الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مطران أسيوط في حواره لـ«البوابة نيوز»: الكنيسة الكاثوليكية تدير 170 مدرسة معظم تلاميذها من المسلمين.. الأنبا كيرلس وليم: معموديتنا صحيحة في كنيستنا وعند تغير الملة علينا اتباع التعاليم

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعيش أزهى عصور الأمن والاستقرار في عهد الرئيس السيسي
القوات المسلحة وعدت ببناء الكنائس بعد احتراقها على يد الإخوان وأوفت
المسيحيون يلعبون دورًا مهمًا في مجالات الصحة والتعليم وكل المجالات لخدمة المجتمع المصرى
الإنسانية متحكمة في تصرفات البابا فرنسيس.. والبابا بندكتوس كان تقليديا جدًا

عند وصولى إلى الكلية الإكليريكية بالمعادى الصرح التعليمى في الفلسفة واللاهوت المسيحى، كنت أعلم أننى على موعد مع المطران المتسامح ذو الزى الدينى المتميز وبشوش الوجه واستقبلنا بترحاب شديد وهو الذى قاد الكنيسة القبطية الكاثوليكية بكل حكمة في فترة توليه المدبر البطريركى عام 2012، والذى شهد لإدارته الجميع مما جعله سندا هائلا لإيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك لأنه اهتم بالتكوين الدينى لأبناء الإيبارشية مدركا حجم المكانة الدينية لدى المؤمنين، وذلك من خلال دعم رسالة معهد التربية الدينية بأسيوط، وعقد الندوات التكوينية بفصل الصيف من خلال حضور الشباب والفتيات والنساء، كذلك هو المطران الذى اهتم بالدعوات الكهنوتية والرهبانية المتعددة والمتميزة، فأسس لجنة الدعوات الكهنوتية والرهبانية بالإيبارشية، كما أسس مكتبًا متخصصًا لإعداد المخطوبين وحديثى الزواج، حتى يساعدهم في عدم الوقوع في الخطأ سواء قبل أو بعد الزواج، أسس في عهده مكتب اللجنة المصرية للعدالة والسلام وفى الشأن التنموى، وقام بإنشاء مكتب للتنمية الشاملة بالمطرانية، للمساعدة في توفير فرص عمل للشباب، وذلك عن طريق تقديم القروض الميسرة وإنشاء المشروعات الصغيرة، كما شهدت إيبارشيته حركة عمرانية واسعة تمثلت في بناء وترميم عدد كبير من الكنائس ومبانى الخدمات وبيوت للطلبة المغتربين، وتعد دار أم المحبة للضيافة بدير درنكة أحدث المنشآت العمرانية بالإيبارشية، فكل ذلك جعل اسم الأنبا كيرلس وليم مطران أسيوط يحصل على موقع أمين سر السينودس البطريركى للكنيسة القبطية الكاثوليكية ورئيس اللجنة الأسقفية للعائلة ورئيس اللجنة الطقسية إلى جانب عضويته للمجلس الخاص لسينودس الأساقفة لكنائس أفريقيا، وله العديد من الدراسات والأبحاث في الكتاب المقدس والطقس القبطى وعلم الآباء، عن كل تلك القضايا وأكثر، كان لـ"البوابة نيوز" معه هذا الحوار:

** حدثنا عن إيبارشية أسيوط وتاريخها الكنسى؟ 
- تلك الإيبارشية هى الأكبر بين الايبارشيات ويرجع تاريخ إيبارشية أسيوط إلى 9 أغسطس 1947 بقرار من الكرسى الرسولى وكانت تابعة لإيبارشية طيبة فأصبحت تشمل الحدود القديمة لمحافظة أسيوط، من مركز ملوى شمالًا إلى مركز صدفا جنوبًا، وعين أول أسقف لها مثلث الرحمات الأنبا الكسندروس إسكندر الذى توفى 1964، وخلفه الأنبا يوحنا نوير الذى عين مطرانًا على كرسى أسيوط 1965، إلى أن قدم استقالته لظروفه الصحية 1990، ثم عدلت حدود الإيبارشية لتتناسب مع الحدود الإدارية الحالية لمحافظة أسيوط، من مركز ديروط شمالًا إلى مركز صدفا جنوبًا، ويقوم على رعاية الإيبارشية حاليًا.
