الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خبراء اقتصاد: إصلاحات «ناصر» وانحيازه للعامل والفلاح جعلت منه شخصية لن تتكرر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لثورة يوليو ١٩٥٢، إنجازات اقتصادية تحققت في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، والتى كانت سببًا لوصف الكثير له بأن شخصيته لم تتكرر.
وفى هذا الصدد قال الدكتور جمال فهمى الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن ثورة ٢٣ يوليو ترتبط بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، مشيرا إلى أن عبدالناصر دخل قلوب المصريين بشتى طوائفهم وتوجهاتهم، وتسبب في هذا الظروف السيئة المتمثلة في تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية الداخلية التى كانت تقبع خلفها البلاد خلال حكم الملك فاروق، وما قبله حين كان الإنجليز يحتلون مصر، وجاء عبدالناصر ليكون بمثابة المُخلّص للشارع المصرى من السياسات الديكتاتورية التى أعاد صياغتها من خلال أفكار الثورة التى قام بها بجانب الضباط الأحرار ممن شاركوا في الثروة على الحكم الملكى الذى كان يحقق أهداف ورغبات الاستعمار البريطانى قائلا "شخصية مثل عبدالناصر لا تتكرر".
وأضاف: طبيعة المرحلة التى مرت بها البلاد بجانب كاريزما جمال عبدالناصر تجعل هناك صعوبة في تكرار مثل هذا الرجل مرة أخرى بعدما تحول إلى زعيم وقائد لكل العرب وليس للمصريين فحسب، لافتًا إلى أن من أهم أدوار عبدالناصر هو تخلصه من التبعية الخارجية والاتجاه بمصر نحو الاستقلال الوطنى والاعتماد على النفس، فنجده يقوم بتأميم قناة السويس، ونجده يفعل مبدأ القومية والوحدة العربية، هذا بجانب قيامه بالنهضة الصناعية التى تمثلت في بناء ١٢٠٠ مصنع. قال طلال شكر، القيادى العمالى ونائب رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات، إن جمال عبدالناصر اهتم بالعمال والفلاحين بصفة خاصة بعد أن كانوا يحصلون على أجور متدنية لافتًا إلى أنه في عصره تم تفعيل نظام يعمل على منع الفصل التعسفى خلال العمل، حيث كان هناك اهتمام بالعمال، ولهذا كانت الأجور مجزية إلى حد ما مقارنة بالوقت الحاضر.
ولفت شكر إلى أنه ظهر اهتمام عبدالناصر بالعمال إيمانا منه في أن الإنتاج يتحقق من خلالهم، ومن خلال رفع الظلم الاجتماعي الذى عانوا من وطأته على مدى عقود عديدة تكالبت فيها النظم السياسية الفاسدة بجانب الاستعمار الذى ضرب البلاد، وهو ما جعل الثورة تتجه إلى توزيع الأراضى الزراعية على الفلاحين وإقرار قوانين الإصلاح الزراعي.
ولفت إلى أن آثار التنمية الصناعية التى تحققت خلال عهد عبدالناصر تتمثل في قطاع كبير من المشروعات المنتجة على غرار مصانع الحديد والصلب والكيماويات وصناعة الغزل والنسيج، وكانت التنمية تتم وفق خطط تنموية شاملة مثل الخطة الخمسية والعشرية، بجانب أنه كان هناك اهتمام بعمل تدريب للعمالة على حد قوله.
وأشار إلى أن أبرز مكتسبات ثورة ٢٣ يوليو أنها أثبتت أن مصر قادرة على الاعتماد على نفسها والابتعاد عن الإغراق المالى لمصر والاستدانة من الدول الأخرى، ومن صندوق النقد الدولي، فمصر استطاعت التخطيط والتنمية بصورة إيجابية فقامت مصر بوضع خطط خمسية أولى وثانية من أجل تحقيق تلك الأهداف بالفعل مشيرًا إلى أنه لولا عدوان ١٩٦٧ لكانت مصر الآن قد دخلت في مجال الصناعات الثقيلة، لافتًا إلى أن أهم الدروس المستفادة هو أن الثروة أثبتت أنه لا يوجد مستحيل. وقال الدكتور زكريا الحداد، أستاذ الهندسة الزراعية والنظم بكلية الزراعة بجامعة بنها، إن هناك الكثير من المكاسب التى شهدها قطاع الزراعة عقب ثورة يوليو، وهو ما تجلى في نهضة زراعية شاملة فزرعت مصر منذ بداية الثورة حتى أوائل السبعينيات ما وصل إلى مليون ونصف فدان وهى مساحة كبيرة جدًا مقارنة بتلك الفترة الضئيلة، لافتًا إلى أنه كانت الدولة تهتم بشكل كبير من المحاصيل الإستراتيجية خاصة القمح والقطن والأرز أيضًا. وأضاف الحداد أن الدولة اهتمت بالفلاحين فأصدرت قانون الإصلاح الزراعى الأشهر، وبموجبه حصل آلاف الفلاحين على حقوق تملك الأراضى الزراعية، وهو ما شجعهم بصورة كبيرة في الزراعة، كما أن الدولة اهتمت بالفلاحين بصورة كبيرة على الصعيد الإدارى والتعاونى بما يعزز من القدرة على الإنتاج فدخلت الميكنة الزراعية على أساس علمى لأول مرة في مصر، وعرف الفلاحون لأول مرة آلات الحرث والحصاد ووسائل الزراعة الحديثة، مضيفًا أنه ما كان يميز الزراعة في تلك الفترة هو أنه كان هناك تعاون بين الدولة والفلاحين ومعاملتهم معاملة آدمية، فكان الفلاح ينتظر حصاد محصول القطن أو القمح أو الأرز لكى يربح منه ما يكفيه للحياة الكريمة، ويزوج أبناءه بالأرباح التى تأتيه من حصاد المحصول الواحد.