السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"عبود وطبيب الأسنان".. ورقة نقدية لمنتهى المهناوي على مسرح الدمى بالعراق

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قدمت الناقدة المسرحية الدكتورة منتهى طارق المهناوي، من العراق، قراءة نقدية عن مسرحية العرائس "عبود وطبيب الأسنان"، اليوم الأحد، ضمن فعاليات مهرجان الشباب لمسرح الدمى بالعراق "أون لاين". 
قالت المهناوي، إن مسرح الدمى له أثر كبير على حياة الأطفال والكبار معا، والكثير من البلدان تعتمد على هذا المسرح من رياض الأطفال وصعودا بالمراحل العمرية، وأخص بالذات مستخدمي المرحلة الابتدائية هذه الفترة المهمة لحياة الطفل وتفكيره، من هنا جاءت فكرة مسرحة المناهج وإدخال عناصر ديكورية وشخصيات مثل الدمية هذه الشخصيات تؤخذ أما من الواقع أو من خيال المؤلف ويتم تصنيعها بشكل جمالي جذاب، ليأتي دور المخرج في استخدامها بما يلائم عرضه المسرحي بفكر إبداعي يتوافق وخيال الطفل وتفكيره ضمن أجواء فنتازية مليئة بالسحر والخيال والإبداع، هذه الشخصيات "الدمى" لها أثرها النفسي والسلوكي على الأطفال في تحريك مخيلتهم وتصحيح اخطائهم بطريقة فنية جمالية تدخل بها التسلية والمرح وإثارة الضحك والتشويق والتركيز على ما تريد ان تطرحه هذه الدمية من خلال مخرجها وبأفكار تتوافق والبيئة النفسية والاجتماعية للطفل ضمن مراحله العمرية، للدمى الأثر الكبير في تصحيح مسار الطفل عن طريق تثقيفه وتنبيهه لقيم أخلاقية وتعزيز الثقة في نفسه.
وتابعت: أن مسرحية "عبود وطبيب الأسنان" لمخرجها حيدر بريس، قد تناولت قضية مهمة في حياة الطفل هي موضوعة تنظيف الأسنان والاعتناء بها بشكل مستمر من خلال إعطاء النصح بشخصية طبيب الأسنان الذي كان مصلح ومرشد لعبود في كيفية توبيخه وثنائه لتنظيف أسنانه، الموضوع والفكرة هادفة وجميلة ومهمة للأطفال فالكثير من أطفالنا يهمل ويتماهل في تنظيف اسنانه خصوصا قبل النوم وبعد تناوله للحلويات، لكن كيف جاءت معالجة المخرج الاخراجية لهذا الموضوع الحيوي هذا ما سنطرحه الآن، أراد المخرج أن يدخل روح المرح والسرور لنفس الطفل من خلال شخصية "سالم" التي كانت تدخل بين فترة وأخرى حين يذكر اسمه بشكل مضحك يثير التسلية لدى الأطفال، لم يراعي المخرج في هذا العمل جمالية المكان وتصميم الدمى، البيئة المسرحية التي استخدمها كانت تفتقد لجمالية صورتها المشهدية مشوهة جماليا، لو انتبهنا لصندوق العرض لوجدنا هناك عدم تقنية حرفية في تصميم الصندوق وشكله اذ نلاحظ الفراغات وبعض التشوهات وعلامات الخشب الأصلي التي لم يكلف نفسه المصمم بإزالتها واستخدامه للألوان، الصندوق هو الواجهة الأساسية للبداية في جذب انتباه الطفل ثناء دخوله وجلوسه لمشاهدة العرض.
في حين جاءت الشخصيات "الدمى" التي استخدمها المخرج بشكل عشوائي بعيدا عن الدقة الحرفية في الصناعة اليدوية وفي اختيار الألوان وتناسقها الجذاب اللافت كي يضفي جمالية سحرية مشهديه لها، أضف إلى حجم الدمية التي كانت كبيرة لا يستوعبها مكان العرض الذي اختنق بها، كان على المخرج الانتباه لحجم الدمية ومساحة الفتحة المصممة لعرض مسرحيته، وللحوار جانب آخر اذ دخل مسامعنا بحدة قاسية بالصوت والتقطيع والأداء حتى بطريقة استلام وتسليم الحوار بين شخصيات "الدمى" المسرحية وكأنها في عراك وصراع قائم طيلة زمن العرض، أضف إلى ذلك اللغة والأخطاء اللغوية التي وقع بها المؤدون للحوار كان ضعيف ومليء بالأخطاء وبمستوى بسيط وادراك طفل اليوم الذي يمتلك من الوعي والثقافة والقراءة، كان على المؤلف ادخال مفردات لها وقعها الجمالي واللغوي فلغتنا العربية مليئة بالجمال والحكم والاوزان اللغوية، انتهاء بتحريك الدمى وسياق الحوار والصوت تحركت الدمى بشكل قاسي بعنف مبالغ وحدة افتقدت للتناسق بين الحوار وحركة الدمية.
وأوضحت المهناوي، أن مخرج العمل حاول تقديم نصح ودرس صحي ثقافي توعوي، متمنية في تجاربه المستقبلية أن يطلع ويشاهد الكثير مما توصل له عالم الطفولة من تقدم فهناك وسائل جمالية وأفكار يمكن أن يتناولها بعرضه، اليوم الطفل أصبح مواكب ومشاهد فعال من خلال الإنترنت ومواقع عدة خاصة به تبتكر وتوسع مدارك خياله ومخيلته هناك أدوات أكثر جمالية وفعالة كان يمكن أن توظف بشكل جمالي لما نريد أن نبثه من أفكار ونصح وتعليم وثقافة وتنبيه للطفل، تجربة المخرج أرجو أن يستفيد منها بقابل الأيام وللمثلين والمؤلف كذلك بان يراعوا التقدم التكنولوجي والفكري لعالمنا وعالم الطفل بشكل خاص.
يذكر أن فعاليات دورة الفنان الرائد طارق الربيعي، لمهرجان الشباب الدولي لمسرح الدمى بالعراق "أون لاين"، انطلقت الخميس الماضي، وتستمر حتى 17 أغسطس الجاري، والتي تنظمها دائرة ثقافة وفنون الشباب قسم السينما والمسرح بالتعاون مع المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى، ورعاية وزارة الشباب والرياضة بالعراق، بمشاركة مجموعة من الدول العربية وهي "العراق، مصر، سوريا، الجزائر، عمان"، كما يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان 12 عرضا مسرحيا، بالإضافة إلى 8 عروض أخرى مشاركة على هامش المهرجان.
كما يهدف المهرجان إلى تفعيل فنون مسرح الدمى محليا ودوليا من خلال اتاحة الفرصة للشباب واشراكهم في تقديم عروض مسرحية بالدمى ونشر ثقافة فنون الدمى من خلال إقامة ورش ومحاضرات تثقيفية.