الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبدالرحمن بدوي.. مؤلف "شطحات صوفية"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قبل الخامس والعشرين من شهر يوليو لعام 2002 بقرابة أربعة أشهر أصيب الدكتور عبدالرحمن بدوي بوعكة صحية وإغماء في أحد شوارع باريس ليجري بعدها تواصل مع السفارة المصرية بشأن فيلسوف مصري يطلب المساعدة، ليعود إلى بلاده.
بدوي، الذي رحل في مثل هذا اليوم، يعد أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، إذ شملت أعماله أكثر من 150 كتابا تتوزع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.
كتب بدوى عددا ضخما من المؤلفات مثل: الأخلاق، الأخلاق عند كانت، أفلاطون في الإسلام، الإنسان الكامل، الإشارات الإلهية، شطحات الصوفية، تاريخ الإلحاد في الإسلام، الفلسفة الوجودية، منطق أرسطو، مناهج البحث العلمي.. وغير ذلك كثير.
وضمن القضايا التى عرض لها "بدوي" ظاهرة الشطح عند الصوفية خلال كتابه "شطحات الصوفية"، حيث يرى أن الصوفي يكون قد فُض له عن السر الأكبر، فلم يقو على حمل هذه الأمانة العظمى في باطنة، ففاض لسانه بالترجمة عنها حتى يكون في هذا تصريف لما انطوت عليه من شحنة هائلة، وتلك ظاهرة الشطح.
تطرق "بدوي" لتعريف الشطح عند أبي نصر السراج مؤلف كتاب "اللمع في التصوف": الشطح هو كلام يترجمه اللسان عن وجد يفيض عن معدنه مقرون بالدعوى.. وهو عبارة مستغربة في وصف وجدٍ فاض بقوته، وهاج بشدة غليانه وغلبته".
ويتابع أن الشطح إذن تعبير عما تشعر به النفس حينما تصبح لأول مرة في حضرة الألوهية؛ ويأتي نتيجة وجد عنيف لا يستطيع صاحبه كتمانه فينطلق بالإفصاح عنه لسانه، وفيه يتبين هذه الهوية الجوهرية فيما بين العبد الواصل والمعبود الموصول إليه، فيتحدث على لسان الحق، ومن هنا ينتقل الخطاب إلى صيغة المتكلم بعد أن كان في حالة المناجاة بصيغة المخاطب وفي حال الذكر بصيغة الغائب.
ويوضح المفكر الراحل العناصر الضرورية لوجود ظاهرة الشطح: فيقول إنها ظاهرة تتطلب أولا، شدة الوجود، وثانيا، أن تكون التجربة تجربة اتحاد وثالثا، أن يكون الصوفي في حال سكر، ورابعا، أن يسمع في داخل نفسه هاتفا إلهيا يدعوه للاتحاد، وخامسا، أن يتم كل هذا والصوفي في حال من عدم الشعور.