** هل يتم تقسيم إيبارشية أسيوط نظرا لكبر حجمها؟
- بالتأكيد الفكرة المطروحة وسيتم ذلك قريبا بعد تقاعدى في الأعوام القادمة لأن إيبارشية أسيوط تشمل عددا كبيرا من المؤمنين وبالتالى لديها العديد من المؤسسات الخدمية فلماذا لم يتم تقسيمها؟ 
** ما هو دور وثيقة "توجيه التطبيق المبادئ الليتروجيا الواردة بمجموعة قوانين الكنائس الشرقية"؟
- لها دور مهم ويقوم بالحضور جميع الأعضاء الممثلين عن الإيبارشيات الأخرى، حيث تتم مناقشة بعض التحديات التى تواجه الكنيسة القبطية الكاثوليكية، ويتم إعداد ورقة تقدم للسينودس وللمومنين بالكنيسة القبطية الكاثوليكية عن الأمور الذى تتم مناقشتها، مثل مناقشة قانون تعيين الكهنة وباقى الرتب الكنسية، والنقاش حول الأمور الكنسية.
** ما هو رأيك في البابا بندكتوس بابا الفاتيكان السابق؟
- أنا أحب هذا الرجل وأكن له كل الاحترام وهو رجل فلسفى جدا وله طراز مختلف ولكن تلك الخلافات التى حدثت سابقا كانت بدون قصد وهو ألمانى الجنسية فالتفكير ذاته محتمل يكون صعب ولكنه كان من حوله يساعد في تفاقم المشكلة ولكنه حكيم.
** ماذا عن تاريخك الكهنوتى؟ 
- أنا الأنبا كيرلس ولدت باسم كيرلس وليم ونحن أربعة أشقاء سلكنا السلك الكهنوتى وأنا توليت أمور الإيبارشية منذ عام 1990، وابن قرية الشناينة بمحافظة أسيوط، وسيمت كاهنًا في 10 يونيو 1974 على يد الأنبا يوحنا نوير مطران أسيوط 1965 – 1990، وحصلت على درجة الليسانس من معهد الكتاب المقدس بروما 1981 والدكتوراة من الجامعة الجريجورية 1983، وذلك عقب عودتى من روما وعملت مدرسًا للكتاب المقدس والطقس القبطى بكلية العلوم الإنسانسة واللاهوتية بالمعادى ثم رئيسًا للكلية منذ عام 1986 حتى 1990 حيث انتخبنى السينودس البطريركى مطرانًا لأسيوط وتمت سيامتى الأسقفية بكاتدرائية أم المحبة الإلهية بأسيوط في 3 يونيو 1990عن يد البطريرك الأنبا أسطفانوس الثانى.


** ما هو العمل الذى تقدمه إيبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك؟
- الأعمال كثيرة حيث كانت بداية متواضعة وذلك في بداية خدمتى الأسقفية لأننى كنت جديدا على تقديم الخدمات للرعية ولكن توالت المشروعات والبرامج للنهوض بالمستويين الاقتصادى والاجتماعي لأبناء الكنيسة ولغير المسيحين لأننا نقدم الخدمة بعيدا عن ديانة المستفيد، أما عن شأن التكوين الدينى فإنه العمل الأهم في حياة الكنيسة فمن خلال التكوين يمكن صياغة العقول وتنمية الإيمان بشكل سليم وبعيدا عن الأفكار المغلوطة التى ساهمت التكنولوجيا في تطورها، ولقد قمت بالاهتمام بهذا الشأن بداية بمعهد التربية الدينية بالإيبارشية والعمل على توازيه في المناهج مع معهد السكاكينى ثم بدأت الاهتمام بالندوات التكوينية الصيفية لتحقيق ما يصبو إليه من أهداف أرسلنا بعض العلمانيين والكهنة للدراسة بالخارج وهم يشكلون الآن فريق مكتب التكوين الدينى بالإيبارشية.
