الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

في اليوم العالمي لضحايا الإرهاب.. مصر تواصل معركتها ضد أعداء الإنسانية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تراجعت العمليات الإرهابية في مصر إلى أدنى مستوى لها خلال الفترة الماضية، لتثبت للعالم أجمع كفاءة رجال مصر من القوات المسلحة والشرطة، في التصدي لكل ما يهدد أمن وطننا واستقراره.

ومن خلال نظرة مجملة على الواقع المصري خلال السنوات التي أعقبت ثورة 25 يناير 2011، نجد أن مصر مرت بالعديد من فترات الاضطراب والتي وجدت فيها الجماعات الإرهابية والتكفيرية بيئة مناسبة لممارسة أنشطتها الإجرامية وتهديد أمن واستقرار الوطن، واستهداف المواطنين بعمليات غادرة راح ضحيتها المئات من أبناء مصر.

وبالتزامن مع اليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، الذى اعتمدته الأمم المتحدة في الحادى والعشرين من أغسطس كل عام، أعدت "البوابة" ملفًا خاصًا حول نجاح الدولة المصرية بقواتها المسلحة وشرطتها، في القضاء على بؤر الإرهاب، وبخاصة في سيناء الغالية.

وخلال السطور القليلة نرصد بالأرقام خريطة العمليات الإرهابية التي تراجعت إلى أدنى مستوى لها خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يكلل بامتياز جهود الجيش والشرطة في تطهير التراب المصري من أعداء الوطن والثأر لشهدائنا من ضحايا العمليات الإرهابية.


المصريون "إيد واحدة" في مواجهة التكفيريين

محمد نور: الأجهزة الأمنية استعادت عافيتها.. والمؤامرة لا تزال مستمرة على الدولة

القضاء على قيادات الصفين الأول والثاني أحدث شللًا في الجماعات المتطرفة

محمود زاهر: المعلومات أساس المواجهة.. وكلما زادت التنمية قلت العمليات الإرهابية

بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي لإحياء ذكرى ضحايا الإرهاب، أكد خبراء عسكريون وأمنيون، تراجع العمليات الإرهابية في مصر إلى أقل مستوياتها خلال الفترة الماضية، لهو ما يثبت للعالم كفاءة وبسالة رجال مصر من القوات المسلحة والشرطة، في التصدي لكل ما يهدد أمن وطننا واستقراره.

وفي البداية، يقول اللواء محمد نور، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن الجيش والشرطة، أحبطوا كل المحاولات للمؤامرة والنيل من هيبة الدولة، وقدم شعب وجيش وشرطة مصر التضحيات باختلاف الفئات، وتراجعت العمليات الإرهابية من أكثر من 500 عملية في العام عام 2015 إلى أن وصلت لأدنى مستوياتها العام الماضي.

وأرجع "مساعد وزير الداخلية" السبب وراء تراجع العمليات الإرهابية، إلى العديد من المحاور الرئيسية، وأهمها استعادة الأجهزة الأمنية لعافيتها، واليقظة الأمنية من الجيش والشرطة الذين نجحوا في تطويق الإرهاب، وتوجيه ضربات استباقية للعناصر الإرهابية.

وأضاف الخبير الأمني في حديثه لـ"البوابة" أن قوات الجيش والشرطة نجحت في القضاء على كل عناصر الصفين الأول والثاني للجماعات الإرهابية التي استعانت مؤخرا بالصف الثالث لتنفيذ أي عمليات إرهابية، ونجحت قوات الأمن في القضاء على العناصر الإرهابية سواء بتصفيتها في مواجهات مباشرة أو بعمليات استباقية أحدثت شللًا في هذه الجماعات التكفيرية.

وأوضح "نور" أن المؤامرة لا تزال مستمرة على الدولة المصرية، وعلى دور مصر الإقليمي، وتشتعل مع كل تحرك إيجابي من قبل مصر لدعم أشقائها سواء في ليبيا أو لبنان أو السودان أو أي دولة عربية، إنما يقظة رجال مصر والتضحيات التي قدمت هي من فرضت الهدوء والسكينة على أرض مصر، ولا نعني بذلك أن المؤامرة انتهت.

