الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "لو جربنا الإنسان قليلا" لسلمى فايد

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الأدب بصور فنونه المتنوعة يحاول أسر التجارب الإنسانية المنفتحة واللامتناهية لثراء التجربة البشرية، ولا شك أن الشعر أحد هذه الفنون التي تحاول التحليق في فضاء الخيال، وربما هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس في وعي الإنسان وفي اللاوعي أيضا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر..
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
واليوم ننشر قصيدة بعنوان "لو جرّبنا الإنسان قليلًا" للشاعرة سلمى فايد
"لو جرّبنا الإنسان قليلًا"
دونَكَ الأشياءُ ميِّتَةٌ
ووجهُكَ 
واضِحٌ كجريمةٍ
ومُراوغٌ 
كالرَّغبَةِ المُتَمكِّنة
وعلى الحِكايةِ أن تكونَ 
بسيطةً
وقصيرةَ الوقفاتِ 
دونَ مُجاملاتٍ
أو مُبالغةٍ 
تُصيبُ القلبَ بالإغماء.. 
تجمَعُ ظِلّكَ المُرتاحَ مِنْ حَولي وفي بالي
وتحمِلُ عن خلايايَ الوحيدةِ 
صوتَكَ المزروعَ فيها
هكذا بِبَساطةٍ 
تمضي إلى البابِ الأخيرِ
بلا سلامٍ موجِعٍ
أو بَسمةٍ 
كتبسُّمِ الماضي 
لِعاشِقَةٍ تخافُ منَ التذكُّرِ
ربّما كانت ستُصبِحُ لحظةً عاديَّةً
لو كُنتَ أفرغتَ الهواءَ وما بهِ 
مِنْ طيفِكَ القاسي
وعطّلتَ اكتمالَ الكونِ والأشياءِ في عينيّ
حينَ تُطلُّ مُبتسِمًا عليّ..
جوفي خرابٌ 
والحنينُ
كعوبُ أحذيةِ العساكِرِ
تضربُ الأرضَ الخراب..
ولا أرى سببًا قويًّا للبُكاءِ
كعازِفٍ يَلقَى النِّهايةَ 
دونَ آلَتِهِ 
وأَعرِفُ 
أنَّ وقتَكَ ضيّقٌ
والكونُ في عينيكَ 
أرحبُ من يديَّ
ومن بلادٍ كنتُ أبنيها لنسكُنَها معًا..
وأراكَ كالفهدِ الصَّبيِّ
تُجرِّبُ الدّنيا 
وتُطعِمُها الحياةَ
فأقطِفُ النّعناعَ أخضرَ 
كالتّمنّي
أُنضِجُ البُنَّ القويَّ 
كما تحبُّ
وأستعِدُّ كمَسرحٍ 
للمرّةِ الأولى 
يُشدُّ سِتارُهُ
فلربَما تحنو على قلبي 
وتذكُرُ
دونَكَ الأشياءُ ميِّتَةٌ
وإنّي 
لا أَرى سببًا قويًّا للبُكاء