الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبدالوهاب البياتي.. صاحب "الكتابة على الطين"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كتب الشاعر العراقي عبدالوهاب البياتي عن معاناته ومأساته:"في زمن المنشورات السرية.. في مدن الثورات المغدورة.. جيفارا العاشق في صفحات الكتب المشبوهة.. يثوي مغمورًا بالثلج وبالأزهار الورقية".
البياتي، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الاثنين، عاني خلال أعوام حياته بعدما أسقطت عنه الجنسية العراقية وقضاها في مصر ضيفا على الرئيس جمال عبدالناصر، خلال عدة أعوام، قبل أن ينتقل إلى عدة دول عربية وأجنبية أخرى.
ولد البياتي عام 1926، تخرج بشهادة اللغة العربية وآدابها 1950، واشتغل مدرسا من عام 1950-1953، مارس الصحافة عام 1954 مع مجلة الثقافة الجديدة لكنها أغلقت، وفصل عن وظيفته، واعتقل بسبب مواقفه الوطنية.
سافر إلى سورية ثم بيروت ثم القاهرة، وزار الاتحاد السوفيتي ما بين عامي 1959 و1964، واشتغل أستاذًا في جامعة موسكو الحكومية، ثم باحثًا علميًا في معهد شعوب آسيا، وزار معظم أقطار أوروبا الشرقية والغربية. التحق بدار المعلمين عام 1944 ودرس على كبار المعلمين في العراق مثل المؤرخ اللغوي مصطفى جواد والمؤرخ عبد الفتاح السرنجاوي، ومحمد مهدي البصير، وهناك تعرف نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وسليمان العيسى.
وفي سنة 1963 أسقطت عنه الجنسية العراقية، ورجع إلى القاهرة 1964 وأقام فيها إلى عام 1970.
وفي الفترة (1970-1980) أقام الشاعر في إسبانيا، وهذه الفترة يمكن تسميتها المرحلة الإسبانية في شعره، صار وكأنه أحد الأدباء الإسبان البارزين، إذ أصبح معروفا على مستوى رسمي وشعبي واسع، وترجمت دواوينه إلى الإسبانية، بعد حرب الخليج 1991 توجه إلى الأردن وأقام بعمان فترة من الزمن شارك فيها بعدد من الأمسيات والمؤتمرات ثم سافر إلى بغداد، حيث أقام فيه 3 أشهر ثم غادرها إلى دمشق وأقام فيها حتى وفاته عام 1999.
أصدر البياتي مجموعات شعرية عديدة وهي: ملائكة وشياطين (1950م)؛ عيون الكلاب الميتة؛ أباريق مهشمة (1954م)؛ قصائد (1965م)؛ المجد للأطفال والزيتون (1956م)؛ الكتابة على الطين؛ أشعار في المنفى (1957م)؛ الموت في الحياة (1968م)؛ رسالة إلى ناظم حكمت، وغيرها.
بدأ البياتي حياته شاعرًا رومانسيًا حالمًا بالحياة ودنيا الطفولة وعالم المثل. ولكن حقائق الواقع صدمته فاستولى على نفسه السأم وبدأ يبحث عن قوالب جديدة. واتخذ الشعر الحر أسلوبًا جديدًا للتعبير عن قسوة الحياة وعما يعتلج في صدره من أشجان، وهو من رواد هذا الاتجاه في الشعر العربي الحديث.