وتابع: "قبل أي حدث كبير في مصر تكون قوات الجيش والشرطة قبلها بشهر على الأقل تمهد وتؤمن، وأقرب مثال على ذلك التحضير لانتخابات مجلس الشيوخ، فهناك فرق أمنية تنتشر في كل مكان منذ شهر مضى لتؤمن العرس الديمقراطي، وتطمئن المواطنين من أجل النزول والمشاركة بكل أريحية وأمان".

وشدد نور على أن "العناصر الإرهابية يواجهون أسودًا تضحي من أجل مصر وتقاتل باستماتة في الدفاع عن كل شبر من أرض مصر"، ومن هنا نؤكد على شعار "خلي السلاح صاحي"، لأن المؤامرة على مصر لم ولن تنتهي، وإفشال مصر للمخططات الاستعمارية في العديد من البلدان العربية الشقيقة يجعل أعداء مصر لا يزالون يخططون للنيل من وطننا، فالتمويل القطري مستمر والتحركات التركية ومخططاتها الإرهابية والإجرامية مستمرة، ولولا جهود وتضحيات أبناء مصر لنالت هذه العناصر الإرهابية من وطننا الحبيب.


القضاء على المخاطر

أما اللواء محمود زاهر الخبير العسكري والاستراتيجي، والقيادي بجهاز المخابرات سابقا، فقال إن مصر نجحت بكل ثقة وجهد في القضاء على المخاطر التي ظلت تهدد أمنها لسنوات، بفضل امتلاكها لمحاور المواجهة من معلومات كافية وإمكانيات وعتاد عسكري مناسب، بالإضافة لتوظيف القدرات العسكرية لمواجهة العناصر الإرهابية في كل بقاع مصر.

وأضاف الخبير الاستراتيجي، أن المعلومات هي الأساس في مواجهة الإرهاب، فالمعلومات هي التي تجعلك تعرف مداخل ومخارج ومنافذ الجماعات الإرهابية، وبالتالي تتمكن من محاصرتها وتقويضها والقضاء عليها، وهو ما انتهجته الدولة المصرية من خلال جمع كل المعلومات عن الجماعات الإرهابية التي تهدد أمننا، وتكثيف الجهود للقضاء على عناصرها.

وتابع: "من أبرز العوامل الحاسمة والتي ساهمت في تراجع العمليات الإرهابية، تكثيف الجهود من جمع المعلومات وتوفير كل الإمكانيات، والتي تعد دليلًا على تسريع عملية المقاومة وتقليص دورها تمهيدا للقضاء عليها، فتوفير المعلومات والإمكانيات تسمح بالقضاء على منابع الإرهاب وتمنع ظهورها مرة أخرى من خلال تجفيف منابعها.

وأكد الخبير العسكري أن هناك عنصرا حاسما أيضا في مواجهة الجماعات الإرهابية وهو التنمية، وكلما زادت التنمية كلما قلت العمليات الإرهابية، ولم يعد هناك مجال لنشاط العمليات الإرهابية.

وبسؤاله عن جهود تنمية سيناء ودورها في دعم جهود مكافحة الإرهاب، قال الخبير العسكري إن التنمية تحارب الإرهاب، وهناك معادلة معروفة في العلوم العسكرية أنه كلما زادت التنمية كلما ضعف الإرهاب وانتهى، التنمية تساوي انعدام الإرهاب وتراجعه.

وأردف الخبير العسكري قائلا: "سيناء حالة مصرية خاصة في قضية الإرهاب، فمنطقة سيناء واصلة بين قارتين، والسيطرة عليها يمثل سيطرة على واحد من أهم الممرات الملاحية في العالم، كما أن التحكم في قناة السويس يشكل أهمية خاصة للغاية بالنسبة لمصر، وتأمين الممر الملاحي يؤمن الاستثمارات على ضفاف قناة السويس ومشروعات التنمية التي تجريها الدولة في الآونة الأخيرة، بالإضافة لأهميتها الإستراتيجية.

وأشار "زاهر" أن الحرب على الإرهاب في سيناء أيضا له قصة وطبيعة خاصة، فصحراء سيناء عميقة وتمثل جزءًا غاليًا من تراب مصر، وتعتبر حالة خاصة جدا، والتحكم فيها تحكم في اقتصاديات مصر، ويفرض ضغوطًا على مصر.