** كيف تتم إدارة الكنائس لإيبارشية الأقباط الكاثوليك بأسيوط؟
- تعد إيبارشية أسيوط أكبر إيبارشية من ناحية عدد المؤمنين وعدد الكنائس وربما يعود ذلك إلى كثافة تواجد المسيحين الكاثوليك في أسيوط حيث يوجد بالإيبارشية 38 رعية كاثوليكية ووجود 17 بيتا للراهبات وتتميز الإيبارشية أيضًا بوجود دير السيدة العذراء بجبل أسيوط قرية دير درنكة، وبالأخص في شهر أغسطس يتوافد الكثير من الزوار ويسهر على خدمته الرهبان الفرنسيسكان الذين يخدمون بشكل مستمر، وذلك بالإضافة إلى مزار الآباء الفرنسيسكان بأسيوط وهو من أعرق المؤسسات الكاثوليكية بصعيد مصر وتنوع الدعوات الكهنوتية والرهبانية إذ يخدم بالإيبارشية 46 كاهنا و5 رهبان و65 راهبة بالإضافة إلى عدد من الآباء الكهنة يخدمون خارج الإيبارشية.


** خدم في إيبارشية أسيوط العديد من الأساقفة ماذا عنهم؟ 
- في البداية أحب أنوه أن جميعهم رائعين وهما الأنبا الكسندروس إسكندر 1947 – 1964 وهو أول أسقف للإيبارشية وهو الذى قام ببناء مبنى الكاتدرائية والذى يعد صرحًا خالدًا في البناء والتصميم وتميز بكتاباته العميقة وكان بعيد النظر ورائدًا وسابقًا لعصره حينما أسس معهدًا لتكوين خدام النشاط الدينى إيمانًا منه بأهمية التكوين لمستقبل الكنيسة، كما عمل على المحافظة على طقوسنا وتقاليدنا الغنية والعميقة وجاء بعده الأنبا يوحنا نوير 1965 – 1990 وشيد وجدد كنائس عديدة ومساكن للكهنة ومدارس ومستوصفات، ونمت في عهده الرهبانيات في الإيبارشية من 3 إلى 8 رهبانيات كل منها مختلفة عن الأخرى تماما في خدماتها وذلك إيمانًا منه بقيمة عمل تلك المؤسسات الرهبانية بالإيبارشية، وله عدة مؤلفات تصل إلى ثلاثين كتابًا منها عن سر التجسد ومجموعة كتب عن قانون الإيمان والوصايا العشر.
** ماذا عن أوضاع الأقباط في مصر في السنوات الأخيرة؟
- أقول بكل فخر وشجاعة إن هناك تحسنًا كبيرًا فالرئيس السيسي رجل وطنى مخلص، ولم نشهد من قبل سرعة التنفيذ بعد الوعد فالقوات المسلحة وعدت ببناء الكنائس بعد احتراقها على يد الإخوان، وأوفت بوعدها، وقيامه ببناء أكبر كنيسة في العاصمة الإدارية، وهى رسالة مهمة جدًا للغرب وقال لى أحد المصريين هناك إن الأقباط مضطهدون في مصر ورفضت بشدة تلك التصاريح التى تعطلنا، والرئيس يبذل جهدًا من أجل تجديد الخطاب الدينى.
