الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الإله حتحور.. ربة الموسيقى والعطاء

الإله حتحور
الإله حتحور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ظهرت الربة «حتحور» بصور وخصائص مختلفة، وعبدت في أماكن عديدة في مصر كلها، وعُرفت كربة للموسيقى، والحب، والعطاء، والأمومة، واندمجت مع الربة «إيزيس»، وقد قورنت في بلاد اليونان والرومان بالآلهة «أفروديت».
حتحور، والتى تم الكشف عن عدد من التماثيل الخاصة بها بالإضافة لتمثال لكاهن حتحور، وفق بيان المجلس الأعلى للآثار، كانت واحدة من أهم وأشهر المعبودات المصرية، بل ومن أوسعها انتشارًا على الإطلاق، ويرجح البعض ظهور عبادتها منذ عصور ما قبل التاريخ.
ذُكرت حتحور في الميثولوجيا المصرية على أنها البقرة السماوية التى ترضع الملك عند ولادته، وهى الأم الكونية التى تلد الأرواح، وكان المعتقد المصرى القديم يرى أن كل طفل يولد في البيت الملكى في مصر القديمة هو صورة من حورس الذى ولدته أمه «إيزيس» بعد موت أبيه «أوزوريس» وخبأته وسط مستنقعات الدلتا ونباتات البردى وأرضعته هناك، وفى معبد دندرة بعض المشاهد التى تصور السبع حتحورات وهن يستقبلن الطفل الوليد حورس بالدف والصلاصل، وفى مقبرة الملكة نفرتارى بوادى الملكات هناك مشهد يصور السبع حتحورات في صورة سبع بقرات، حيث احتلت «حتحور» مكانة كبيرة في قلوب المصريين القدماء، ومن أهم مراكز تقديسها في مصر مدينة دندرة، وقد امتد تأثير حتحور إلى خارج مصر، فكانت مقدسة أيضا في لبنان، والصومال.
عُرفت «حتحور» في العديد من صور العبادة كربة السماء العظيمة، وربة للحب والرقص والشراب، ومعبودة للموتى، وراعية للملكية، وسيدة للبلاد الأجنبية، وقد اعتبرت كمعبودة ذات طبيعة عالمية؛ ولذلك فقد تشعبت وتعددت علاقتها بالعديد من المعبودات، فقد ارتبطت بالسماء، و«حور» السماوي، ووصفت بـ«سيدة السماء»، و«سيدة النجوم» كابنة للمعبود «رع»، أما الشعائر والطقوس الدينية التى أقيمت لها، فقد تأسست على الأرجح منذ الأسرة الرابعة تقريبًا، وهناك شواهد على وجود كهنة من الرجال والنساء في العديد من أماكن عبادتها منذ الأسرة الرابعة على أقل تقدير، ولارتباطها بالأمومة، ثم بالمعبود «رع» والملكية بوصفها أمًا للمعبود «حورس» الملك، وابنة للمعبود «رع» منذ أن أصبح لعقيدة الشمس شأن كبير، تكونت لها علاقة بالشعائر والعقائد الملكية. 
تميزت المعبودة حتحور بقناعها ذو الوجه المسطح بأذنى بقرة، حيث يكون مغطى بالباروكة، أو بدون الباروكة، ويختلف عن شكل المعبودة في الهيئة الآدمية الكاملة للرأس، ويتميز بالتصوير الأمامى وأذنى البقرة بدلًا من الأذن الآدمية، ويعتبر أقدم تصوير لحتحور «وهى تمسك بالصلاصل في يديها» هو الموجود على الجدار الشمالى لمقصورة «دندرة»، من عصر الملك «منتوحتب، نب حبت رع»، والمنظر يصور «حتحور» في شكل سيدة بتاج «حتحور»، تمسك بالصلاصل والـ«منيت» في يديها، وتوجههما نحو الملك الجالس أمامها، وقد ظهرت «حتحور» في العديد من المناظر بعد ذلك مع الصلاصل، وهناك العديد من المناظر لتقديم الصلاصل بين الملك والمعبودة «حتحور» في معبد «دندرة».