجون، وكانت المرة الثانية في ١٧ مايو ٢٠١٣ في مظاهرة بميدان التحرير حينما أقسم بالله أن الإخوان سيعودون للسجون مرة أخرى.. هذه هى سيرة «عبدالرحيم على»، سيرة مُشرفة لصحفى نابه مُشاكس يُعد أول من فكر في أن يتخصص في ملف الإسلام السياسى، أول من فكر في أن يجمع وثائق المتطرفين وقضاياهم وتاريخهم الدموى، لم يتغير ولَم يُغير منهجه ولا تفكيره ولا مبادئه ولا أفكاره ولا مُعتقداته، ثابت على موقفه المُناهض للتطرف

.. أما أنا فبعد مشاهدتى لصورة عبدالرحيم على وسط أسرته فأقول له: حمد لله على السلامة، كنت مُفتقِدك، مُفتقِد كتاباتك وإسهاماتك البحثية، تركت فراغا كبيرا طيلة فترة غيابك، أعلم أن لديك الكثير والكثير لتقوله لنا وتكتبه عما يُحاك ضد مصر في الخارج، أعلم أنك تُتابع عن كثب تحركات ودسائس المتطرفين.. لذلك أنتظر تحليلاتك ومقالاتك ومؤلفاتك الجديدة.