الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

باحث أثري يتحدث عن دور نهر النيل في حياة المصريين القدماء كمعبود ورمز للخصوبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الباحث الأثري أحمد عامر إن نهر النيل هو أطول أنهار الكرة الأرضية، ويقع في الجزء الشمال الشرقي من قارة أفريقيا، ويجتمع نهر النيل في عاصمة السودان مدينة الخرطوم، ويتكون من فرعيين رئيسين يقومان بتغذيته وهما النيل الأبيض في شرق القارة، والنيل الأزرق في إثيوبيا، أما عن تسمية نهر النيل فقد جاءت من الاسم اليوناني "نيلوس"، وعنهم انتقل هذا الإسم إلى مختلف اللغات، ولا نعرف أصل هذه الكلمة، وإن كان البعض يرجعها إلى أصل فينيقي، ولكن "ديودور الصقلي" يقول إن النهر كان يُدعي من قبل "أيجيبتوس" ثم أطلق عليه إسم "النيل" تخليدًا لذكري ملك يُسمي "نيلوس" اعتلى العرش بعد الملك "ريمفس"، وأن "نيلوس" هذا من قام بحفر الترع والقنوات التي أفادت البلاد كثيرًا فأطلقوا عليه اسم النهر، وعندما فتح العرب مصر ظلوا يستعملون لفظ "النيل" ولم ينكروا أصله اليوناني، كذلك سموه "الفيض" نسبة لفيضانه.

وتابع "عامر" أن المصريين القدماء قد اهتدوا إلى التقويم النيلي قبل التقويم الشمسي، ويبدأ ببداية وصول الفيضان إلى منطقة بعينها ذات أهمية سياسية أو دينية، وقد قسم المصريون القدماء السنه إلى 365 يوم، وإثني عشر شهر، وثلاثة فصول هي "الآخت" وهو الفيضان، و"البرت" هو بذر البذور، و"شمو" وهو فصل الحصاد، وقد أمد النيل المصريين مع وجود القنوات والترع والمستنقعات والبحيرات بأنواع عديدة من الطعام، وكانت الأسماك على وجه الخصوص مصدرًا هامًا للتغذية، وكانت تنظف وتملح من أجل حفظها لفترات طويلة، كما إستخدمت المراكب أوالقوارب في صيد الأسماك سواء كانت بالشباك أو الرماح أو السلال المخروطية، وعلي أقدم قوائم الملوك حجر بالرمو، نجد مع ذكر أسماء الملوك نوعًا من الترتيب التاريخي للأحداث السياسية المهمة التي وقعت أثناء فترة حكم كل منهم للبلاد، مع ذكر الحدث الهام في كل عام ألا وهو تسجيل ارتفاع منسوب الفيضان، وقد أدرك أهمية ماء النهر هو عماد حياته منذ أقدم العصور، فجهد أن تهذيب النهر وشق الترع، ونراه منذ أقدم العصور يخترع الشادوف، والساقية.
وأشار إلى أن البطالمة كانوا يهتمون بشئون الإدارة الداخلية لمصر، وجمع الضرائب، ولما كان مستوى الفيضان السنوي للنيل له تأثير على أنواع المحاصيل الزراعية في مصر، كانت الضرائب تقدر على أساس مستوى فيضان المياه، وكانت أداة القياس في البداية آداة محمولة تسمي مقياس النيل، وكانت عبارة عن عصا مُدرجة من البوص توضع طوليًا في مجري النيل لقياس مستوى الفيضان، وقد أُطلق على نهر النيل إسم "إيتورو عا"، وقد قدس المصريون القدماء نهر النيل وأطلقوا عليه إسم "حعبي"، وكان يتخذ صورة رجل ذو جسم ممتلئ له بطن كبيرة وثديان كبيران تنبثق المياه من حلمتيهما رمزًا للخصوبة والعطاء لأرض مصر الطيبة، ويطلي باللون الإسود أو الأزرق كرمز للخصوبة، وكان "حابي" يصور حاملًا زهورًا ودواجن وأسماكًا وخضروات وفاكهة، إلى جانب سفعة نخيل رمزًا للسنين، وكان يُصور أحيانًا حاملًا على رأسه زهرة اللوتس ونبات البردي، ومن أرباب النيل أيضًا "سوبك" الرب التمساح، وكان رب الفيضان والخلق هو "خنوم" برأس الكبش، وكانت "حكت" الربة الضفدع هي ربه المياه، وقد حرص على تلويث مياه النيل حيث ذكرت النصوص "إن من يلوث ماء النيل سوف يصيبه غضب الآلهه"، ومن أشهر المقولات المنقوشة على جدران مقياس معبد "حورس" بإدفو "إذا إنخفض منسوب النهر، فليهرع كل جنود الفرعون ولا يعودون إلا بعد تحرير النيل مما يقيد جريانه".