الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

دراسة روسية تؤكد تطور مناعة البشر ضد فيروس كورونا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لقد نصب بوتين فخاً لأردوغان منذ فترة طويلة، وأدرك هذا الأخير حقيقة الأول بعد فوات الأوان، ولم يتبقَّ أمامه الآن سوى خيارات محدودة.. بتلك الكلمات الموجزة اختتمت آنا بورشفسكايا الباحثة بمعهد واشنطن، حديثها بشأن العلاقة المعقدة بين روسيا وتركيا، خلال السنوات القليلة الماضية، التي شهدت أحداثا جسام، في عددا من الملفات الإقليمية الساخنة، كان أهمها على الإطلاق الأزمتين السورية والليبية.


وتستعرض "بورشفسكايا"، خلال تقريرها المنشور قبل يومين، محطات هامة في مسار العلاقة بين بوتين وأردوغان، خلال تقريرها المنشور بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، تحت عنوان "موسكو وأنقرة ستواصلان التعاون غير المستقر".

وتعلق الباحثة بمعهد واشنطن، على حادثة إسقاط الطائرة الروسية في تركيا، آواخر عام 2015، وكيف تمكن بوتين من معاقبة أردوغان على ذلك التصرف، وأشارت إلى التبادل التجاري بين البلدين قائلة "وفقاً لإحصاءات "وجهة التجارة الصادرة عن صندوق النقد الدولي"، تراوحت الصادرات التركية إلى روسيا خلال السنوات الأخيرة في نطاق 3-4 مليارات دولار، بينما بلغت الواردات بين 20 و23 مليار دولار".

وأكدت أنه "بعد أن أسقطت أنقرة طائرةً روسية في أواخر عام 2015 عندما دخلت الأجواء التركية لفترة وجيزة، قادمةً من سوريا، ساهم الضغط الاقتصادي الروسي في حمل أردوغان على الاعتذار عن الحادثة في نهاية المطاف، وفي هذا السياق، ربما كان بوتين قد انتزع وعداً من أردوغان بشراء منظومة "إس-400" من روسيا".

وأشارت الباحثة في معهد واشنطن، إلى أنه "لا تزال صفقة شراء منظومة "أس-400" سبباً مهماً للتوتر الحاصل بين تركيا والغرب، وهو أمر لا يسع بوتين إلا الترحيب به".

وتؤكد الباحثة آنا بورشفسكايا، أن أردوغان واصل الرضوخ لبوتين، على مدى السنوات التالية لحادثة إسقاط الطائرة الروسية، ولم يتوقف الأمر عند صفقة منظومة الدفاع الجوي الروسية "إس 400"، بينما امتد إلى استهداف روسيا لـ36 عسكريا تركيا في سوريا، خلال فبراير الماضي، وتبعات تلك الحادثة.


وتحدثت بورشفسكايا، عن الإهانة التي تعرض لها أردوغان، بعد سفره لموسكو إثر مقتل الجنود الاتراك في سوريا قائلة "لا يتطلع كل من بوتين وأردوغان إلى حل خلافاتهما من خلال مواجهة عسكرية مباشرة، فبعد أن قتلت القوات الروسية 36 جندياً تركياً في شمال سوريا خلال فبراير من هذا العام، كان أردوغان يأمل في تخفيف حدة التوتر، وبدلاً من مواجهة بوتين، سافر إلى موسكو، لكن بوتين جعله ينتظر [قبل استقباله]، وعُرض هذا المشهد المهين من على شاشات التلفزيون الروسية".

وأضافت "في النهاية، عاد أردوغان إلى بلاده دون تحقيقه الكثير من النجاح في تلك الزيارة".

وانتقلت الباحثة في معهد واشنطن، للحديث حول رؤية بوتين، لعلاقة أردوغان، بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، قائلة "ليس سراً أن بوتين يهدف إلى تقسيم حلف "الناتو"، فبينما ازدادت التوترات في علاقة الغرب مع تركيا على مر السنين، تساءل المحللون في كثير من الأحيان عمّا إذا كانت تركيا ستنسحب من "الحلف"، لكن السؤال الأكثر أهمية هو: لماذا قد يرغب أردوغان، أو حتى بوتين، في حدوث ذلك؟ لقد نصب بوتين فخاً لأردوغان منذ فترة طويلة، وأدرك هذا الأخير حقيقة الأول بعد فوات الأوان، ولم يتبقَّ أمامه الآن سوى خيارات محدودة".

واختتمت "يفضّل بوتين وجود تركيا في حلف "الناتو" لإحداث انقسامات أعمق داخل "الحلف"، ومن المرجح أن تواصل موسكو وأنقرة العمل في ظل الوضع الراهن غير المستقر، حيث تعقدان صفقات ظرفية وتشنّان حروباً بالوكالة بدلاً من انخراطهما في مواجهة عسكرية مباشرة، في حين يبقى ميزان القوى الإجمالي لصالح موسكو في المستقبل المنظور".


يذكر أن صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، نشرت في مارس الماضي تقريرا، في نفس السياق، كشفت فيه كيف استخدم بوتين علاقته بأردوغان، لاختراق الغرب وزعزعة استقراره، عن طريق مشروع نقل الغاز، واستخدام ورقة اللاجئين، قائلة "أردوغان دعا روسيا إلى بناء أول محطة للطاقة النووية لتركيا وشبكة أنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا عبر البلاد".

وأشار التقرير إلى أن أردوغان، أثار غضب أعضاء حلف شمال الأطلسي، من خلال شراء نظام دفاع جوي روسي، من شأنه أن يساعد الكرملين في مواجهة طائرات الشبح الأمريكية، مضيفا أن الرئيس التركي، اعتقد أنه سيستعيد النفوذ والهيبة من خلال الانضمام إلى نادي بوتين المناهض لليبرالية، لكن الكرملين تلاعب به وسمح لبوتين بدق إسفين بين أنقرة وأعضاء الناتو.

وفيما يتعلق بقضية الهجرة قالت الصحيفة البريطانية "كذلك يقوم أردوغان بمساعدة الكرملين في دق إسفين بين الدول الأوروبية من خلال تشجيع اللاجئين والمهاجرين على عبور الحدود من تركيا"، ويرغب أردوغان في جعل أوروبا تهتز مجددا بسبب ورقة اللاجئين، ومن يحركه في ذلك هو الرئيس الروسي، وفقا لفايننشال تايمز.