وأضاف: "تنمية سيناء يضعف كل أسباب الاختلاف والتي تسببت في ظهور الإرهاب، وأبرزها الطبيعة الديمغرافية واختلاف القبائل في سيناء فبعضها مصري وبعضها من أصول عربية أو مغربية"، وبالتالي العمل على تنميتها يضعف الفواصل التاريخية الموجودة في الحالة السيناوية، وبالتالي يضعف الإرهاب الذي يستغل مثل هذه الثغرات، وبالتالي نكون قد قضينا على التهديدات، إلا أنه بالطبع الإرهاب لن ينتهي لأن لديه دوافع ومخططات يريد أن يستخدمها للضغط على الدولة المصرية.

واختتم "زاهر" تصريحاته لـ"البوابة" قائلا: "بالطبع سيظل هناك جزء من الإرهاب، ولكن هناك معادلة مهمة هي كلما زادت التنمية قل الإرهاب وقلت مخاطره وتهديداته".


بالأرقام.. خريطة تراجع العمليات الإرهابية في مصر خلال 8 سنوات

"الذئاب المنفردة" فجروا خط الغاز 34 مرة في 2011 و2012.. والعنف يتصاعد بعد عزل مرسي

موجات التطرف تتزايد لضرب التنمية بعد تولي السيسي.. والضربات الأمنية المتوالية سبب الانخفاض الحالي

المتابع للمشهد المصري يعلم بوضوح أن العمليات الإرهابية وصلت لأدنى مستوى لها في العام الماضي 2019، بعد أن شهدت العديد من مدن ومحافظات مصر عمليات إرهابية خلال فترات السنوات الـ 9 الماضية بشكل عام، واشتدت وتيرتها خلال الفترة التي أعقبت 3 يوليو 2013 بعد الإطاحة بحكم الإخوان.

ولمزيد من التدقيق في الأرقام حول العمليات الإرهابية التي تعرضت لها مصر خلال السنوات الـ 9 الماضية، نسلط الضوء على اثنتين من أبرز الدراسات التحليلية والمعلوماتية عن العمليات الإرهابية، وترصد الدراسة الأولى للباحث أحمد بحيري، المتخصص في الجماعات الإرهابية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، عن تطور العمليات النوعية للإرهاب في الفترة من 2011 وحتى 2017، فيما تركز الدراسة الثانية الصادرة عن المرصد المصري التابع للمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، والتي تتبع خطى الإرهاب في الفترة من 2013 حتى 2019.


2011 شرارة البداية وتفجيرات خطوط الغاز

بحسب الدراسة الأولى، شهد عاما 2011 / 2012 نحو 34 عملية إرهابية بدأت بعمليات الذئاب المنفردة التي نفذتها الجماعات السلفية الجهادية بسيناء واستهدفت تفجير خطوط الغاز بسيناء (خط الغاز المصري الأردني) وبلغت 15 عملية إرهابية، أما الموجة الثانية من العمليات بعد نشاط الجماعات الإرهابية في سيناء فاستهدفت قوات الجيش والشرطة، وبلغت 19 عملية إرهابية، وقع أبرزها في 29 يوليو 2011 وأسفرت عن مقتل خمسة من بينهم ضابط بالقوات المسلحة المصرية.


2012 هجوم طابا

في 2012 توالت العمليات الإرهابية العمليات الإرهابية، وكان أبرزها الهجوم على فندق طابا في 10 يناير 2012، والاستيلاء على سيارة لقوات الأمن المركزي ومقتل بعض القوات بمنطقة الحسنة بوسط سيناء في 24 مارس 2012، وهجوم العناصر الإرهابية على نقطة أمنية بمنطقة فيران بجنوب سيناء، وأسفرت عن مقتل مجندين.

وعقب تولى المعزول محمد مرسي مقاليد الحكم وقعت أخطر العمليات الإرهابية في عهده، حيث بلغت 11 عملية إرهابية و22 شهيدًا من قوات الأمن في سيناء حيث كانت أكثر العمليات الإرهابية عنفا استشهاد 16 ضابطا وجنديا مصريا من قوات الشرطة بمنطقة رفح في 5 أغسطس 2012.


2013/2014 شراسة العمليات

شهدت هذه المرحلة ثورة 30 يونيو وعزل محمد مرسي، وبعدها تصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية، حيث انتقلت من سيناء إلى كل بقاع مصر، وصلت إلى نحو (222) عملية، وبدأت باستهداف اللواء أركان حرب أحمد وصفي قائد الجيش الثاني أثناء تفقده القوات بمنطقة الشيخ زويد في 11 يوليو 2013، كما شهدت أبشع جرائم الإرهاب باستشهاد 25 ضابطا وجنديا في 19 أغسطس 2013، والتي عرفت بمذبحة رفح الثانية.

