اسم الشهرة أوبرا
والمهنة إنسان
مشروع لمهندس
نار قايدة حماس
بروح من ماس
صبر وإحساس
مفهوش فتفوتت أنانية
نفسه غنية
وصافى النية
جدعنته تساع البشرية
استوقفنى اختبار الفقد فى مشوار هذا الشاب الصغير، تخيلت النتوءات التى أحدثتها الأيام فى قلبه الصغير، عواصف من الموت متتالية هبت على ذاك العود الأخضر كانت كفيلة أن تخلعه من جذوره وترميه فى مهب الرياح يخطفه الفشل واليأس، لكن الله كان وما زال حاضرا.. وما دام الله يرعى فلا خوف مهما كانت الأسباب.. الله وحده هو من يدبر ويقدر ويشد العضد.. وهنا فى هذه القصة تتجلى رعاية الله.
أم رحمة الله عليها تنفصل وفى حشاها جنين يتكون فى شهره الثالث، يولد فى غير فرشته ويفقد لسانه قبل النطق أفضل لفظ بعد كلمة رب.
أم تنهمك فى وظيفتها كمدرسة وجدة تفتح ذراعيها وتفرش حجرها لصغير يحبو، يجدها الملاذ والملجأ والشجرة التى ينمو فى ظلها.
تهدهده بآيات الصبر وعبارات التفاؤل.. بين صبر والدته وحنان جدته يكبر رويدا رويدا حتى يتخطى المرحلة الابتدائية ويتعرض لابتلاء آخر أصعب ما يكون يفقد معه اللفظ الأهم أمي، تلك التى قررت الانسحاب من الحياة ومحمد فى الصف الأول الإعدادي، ومع ذلك جدة بقدر الحاجة فاطمة وحنانها وإيمانها تستطيع بربتة أن ترمم الجروح وتنشر الطمأنينة وتشد العزم.. ولا عجب أن يكون الولد الذى يتحرك بين ثنايا روح جدته من المتفوقين فى الدراسة، فى دار مثل تلك الدار لا مجال للانكسار مادامت أصابع الكف فى موضعها الصحيح، إبهامها يعرف دوره وصغيرها يعرف واجبه.
يقول المهندس محمد: «مثلى الأعلى كان عثمان أحمد عثمان، وكنت أتمنى أن أفتح شركة مقاولات، وأحب أقرأ قصص رجال الأعمال الناجحة، وحلمى كان دايما قدامي».
ثم.. وآه من ثم هذه إذا كانت تحمل فى طياتها ألما آخر.. ألما يصعب تحمله.. ألما مباغتا فى توقيت قاتل.
قبل امتحانات الثانوية بشهرين تفارقه الجدة تاركة خلفها كثيرا من الحكايات والذكريات.. نوبة من عدم الاتزان تطال قلب الصبي، لكن العود كان قد اشتد وثبت ورسخ فى الأرض وتدرب جيدا بالقفز على الأحزان.. ورأى أن من واجبه إرسال الرحمات لأمه وجدته بتفوقه.
وكانت رسالته الأولى لهما النجاح والدخول كلية الهندسة ليبدأ محمد ملحمة جديدة يسطرها بخبرة طويلة صنعتها النكبات لن يحدث فيها أمر مما حدث فقد تجرع الفتى المر كله فى رحلة عمره القصيرة ولم ينكسر.
وطب نفسًا إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلة الليالى
فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلًا على الأهوالِ جلدًا
وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
الحلوة بلادي.. انتظرونا وحكاية جديدة
