حذر تقرير دولي صادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي من مخاطر البلاستيك، وتراجع الاهتمام العالمي بالخطر الذي يشكله البلاستيك على البيئة من تلوث من شأنه الإضرار كثيرا بالبيئة، وقال التقرير: إن المشكلة الأساسية في البلاستيك هو الطرق غير السليمة في التخلص من المخلفات البلاستيكية، ودعا إلى مزيز دن التحفيز وبذل الجهود من قبل دول العالم لتشجيع عمليات تصنيع وإعادة تدوير المخلفات البلاستيكية، وذكر المنتدى في تقرير آخر أنه بحلول عام 2050 ستكون المخلفات البلاستيكية في المحيطات والبحار أكثر من الاسماك التي تعيش في المحيط إذا استمر العالم بنفس السياسات تجاه التخلص من المخلفات البلاستيكية.
وسلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لرئاسة مجلس الوزراء الضوء على التقرير الدولي مؤكدا أنه على الرغم من فوائد البلاستيك العديدة، إلا أن إساءة التخلص منه يمثل خطورة كبيرة، ونقل المركز عن التقرير بعض الأرقام المهمة والتي كان أبرزها ان 25% من النفايات البلاستيكية يتم حرقها ويتم تخزين 56% منها في مكبات أرضية، فيما تقتصر عمليات إعادة التدوير على نسبة ضئيلة تتراوح بين 14-18% من أصل 400 مليون طن ينتجها العالم سنويًا من المواد البلاستيكية صعبة التحلل.
"البوابة نيوز" استطلعت الآراء حول مخاطر البلاستيك على البيئة وكيفية التخلص الآمن منه، وعن عمليات إعادة التدوير، حيث أكد الخبراء أن الحكومات يجب أن تهتم بإطلاق مبادرات لدعم عمليات إعادة التدوير لما تشكله من تهديدات بالغة على البيئة في مصر والعالم.
وفي هذا الشأن، دعا الدكتور على عبدالرحمن، الخبير البيئي، إلى ضرورة العمل على وضع حلول جذرية لتهديدات البلاستيك على البيئة، وأن تستند الحلول على توفير بدائل كافية ومناسبة لتقليل استهلاك المواد البلاستيكية.
وقال عبد الرحمن في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" إن حل أزمة المخالفات البلاستيكية تبدأ بلا شك من خلال حملات توعية مكثفة، فالمواطن أن المستهلك قادر على الحد من الكثير من التهديدات التي تشكلها المواد البلاستيكية من أكياس وعبوات مختلفة الأشكال والأحجام وذلك من خلال التخلص الآمن من هذه الخلفات، وهو ما يتطلب أيضا جهود حكومية كبيرة لتفعيل عمليات إعادة التدوير.
وتابع: عمليات إعادة التدوير مفيدية على الصعيدين الاقتصادي والبيئي، فالاقتصادي يتمثل في تحقيق أرباح من عمليات إعادة التدوير، والبيئي يكون بتخليص البيئة بكل كائناتها الحية من مخاطر البلاستيك الذي بات يشكل تهديدا على الكائنات الحية مثل الأسماك في البحار.
قال الدكتور مجدى علام، مستشار وزير البيئة السابق، إن الخطر الحقيقي من البلاستيك هو أنه يشكل تهديدات بيئية بالغة نظرا لأن المواد البلاستيكية معظما لا يتحلل ويدوب في التربة بل بالعكس تستطيع المواد البلاستيكية البقاء لأطول فترة ممكنة ممكا يشكل خطرا على البيئة وعلى الكائنات الحية في البر والبحر وبخاصة الأسماك في البحار والمحيطات التي تعد الأكثر تضررا من المخلفات البلاستيكية.
وأضاف الخبير البيئي في تصريحاته لـ"البوابة نيوز" أن حماية الكائنات المتضررة من مخاطر المواد البلاستيكية يبدأ من تقليل استخدام أنواع البلاستيك غير القابلة للتحلل، وهو الأمر الذي يتطلب مبادرات عالمية كبيرة للحد من الاستهلاك، وكذلك الحد من التخلص من البلاستيك بالحرق.
وأكد مستشار وزير البيئة الأسبق، أن التهديدات والمخاطر التي يشكلها البلاستيك لا تتوقف عند هذا الحد بل تمتد لمخاطر صحية جمة، إذ تتسبب بعض المواد البلاستيكية في أضرار صحية نتيجة لتفاعلها مع الأطعمة وبخاصة الأطعمة الساخنة أو ما هو معروف بالـ "تيك أوي"، والذي يستخدم معظمه مواد بلاستيكية تحتوي مواد كيميائية حال تفاعلها مع الأطعمة والمشروبات الساخنة تعمل على إفسادها.