 

1003 عملية إرهابية

مع تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، امتدت موجات الإرهاب بهدف عرقلة جهود الدولة نحو التنمية، وشهدت الفترة من (يوليو 2014 وحتى 25 يناير 2017) نحو 1003 عمليات إرهابية، استهدفت المرافق الحيوية بالدولة لتشمل شبكات الكهرباء والبنية التحتية ووسائل النقل، بجانب استهداف بعض المؤسسات الاقتصادية الخاصة، وفي 2015 كانت الموجة الأعنف باستهداف رجال القضاء، وكان أبرزها استهداف موكب النائب العام الراحل هشام بركات بجانب قيادات عسكرية كبرى وبعض الشخصيات العامة.

 

2018 الإرهاب يتراجع

وبحسب بيانات صادرة عن الهيئة العامة للاستعلامات، كثفت الدولة من جهودها لمكافحة الإرهاب ولعل أبرز هذه الجهود كانت العملية الشاملة سيناء 2018، والتي أسهمت في الحد من العمليات الإرهابية، ليسجل عام 2018 عددًا قليلًا من العمليات معظمها فشل في تحقيق أهدافه، وأكدت الهيئة أن العملية الشاملة تمكنت من استهداف العديد من قيادات الصفين الأول والثاني بتنظيم بيت المقدس "ولاية سيناء" الإرهابي منذ بدئها في فبراير 2018.

وفي دراسة بحثية تحليلية نشرت على "المرجع" التابع لمركز دراسات الشرق الأوسط بباريس، حول تراجع العمليات الإرهابية في مصر عام 2018، قال الباحث في شئون الجماعات الإرهابية، أحمد بحيري، إن معدلات العمليات الإرهابية، تراجعت بشدة خلال 2017 والنصف الأول من العام الجاري 2018، حيث بلغ مجمل العمليات الإرهابية خلال الأشهر الخمسة الأولى من 2018 نحو 16 عملية إرهابية، انحسر أغلبها في شمال ووسط سيناء بواقع أكثر من 80% من مجمل العمليات الإرهابية، خلال الفترة الزمنية موضع الدراسة في بعض مناطق شمال ووسط سيناء، وبالمقارنة مع نفس الفترة من عام 2017 نجد أن عدد العمليات بلغ 88 عملية مما يوضح التراجع الكبير في العمليات الإرهابية.


7 عوامل ساهمت في تراجع العمليات الإرهابية

ويؤكد الباحث في دراسته أن هناك 7 عوامل ساهمت في تراجع العمليات الإرهابية، وهي:

تراجع كبير في بنية التنظيمات والجماعات الإرهابية، وعدم قدرة العناصر المتطرفة الفاعلة والنشطة بالداخل المصري على تنفيذ عمليات إرهابية.

وكذلك انحسار شبه كامل لدور تنظيمي حسم ولواء الثورة، وهي التنظيمات التي خرجت من عباءة اللجنة الإدارية العليا للإخوان، ويرجع ذلك إلى سببين:

إلى جانب مقتل محمد كمال وهو المسئول عما يُسمى باللجنة الإدارية العليا، ومن ثم أدى مقتله إلى تراجع دور جناح الحراك المسلح داخل الجماعة.

والضربات الأمنية خلال الفترة الفائتة ضد التنظيمات والجماعات والعناصر الإرهابية، وخصوصًا تجاه عناصر تنظيمي حسم ولواء الثورة.

فضلا عن ارتفاع نسبة استهداف البنية التحتية لتنظيم بيت المقدس في سيناء من قبل قوات الجيش، بالتزامن مع تراجع فاعلية ودور تنظيم داعش في سوريا والعراق.

ومع ارتفاع نسبة استهداف العناصر الإرهابية من تنظيم بيت المقدس الإرهابي تنامت أعداد العناصر الإرهابية من جنسيات غير مصرية.

وعودة تنظيم بيت المقدس لاستخدام أدوات بسيطة في العمليات الإرهابية من إطلاق نار إلى زرع عبوات ناسفة.

أدى تراجع العمليات الإرهابية إلى انخفاض أعداد الشهداء من قبل قوات الأمن المصرية، وارتفاع نسبة استهداف قيادات الصفين الأول والثاني بتنظيم بيت المقدس.