السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ماكرون يصل بيروت المنكوبة.. ويوجه رسائل بضرورة الإصلاح ومكافحة الفساد

ماكرون
ماكرون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس، إلى مطار رفيق الحريري الدولي في زيارة دعم بعد الانفجار الضخم الذي هزّ مرفأ بيروت وحوّل العاصمة إلى مدينة منكوبة فرضت فيها حالة طوارئ. 
وقال ماكرون في تصريح صحفي خلال تواجده في مطار بيروت: "رسالتي رسالة أخوة ومحبة وصداقة من فرنسا إلى لبنان ونسعى لتأمين مساعدات دولية للشعب اللبناني، طبية وأدوية"، بحسب ما ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية.
وأضاف: "ننسّق في الأيام المقبلة مساعدات لوجيستية وستصل طائرة فرنسية تحمل المساعدات ومعها فريق أبحاث قريبًا، وسألتقي الهيئات السياسية اللبنانية في حوار حقيقي لتحمّل المسؤوليات".
وتابع: "نعلم أنّ الأزمة في لبنان كبيرة وهي سياسية وأخلاقية قبل كل شيء وضحيّتها الشعب اللبناني... سألتقي المجتمع المدني والأولوية لدعم الشعب اللبناني من دون شروط".
وقال ماكرون: "هذا لبنان وهذه فرنسا. هناك العديد من الضحايا الفرنسيين أحدهم مهندس فرنسي، نحن قلقون ولدينا الكثير من الجرحى وقلقون على مصير البعض"، مشيرًا إلى أنّ "فرنسا تحمل مبادرات لدعم عمليات الإنقاذ وسأقبال المعنيين لمعرفة ما حصل".
وهو أول رئيس دولة يزور لبنان بعد الكارثة التي وقعت الثلاثاء، ليعاين وضعًا كارثيًّا مع استشهاد أكثر من 137 شخصًا وإصابة 5 آلاف آخرين بجروح، إضافة إلى عشرات المفقودين.
واستقبل الرئيس اللبناني ميشال عون ماكرون على أرض المطار والوفد الرسمي رفيع المستوى الذي يرافق الرئيس الفرنسي، والذي ضم وزير الخارجية الفرنسي جاف إيف لودريان. 
وغرّد ماكرون عبر "تويتر" تزامنًا مع وصوله إلى لبنان، قائلًا: "لبنان ليس وحيدًا".
كما أضاف ماكرون أن بلاده ستقدم مساعدات غير مشروطة للبنانيين، موجهًا كلمات العزاء لكل أهالي الضحايا والمفقودين إثر الحادث الأليم.
وأعلن أن فرنسا ستنسق مع الأمم المتحدة كي يستفيد منها كل أبناء لبنان، مؤكدًا أنها لن تترك بيروت بمفردها.
ثم تابع أنه لا يمكن إجراء إصلاحات في لبنان مع وجود فساد، مؤكدًا أنه سيخوض حوارًا صريحًا مع المعنيين لتحديد المسؤوليات، بحسب ما ذكرت قناة "العربية".
وأشار إلى أن الضحية الأولى بهذه المأساة هو الشعب اللبناني، لأن بيروت باتت تواجه أزمة سياسية واقتصادية أكبر من قبل.
فيما أوضح مراقبون أن من بين الرسائل التي يرغب في توجيهها من خلال الزيارة، ترجمة ما كان صرّح به مصدر دبلوماسي فرنسي عشية زيارة لو دريان إلى بيروت قبل أسبوعين من أن "لبنان ليس قضية خاسرة وأن تركه وحيدًا سيكرّسه ساحة للآخرين".
كما أن زيارة ماكرون، بما تنطوي عليه من تضامن مع الشعب اللبناني، ستشكل دعمًا معنويًا كبيرًا للبنانيين الذين شعروا مؤخرًا أنهم متروكون لمصيرهم.
وتوجه ماكرون فور وصوله إلى المنطقة المنكوبة في مرفأ بيروت لتفقد فرق الإنقاذ اللبنانية والفرنسية العاملة هناك، حسب برنامج الزيارة الذي صرح به مصدر في قصر الإليزيه للعربية.
ثم يتوجه بعد ذلك إلى قصر الرئاسة في بعبدا، حيث يلتقي على التوالي رؤساء الجمهورية والحكومة ومجلس النواب.
كما من المفترض أن يتوجه ماكرون بعد ذلك إلى مقر إقامة السفير الفرنسي، حيث يلتقي ممثلين عن القوى السياسية والمجتمع المدني.
وفي ختام هذه اللقاءات يعقد الرئيس الفرنسي مؤتمرًا صحافيًا في المساء قبل أن يعود إلى بلاده.
ويشمل الوفد المرافق لماكرون إلى بيروت وزير الخارجية لو دريان الذي قال في تصريحات متلاحقة لعدة وسائل إعلام فرنسية إن ما حصل في لبنان "كارثة كبرى أصابت بلدًا شقيقًا، لبنان بمثابة العائلة لفرنسا التي تشاطره الحداد والمعاناة. في الشدائد الأصدقاء يكونون هنا ونحن هنا"، وأشار إلى ثلاث طائرات فرنسية وصلت بيروت لمساعدتها في عمليات البحث والإنقاذ، مضيفًا "يجب القيام بمبادرات أخرى".
وفي بيان لاحق قال وزير الخارجية الفرنسي إنه اتصل بنظيره اللبناني، شربل وهبي، مشيرًا إلى أن المساعدات الفرنسية العاجلة إلى لبنان تضمّ عيادة طبية متحركة بإمكانها معالجة 500 جريح.
وختم لو دريان: "يعرف لبنان واللبنانيون أن بإمكانهم الاعتماد على فرنسا في الساعات الصعبة".
بدوره كان تحرّك رئيس الوزراء الفرنسي، جان كاستكس، لتنسيق المساعدات إلى لبنان فترأس اجتماعًا ضمّ عددًا من الوزراء المعنيين بالقطاعات التي ستشملها المساعدات، متوجهًا بعد ذلك إلى اللبنانيين عبر تغريدة قال فيها: "أقولها بقوة وتصميم، فرنسا ستكون على الموعد لناحية التضامن والصداقة اللذين يربطان بلدَيْنا".
وتوجّه كاستكس لاحقًا إلى مقر سفارة لبنان في فرنسا حيث التقى السفير رامي عدوان ودوّن كلمة في سجلّ التعازي.
وقالت مصادر رئاسية لبنانية، إن زيارة ماكرون تشكّل فرصة لوضع أسس واضحة لاتفاق يصبّ في خانة استعادة الثقة وتتطلّب من الجميع الحدّ من إثارة النزاعات وتفتح الآفاق للمستقبل على المدى الطويل".
أضافت: "ماكرون سيؤكّد أهميّة دور لبنان "هذا البلد الذي هو أكبر من نفسه" وسيقول إنّ باريس تواكب كلّ المستجدات في هذه المرحلة".
وتهدف زيارة ماكرون تهدف لتأكيد دعم فرنسا للبنان وهي رسالة تحمل عدة أبعاد وسيؤكد خلالها أنّ باريس تقف إلى جانب لبنان في شتى المجالات".