الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

سيف الدين الحمداني في حوار لـ"البوابة نيوز": هذه تفاصيل مهرجان مسرح الدمى والعرائس بالعراق.. ومهارة المخرج تتميز في حسن توظيف العناصر البصرية والسمعية داخل العرض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«مسرح الدمى بنية تربوية واجتماعية في مواجهة كورونا» بهذا الشعار اتخذه المهرجان الدولى لمسرح الدومى والعرائس، شعارا لدورته الأولى التى عقدت «أون لاين» بالبصرة في العراق على مدى يومين، بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، الذى يجتاح العالم أجمع، وكان الهدف منها هو أهمية الاستغلال الأمثل للأزمات عن تقديم رسائل توعوية وثقافية وفكرية.

يؤثر مسرح الدمى أو العرائس بشكل كبير على الأطفال من خلال أبعاده الاجتماعية، والثقافية، والنفسية، وغيرها، والتى بدورها تشكل انعطاف على الطفل وذلك عن طريق قدراته الذهنية، والفكرية، كما يساهم هذا المسرح في تطوير القدرات التربوية، والتطويرية من خلال الاكتشافات والخيلات بكل الأشياء الموجودة بالحياة ويساهم في بناء الأطفال بناء متكاملا وصحيا.
التقت «البوابة» بالدكتور سيف الدين عبدالودود الحمدانى، رئيس ومؤسس المهرجان، للحديث عن هذه التظاهرة المسرحية، ورؤيته نحو التجربة العراقية في فنون العرائس، وتقنيات الإخراج، وفنون العرائس قديما وحديثا وآفاقها المستقبلية إلى نص الحوار..


■ ماذا عن تجربة الدورة الأولى للمهرجان الدولى لمسرح الدمى والعرائس أون لاين، وكيف تلقيت ردود أفعال الجمهور؟
- في الحقيقة أن كل تجربة رائدة سواء على مستوى مدينة البصرة أو العراق، فهى لها شعبياتها الخاصة وارتقائها وتقدمها، وتعد هذه التجربة من بين التجارب المسرحية الجيدة على مستوى الوطن العربى، وكان لها تفاعل كبير معها من قبل الجمهور منذ انطلاق هذه الدورة، سواء على مستوى الوطن العربى والعالم الخارجى أيضا، فقد شهدت هذه الدورة مشاركة العديد من العروض المتنوعة من مختلف بلدان العالم، بالإضافة إلى الورش الفنية لصناعة دمى العرائس، والقفاز أيضا، وقد حلمت هذه الدورة شعارا بعنوان «مسرح الدمى بنية تربوية واجتماعية في مواجهة كورونا» والهدف منها هو أهمية الاستغلال الأمثل للأزمات عن طريق تقديم الرسائل التوعوية، والثقافية، والفكرية، خاصة في ظل تفشى أزمة كورونا المستجد التى تواجه العالم.
■ ما هى الصعوبات التى واجهت هذه الدورة؟ وكيف تم التعامل معها؟
- كل عمل مسرحى أو مهرجان يواجه العديد من الصعوبات، خاصة عن طريق تناول فكرة جديدة، وكذلك التنظيم، والتعامل مع الآخر، كل ذلك يحتاج لجهد كبير لتلافى أى صعوبات، فعلى سبيل المثال كيف تستطيع إدارة مهرجان من المنزل، وكيفية تكوين جروبات مخصصة لهذه الدورة من المنزل أيضا، وكيفية مخاطبة الفرق المشاركة، والحضور والقائمين على هذا المهرجان وكيف يمكن إقناع الناس من خلال هذه الفكرة الجديدة، أعتقد كل هذه الصعوبات تشكل مجهود شاق، ولكن تم التعامل مع كل هذه الصعوبات بدراسة محكمه ومرونة في التعامل حتى خرجت الدورة بهذا الشكل اللائق والنجاح الكبير.
■ لماذا خصصت معظم عروض الدورة الأولى في تناولها أزمة فيروس كورونا؟
- نظرا لتفشى وباء كورونا المستجد الذى يضرب العالم أجمع، فقد حرصت على تناول هذه الفكرة والتعامل معها من خلال العلاقات الخاصة للقائمين على المهرجان وتطويرها في ظل الظروف المحيطة مع التزام كل المواطنين المنازل، فنحن كمسرحيين وفنانين لنا قدرة كبيرة في التعامل مع الوباء وكيفية التأثير على الآخرين عن طريق تقديم الرسائل التوعوية، والثقافية، والفكرية، وقد حرصنا على تخصيص نصيب الأسد الأكبر لفيروس كورونا. 

