الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

جرائم الصغار.. كواليس مقتل صاحبة الـ3 سنوات على يد طفلة بأوسيم.. الفتاة نفذت الجريمة تقليدا لأفلام "يوتيوب".. والنيابة تسلم المتهمة إلى عمتها لإعادة تأهيلها

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مدخل عقار قديم، ورغم ضوء النهار بالشارع، إلا أن الظلام لا يفارق المدخل، ليصبح مسرحًا لجريمة هزت المنطقة، حينما تم العثور بداخله على جثة طفلة لم تتعد الـ 3 سنوات، ريتاج، طفلة أوسيم، مشنوقة في حبل معلق في حديد موتور المياه.
15 دقيقة، كانت كافية لمنفذ الجريمة، حتى يخطف البراءة، ويشنقها في الحبل، ثم يهرب، ولكن ليس هناك شيئًا أغرب من سرعة تنفيذ الجريمة سوى مرتكبها نفسه، فالمتهم ليس شخصًا بالغًا، وليس سيدة أو عجوز، المتهم طفلة 12 عامًا، خططت، راقبت، نفذت، وهربت، كل ذلك كشفته كاميرات المراقبة بالمكان، جريمة تركت أثرًا حزينا في كل من سمع عنها أو كان شاهدًا على كواليسها.
الكثير حولها، أقاربها، جيرانها، الجميع يحاول تهدئتها، ولكنها لا تهدأ، النار تزداد اشتعالًا، منظر شنق طفلتها في الحبل لا يغيب عن ذهنها، تارة تسكت، وتارة تسرح بخيالها في ذكرياتها مع جميلتها الصغيرة، ثم لا تلبس أن تفيق على صدمة أن الجميلة الصغيرة قد رحلت، لتصرخ أم الضحية: " يا ريتاج، سبتيني ليه، ايه ذنبك عشان تموتى بالطريقة دى وتروحى".
ومازالت الأم لا تصدق أن صاحبة الـ 3 سنوات قد ماتت، قد تم شنقها دون ذنب، تسرح بذهنها نحو ما حدث في ذلك الصباح، حينما كانت الأم تمشي بطفلتها في سوق شارع الجمعية الزراعية ببشتيل، وأثناء وقوفها بداخل محل العصائر، وبجوارها طفلتها الصغيرة، التى تطلب منها وبإلحاح أن تشترى لها " فلافل"، لتجيبها الأم بأنها سوف تشترى لها ما تريد، ثم يتجهان من محل العصير إلى فرن الخبر، وبمجرد وصول الأم إلى الفرن، وشرائها الخبر، تنظر حولها، لا تجد الطفلة.
الأم تصرخ على ابنتها، الناس يسألونها عن صراخها، لتخبرهم بأن طفلتها اختفت من جوارها، الجميع يبحث عنها، تجري الأم صوب الشارع الذى تسكن به عائدة مرة أخرى.
تجرى، ثم لا يلبس قلبها أن يخبرها بأن الأمر ليس عاديًا، ريتاج ليست بخير، 15 دقيقة على إختفاء الملاك الصغير، وانتهى كل شىء، لقد تمت الجريمة بنجاح.
بأبشع طريقة ماتت الطفلة ريتاج، معلقة في حبل من رقبتها في مدخل العقار، في المكان المظلم، المكان الذى تسلل اليه شيطان، أقنع طفلة 12 عامًا أن تقتل طفلة 3 سنوات بتلك الصورة، لدافع شيطانى، وهو تقليد مشاهد العنف التى تشاهدها الطفلة مرتكبة الجريمة على موقع "يوتيوب".
تقول الأم ودموع عينيها لم تتوقف: "مفيش مشكلات بيني وبين حد، أنا سيدة بسيطة وغلبانة"، وباتت قصة ريتاج حديث الجميع، عاشت بينهم 3 سنوات، ورحلت فجأة.
وكانت نيابة أوسيم، برئاسة المستشار محمد هانى، قررت تسليم طفلة تبلغ من العمر 12 عاما، قتلت أخرى تبلغ من العمر 3 سنوات، شنقًا، محاكاة لأفلام اليوتيوب، إلى عمتها، بناءً على التماس من المجلس الأعلى للامومة والطفولة؛ وذلك لإعادة تأهيلها نفسيًا.
وكان بلاغ ورد لمركز شرطة أوسيم بالعثور على جثة طفلة مشنوقة داخل منور عقار، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات مشنوقة بسلك كهربائي في قفص حديدي خاص بموتور المياه.
وبفحص كاميرات المراقبة تبين أن طفلة أخرى تبلغ من العمر 12 عاما اصطحبتها خلسة أثناء وقوفها بجانب والدتها أمام محل عصير، إلى داخل منزل.
وبعمل التحريات تبين أن الطفلة المتهمة مقيمة رفقة عمتها منذ ٩ سنوات نتيجة انفصال والديها، وتم ضبط الطفلة وبسؤالها تبين أنها كانت تحاول إجراء مشهد تمثيلى شاهدته عبر اليوتيوب، من خلال الهاتف المحمول حيث تعلمت طريقة عقدة المشنقة من خلال تلك المقاطع، وتبين أنها كانت تقوم بالبحث الصوتى عن طريقة خطف الأطفال وقتلهم، وحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.