الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

وزير الأوقاف: حق الجوار يتعدى الأفراد ليشمل الدول أيضا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال  الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن حق الجوار حق أصيل في الإسلام، حيث يقول الحق سبحانه: " وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا ".
وتابع جمعة في حديثه الأسبوعي تحت عنوان " حديث الجمعة": قد سأل رجل رسول صلى الله عليه وسلم أن يدله على عمل يدخله الجنة، فقال له النبي:" كُن مُحْسِنًا " قال: وكيف أعرف أني محسن ؟ فقال: " سَلْ جِيرَانَكَ، فَإِنْ قَالُوا: إِنَّكَ مُحْسِنٌ فَأَنْتَ مُحْسِنٌ، وَإِنَّ قَالُوا: إِنَّكَ مُسِيءٌ فَأَنْتَ مُسِيءٌ "، وكانت العرب قديمًا تعرف حق الجيران، وفي أمثالهم: "جارٌ كجار أبي دؤاد"، وكان هذا الرجل من خيرة الجيران لجيرانه، كان إذا مات أحد جيرانه وداه أي: دفع لأهله ما يعادل دية رجل، وإذا فُقد لجاره شيء أخلفه عليه من ماله.
وأشار إلى أنه عندما جاء بعض الناس إلى رسول الله وذكروا له امرأة صوّامة قوّامة، تصوم النهار وتقوم الليل إلا أنها تؤذي جيرانها بلسانها، قال: " هِيَ في النَّارِ "، وقال صلى الله عليه وسلم: "خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ الله خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ"، وقال النبي: " مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".
ويقول نبينا: "مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلَا يُؤْذِ جَارَهُ "، ويقول أيضًا: "وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لا يُؤْمِنُ"، قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ: "الَّذِي لا يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ "، أي الذي لا يأمن جاره شره.
ولفت إلى أنه من حق الجار أنه إذا مرض عدته، وإن أصابه خير هنأته، وإن أصابته مصيبة عزيته، وإن استعان بك أعنته، وإذا استغاث بك أغثته، وأن تكُفَّ عنه الشر لا أن تؤذيه أنت بأي لون من ألوان الشر قولا أو فعلًا، مع ضرورة مراعاة أعلى درجات المروءة معه، وقد جعل سيدنا عمر بن الخطاب شهادة الجار لجاره أو عليه من أعلى درجات التزكية أو الجرح ؛ لأن الإنسان وإن خدع بعض الناس بعض الوقت فإنه لا يمكن أن يخدع جيرانه كل الوقت.
وأكمل: كان أبو الدرداء يقول لزوجه: إذا طهيتِ طعامًا فأكثري المرق حتى نرسل لجيراننا منه، وكان عبد الله بن عمر بن الخطاب إذا ذبح شاة قال: أرسلوا لجارنا اليهودي منها، حيث إن النبي قد أوصانا بحسن الجوار على إطلاقه، ومعاملة جميع الجيران بما يستوجبه حق الجوار.
وشدد الوزير على أن الذي نؤكد عليه أن حق الجوار ليس حقًّا للأفراد فحسب، إنما هو حق للدول أيضًا، فكما أن للجوار الفردي حقًا فإن لجوار الدول حقوقًا، من أهمها حفظ الحدود، وحفظ العهود والمواثيق والاتفاقيات، وألا يؤتى جارك من قِبلك، وأن تغيثه إذا استغاث بك، وهو ما تقوم به الدولة المصرية في تعاملها مع سائر جيرانها، ولا سيما الأشقاء الليبيين الذين لهم أكثر من حق، فحقهم لا يقف عند حدود الجوار إنما يتجاوزه إلى حقوق كثيرة يعرفها القاصي والداني.