** ملف الأحوال الشخصية تضمن دعوة البابا للإصلاح الكنسى كيف ترى الحل في تلك المشكلة؟
- بالنسبة لنا ككاثوليك، عددنا قليل، فالبتالى ستكون حالات الانفصال ضئيلة، وبعد الإصلاحات التى دعا لها قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان فقد أصبح التقاضى درجة واحدة فقط، وتقع مسئوليته على الأسقف المحلى الذى يصبح قاضيًا يفصل في الحالات، وذلك رحمة بالمؤمنين ورعايا الكنيسة، ونقوم بتعين كهنة من دارسى القانون لكى يدرسوا حالات الأحوال الشخصية.
** تمت إثارة العديد من الأقاويل حول قبول معمودية الكاثوليك وتمت مناقشتها بعد زيارة بابا الفاتيكان كيف تقيم الأزمة التى وقعت بعد ذلك داخل الكنيسة الأرثوذكسية؟
- تحدثنا كثيرا عن ذلك الأمر وما زال الكثير لا يفهم ما يحدث فبدأت لجان الحوار اللاهوتى بين الكنائس الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية وذلك منذ زيارة البابا شنودة للبابا بولس الثانى في السبعينيات، واكتشفت تلك اللجان أن الخلاف التاريخى بين الكنيستين لا وجود له، فهى مجرد خلافات لفظية بسبب اختلاف اللغات التى يتحدثون بها، فاقترح البابا شنودة نصًا ليزيل السبب الرئيسى للخلاف، وقد طرح قضية المعمودية أكثر من مرة في المناقشات، والخلافات تنشأ بين الكنائس الأرثوذكسية نفسها وليس مقتصرا فقط على الطائفتين، فبعض الكنائس الأرثوذكسية الأخرى تقبل المعمودية، والكنيسة القبطية ترفضها، وحين زار البابا تواضروس البابا فرنسيس في روما، اتفقا على إعادة النظر في تلك الأمور، ورأى البابا تواضروس زيارة بابا الفاتيكان لمصر فرصة لهذا الاتفاق التاريخى، إلا أن أساقفة الكنيسة وصقور الحرس القديم رفضوا وتعللوا بقوانين الكنيسة، فسحب البابا تواضروس الاتفاق، وأضاف عبارة نسعى جاهدين لعدم إعادة المعمودية وذلك يجعل البعض يثرثر بجمل لا داعى لها لأنها تثير الفتنة لا توقدها ولمؤمنين يثورون على طائفتهم فهنا تحدث بلبلة بين الطوائف لكن قريبا هناك حلول جذرية.
** ماذا عن قلة عدد الكاثوليك في مصر؟
- نعم نحن عددنا قليل جدا نصل إلى 250 ألفا ولكن الفكرة في دورنا وتأثيرنا في المجتمع وجذورنا مصرية بنسبة مائة بالمائة ولدينا انفتاح عالمى قد يراه البعض وراء الشائعات التى تطولنا كوننا من خارج مصر وليس مصريين وهذا خاطئ ففى يوم في الفاتيكان قال البابا فرنسيس إننا عدد قليل جدا في مصر ولكننا ذو حضور رائع.
** كيف عن اهتمام الكاثوليك بإنشاء أكبر مكتبة إسلامية في الدومنيكان؟
- الآباء الدومنيكان لديهم البحث والدراسة والشرقية والإسلامية ومن أجل مساعدة الباحثين الذين يقومون بالبحث والعلم وهذا أمر للخدمة الإنسانية حتى يعم الخير للجميع ويستفاد الباحثين من تلك الكتب النادرة. 
** ما سبب اختلاف الزى الرهبانى؟
- نحن لدينا 40 رهبنة نسائية و15 رهبنة رجالية ومعظم الرهبنة كانت من الخارج فكانوا يختارون زيا مختلفا حتى تتميز كل رهبنة عن الأخرى فتجدى الأبيض للمعلمات والأزرق للممرضات والبنى للرجال الفرنسيسكان وكل ذلك غنى نفس لا أكثر.