الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبداعات البوابة| "لعبة مع أبي" قصيدة لـ"ساطع اليزن"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
(قبل الاختفاء)
بلحيته التي تعاند الشيب
بقميصه الباهت
بمعدته المهاجرة إلى جسد آخر
مازال عنيدا.
يتمدد على الأرض مثل قطعة سكر
كلما اقتربت أمواج الموت منه
يأبى أن يذوب.
من فرط عناده أصبح سفينة
أمي قربه تتجعد ألما
وحفيدته الصغيرة ترتل الآيات
في خضم هذا الوجد
من يحتمل أن يلتقط دمعة
أبي لا يخشى الموت
كان دائما يقول: الموت سياحة
......
(بعد الاختفاء)
هل سيعود أبي؟
أطفأ الضوء
وتركني في زوايا ظلام كثيف
ثم اختفى
وقبل أن يخرج من الغرفة
ويتركني أتلاشى راح يصغر ويصغر
حتى صار طفلا
يطارد الغيوم
أمسك بواحدةٍ
وطفق يلعب معها
ثم غَفِيَ.
هكذا هم الأطفال يغفون أثناء اللعب
لكن الغيوم لا تتوقف
هي دوما مسرعة
أخذتْ أبي واختفتْ
ولازلتُ أنتظر عودته
متى سيعود؟
هل لازال نائما؟
هل لازال يبتسم أثناء نومه؟
كما كنت احب أن أراه؟
كم من الوقت تحتاج الغيوم لتعود؟
لازلت أجلس بباب الانتظار
وأراقب شوارع السماء
لازلت أحفظ لون الغيمة
التي ركب فيها أبي
ورائحتها وشكلها
كانت تشبه نورسا طائرا
يفرش جناحيه
هل سيعود أبي كما كان؟
أم سيبقى كما رحل طفلا باسما؟
يا أبتِ كلما رأيت وجهك يجري
بين الغيوم
رحت أمطر عيني نحوك
كي أسقطك في قلبي
ولن أتركك تلعب
بعيدا عني
......
( انتهت اللعبة)
أبي
وقت كنا نجوع
كان يهز جذعَ السماء
فيملي لنا صحنا من النجوم
وحين غادرنا إلى السماء نجمةً
صرنا نحرس ذاك الجذع
دون أن نشعر بالجوع.