السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

كيف غير ترامب صناعة النشر في الولايات المتحدة؟

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يضع ترامب الاقتصاد على رأس قائمة أولوياته منذ صعوده للبيت الأبيض في عام ٢٠١٦، فمضى بعقلية رجل الأعمال يوفر فرص للعمل، أو زيادة الرواتب، فشهد الاقتصاد انتعاشا ملحوظا قبل أن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن بتفشى فيروس كورونا وما فرضه من إجراءات وقائية ألقت بظلالها على الأوضاع الاقتصادية.. قطاع النشر وصناعة الكتاب كان أيضا من القطاعات التى تمكن ترامب من تغيير خريطتها بشكل مباشر واخر غير مباشر، صحيفة «ذا ايكومونست» نشرت تقرير حول هذا التغيير.

لقد كان أمرا شديد الغرابة، ومن الصعب تصديقه أن يباع كتاب واحد عن رجل الأعمال ورئيس الولايات المتحدة الحالى «دونالد ترامب». عندما سعى الصحفى الاستقصائى ديفيد كاى جونستون إلى نشر سيرة ذاتية عن ترامب وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان الأخير رغبته في الترشح عن الحزب الجمهورى في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠١٦. ويقول كاى، في عام ٢٠١٥ أبلغت ناشرتى برغبتى في كتابة سيرة ذاتية لهذا الرئاسى، ولكنها رفضت ذلك إذ كانوا الناشرين يستبعدون وصول «ترامب» إلى الانتخابات النهائية لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية. 

وعندما وصل ترامب للمراحل النهائية نشر جونسون كتابين الأول «كواليس دونالد ترامب» و«وواشنطن بوست كشفت ترامب» وتصدر كلاهما قوائم الكتب الأكثر مبيعًا بعد ذلك.

ومع فوز ترامب على مرشحة الحزب الديمقراطى هيلارى كليتنون، صدر عدد كبير من الكتب التى تتناول ترامب وحياته، وتوقعات لفترة رئاسته، فغرق السوق الأمريكى بهذه العناوين التى اختلف الناشرون حول جودتها، ولكنها حققت نجاحات جماهيرية ولاقت قبولا، فالجميع يكره ترامب ولكنهم لا يستطعون التوقف عن القراءة عنه.. 
وكان آخر هذه العناوين الكتابين الذين صدروا في الشهر الجارى: «الغرفة التى حدث فيها ذلك» للمستشار السابق للرئيس ترامب جون بولتون، وكتاب «كثير جدا وغير كاف: كيف صنعت عائلتى أخطر رجل في العالم» من تأليف مارى ترامب ابنة شقيق ترامب الأكبر. وحسب تعليقات النقاد تعطى هذه الكتب صورة عن ترامب بأنه: «أحمق مجنون غير كفؤ وغير قادر بشكل أساسى على إدارة البلاد. بعبارة أخرى، تكشف هذه الأحاديث بشكل أو بآخر أن الرئيس الذى يظهر أمامنا على مدى الساعة هو نفس الشخص الذى يقف وراء الكواليس - مع بعض الاستثناءات المبهجة».

باع كتاب بولتون ٧٨٠ ألف نسخة في أسبوعه الأول، فيما وصلت مبيعات الكتاب الثانى ٩٥٠،٠٠٠ في يومه الأول، وهو رقم قياسى حسب تصريحات الناشرين في الولايات المتحدة.

مع تحقيق هذه المبيعات العالية يتولد لدى الناشرين يوما بعد يوما شعورا بأنه هذا الاتجاه الجديد في الصناعة لن يزول ولن ينتهى. فترامب يعيد تشكيل صناعة النشر الأمريكي، تمامًا كما يعيد تشكيل الحياة السياسية الأمريكية. كما يشير الناشرين إلى تأثير هذا الاستقطاب على المجتمع وصناعة النشر والثقافة بصورتها الأوسع في السنوات المقبلة. رئيس الدعاية بأحد دور النشر نيكولاس لاتيمر، يكشف تأثير هذه العناوين على الصناعة فيقول «ليس لدينا أى كتب عن دونالد ولكننى أتمنى لو فعلنا ذلك، لكننى سعيد لأننا لم نفعل ذلك أيضا».
كريستين ماكلين أحد المديرين التنفيذيرين لدور النشر الأجنبية تقول إن ارتفاعات وزيادة أعداد الكتب التى تتعلق بالعلوم السياسية والتاريخ والسير الذتية زادت بنسبة ملحوظة منذ عام ٢٠٠٤، إلا أن عام ٢٠١٦ كان بمثابة نقطة تحول في هذه المبيعات.
وتضيف:»في مجال العلوم السياسية، شهدنا مستوى عالٍ من الارتباط بهذه الكتب منذ بداية إدارة ترامب، يف حين أن كل إدارة لديها كتب تم كتابتها عن دوائر انتخابية مختلفة، إلا أننا رأينا زيادة قوية جدًا في عدد الكتب التى تمت كتابتها، على اليمين واليسار، منذ عام ٢٠١٦. بشكل عام، أعتقد أن الاستقطاب الحالى الثقافة تقود الكثير من مبيعات الكتب من جميع الجهات».

فحسب إحصائيات دور النشر شهدت الكتب التى ألفها ترامب زيادة في المبيعات كما باعت كتب كلينتون منافسه الأبرز، أيضا نسخ كثيرة 
وبرغم الاختلاف حول مستوى الكتب التى تتناول شخصية ترامب ومدى صدقها ينظر الناشرون نظرة أخرى حول هذه الأعمال إذ يعتقدون أن المبيعات الضخمة التى وفرتها هذه الكتب ربما ستعود بالنفع على أعمال أخرى، تصدرها دور النشر فتتيح فرص أكبر لأعمال أخرى.

ويتوقع أن تشهد هذه الكتب زيادة في أعدادها حال خروج ترامب من البيت الأبيض في يناير المقبل، إذ ربما تنكشف الكثير من الأسرار حول هذه الفترة من لاعبين أخرين في الوسط السياسى.
وعلى عكس ما تم نشره خلال سنوات توليه الحكم، يتوقع الناشرون أن تتميز كتب ما بعد مرحلة ترامب بدقة التحليل والموضوعية والعمق في معالجة الأمور وتقييمها.