■ ما هى المعايير التى تم خلالها اختيار العروض المشاركة؟
- بالفعل هناك معايير خاصة وقد تم إعدادها من قبل اللجنة التنظيمية الخاصة بالمهرجان، وتكون هذه المعايير ذات «مُسحه» كبيرة تعرقل من العامل الشاق، وخاصة في ظل ظروف التزام المنازل وعدم الحركة، وأنت تحتاج إلى بعض الأدوات اللازمة من خارج المنزل وهى غير موجوده.
■ هل هناك نية في تغيير اسم المهرجان وفق اقتراح مصطلح أكاديمى على سبيل المثال "مهرجان البصرة الدولى لفنون العرائس" حسبما جاء ضمن توصيات المهرجان؟
- بصفتي رئيس ومؤسس المهرجان ومن مدينة البصرة بالعراق أفتخر بهذا العرس المسرحي، وأقدر كل الابتكارات والاختصاصات الدقيقة وكذلك الشخصيات المسرحية والأكاديمية، ولكن أعتقد أن إدارة المهرجان كانت موفقه في اختيار عنوانه. 
■ كيف ترى التجربة العراقية في فنون العرائس الآن؟
- هنالك تجارب مسرحية عديدة عمل عليها مجموعة متنوعة من الفنانين على مستوى محافظات العراق، وهذه التجربة أكيد لها خصوصيتها المهمة، وابتكاراتها في رسم عنصر فعال وكبير بين الناس، وقد حققت هذه التجارب المسرحية نجاحا كبيرا في الوطن العربي، والتخصص الدقيق هنا يعتمد على الحرفة والصناعة، هذا يحتاج منا كل الدعم والمساندة سواء ماديا أو معنويا.

■ ما هى القواعد والمعايير الخاصة بمسرح الدمى ذات الخيوط؟
- مسرح الدمى عالم كبير يسوده تخصصات دقيقة جدا من خلال القفاز أو العروسة أو الدمية أو من خلال عناصر ابتكارية جديدة، فعلى سبيل المثال أنه من الممكن إعادة تدوير الأشياء المهملة التى نستطيع من خلالها صناعة دمية جميلة، وكل نوع من هذه الدمى يحتاج إلى عدة مواد، أو حسب شكل الدمية، والشخصية المراد تنفيذها بما يتناسب مع النص، فان الاعجاب بالشخصيات البطولية يترك تأثيرا على سلوك الطفل، وتسهل عوامل الإيهام المسرحى في ايصال المعلومة إلى ذهن الطفل أيضا. 
■ يختلف مسرح الدمى القفازية اختلافا كليا لسهولته ويسره عن نظيره مسرح الدمى ذات الخيوط كيف ترى ذلك؟
- أرى أن مسرح الدمى من المسارح الكبيرة والصعبة، التى تحتاج إلى جهد فنى وفكرى وأدائي، وعرائس القفاز ليست سهلة فهنالك محرك للقفاز يستطيع أن يتحرك في شكل جيد له ومتزن، وهناك محرك آخر أيضا غير جيد للخيوط، وممثل الدمى القفازية يعتمد على الأحاسيس والانفعالات المنبعثة وقت أدائه لهذه الشخصية المقدمة ويحتاج إلى أداء فورى وغير مسجل، على عكس ذات الخيوط. 
■ لماذا تختلف تقنيات الإخراج في مسرح العرائس الاحترافى عنها في مسارح الأطفال الأخرى؟
- منذ تأسيس الفنون المسرحية بداية من الإغريق انطلاقا بالمسارح المختلفة سواء الروماني، والإنجليزي، والعربى وكل المسارح على مستوى العام، فهنالك تقنيات خاصة في الإخراج وهذه التقنية تعتمد على أساسيات مهمة، وطريقة تعامل الدمية مع الزمان والمكان إلى آخره، لذلك تأتى مهارة المخرج في حسن توظيف العناصر السمعية والبصرية التى يتميز بها العرض، فهذه العناصر المستخدمة في ذات الخيوط تختلف عنها في مسرح العرائس اليدوية القفازية والاثنين يختلفان بطبيعة الحال. 

■ تلعب الموسيقى دورا هاما بما تحدثه من تأثيرات بالغة في جمهور المشاهدين ما رأيك في ذلك؟
- هناك تقنيات مهمة لكل عرض مسرحى وهذه التقنيات يستطيع أن يبنيها المخرج المسرحى من خلال النص المسرحى، والفكرة المطروحة، وطريقة التعامل مع أدواته، والأدوات على المسرح مهمة ويجب على المخرج أو المحرك أن يستطيع أن يجد توازن منطقى بين أدواته، فالموسيقى تتشابه كثيرا مع طريقة العرض لبعض الأغانى الاوركسترالية المسجلة بشكل مسبق ومتدرب عليه الممثلون كثيرا سواء يتحريك الدمى أو المنفذين لشريط الكاسيت عند بدء العرض المسرحى.
■ هل يؤثر مسرح العرائس في تنمية شخصية الطفل؟
- بالتأكيد كل الفنون المسرحية بشكل عام لها تأثير كبير على الطفل، خاصة مسرح الدمى أو العرائس له تأثير كبير من خلال الأبعاد المهمة سواء اجتماعية، نفسية، وغيرها، فكل هذه الأبعاد تشكل انعطاف هام للطفل عن طريق تطوير قدراته الذهنية، والفكرية، وكذلك يساهم هذا المسرح في تطوير القدرات التربوية، والتطويرية من خلال الاكتشاف والتخيل بكل الأشياء الموجودة بالحياة. 
■ كيف ترى فنون العرائس قديما وحديثا وآفاقها المستقبلية؟
- تهتم بعض البلدان العربية بهذا الفن، حيث كان توارثا بين الأجداد أو الآباء من خلال الحرفة الفنية منذ تأسيس الدول القديمة، وبسبب هذه التأسيسات أصبح هناك أشخاص استطاعوا الاهتمام بهذا الفن في الوقت الحديث من خلال الاستمرارية والتطور المعرفى والفكرى.