«هنومة» في «باب الحديد».. «نرجس» في «صراع في النيل».. «طعمة» مع إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين.. «عزيزة» في «ابن حميدو».. «عنان» في «الخروج من الجنة».. المعلمة في «توحة».. «ناهد» في «كلمة شرف».. هند رستم في «إشاعة حب»، هي أيقونة الأنوثة والجمال والموهبة والإحساس في السينما المصرية، بدأت كومبارس صامت مع ليلي مراد ثم أصبحت ملكة الإغراء في الشاشة العربية، قدمت أعقد وأصعب الأدوار ونجحت وتفوقت في كل ما قدمته، وفي ١٨ ديسمبر ١٩٦٣ اختارها الأديب الكبير محمود عباس العقاد لتحاوره دون غيرها من نجمات السينما المصرية حيث رأي فيها شخصية «سارة» ملهمته في العديد من كُتبه ورواياته وتحدث معها في حوار متبادل أقرب إلى الفضفضة، فكلاهما كان يحكي مع الآخر بارتياح شديد وكان حوارًا فريدا من نوعه.
إلى أن جاءت اللحظة التي أرادت هند رستم أن تشعل سيجارة فأستاذنت الأستاذ فسمح لها ثم سألته: «نفسي أبطل سجاير وأحج بيت الله الحرام ياتري ممكن أحج وأرجع أمثل تاني في السينما».. فأجابها:
«بيت الله مفتوح للجميع العاصي قبل المطيع وفي أي وقت».
وانتهي اللقاء بين الأديب الكبير محمود عباس العقاد والفنانة هند رستم ولكن لم ينته بعد فحوي هذا الحوار من ذاكرة هند رستم، وظل الحلم يراودها وهي أن تقوم بأداء فريضة الحج وتري الكعبة المشرفة التي طالما تمنت أن تراها وتلمسها بيديها وتقبلها، وشاء الله السميع العليم أن تؤدي هند رستم فريضة الحج في عام ١٩٩٠ مع ابنتها الوحيدة بسنت وحفيدها محمد ضابط شرطة.
وعندما رأت الكعبة بكت بكاء كاد أن يفقدها بصرها كما أوضحت ابنتها بسنت ذلك: «لا يعرف الكثيرون أن والدتي أدت فريضة الحج بعد أن سبقتها بعمرة، وفي رحلة العمرة اختارت موسمًا سياحيًا غير مزدحم لأنها لم تكن تطيق الزحام، وعندها فوبيا من الأماكن المغلقة، ووفق الله لنا الأمور فوق ما توقعت».
أما لحظة خشوع «هند رستم» أمام الكعبة المشرفة، فتقول عنها «بسنت»: «سعدت بأن أرى أمي في حالة من الروحانية والصفاء غير مسبوقة، ورأيتها وهي تتعلق بأستار الكعبة وتدعو الله في خشوع وحرصت أمي فيما بعد على أداء العمرة سنويًا ولم يمر عام إلا وأمي في رحلة عمرة».
وفي يوم ٨ أغسطس ٢٠١١ رحلت هند رستم بعد رحلة عطاء فني وإنسانى، رحمها الله وغفر لها.
