الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الدبلوماسي الجيبوتي محمود راشد لـ"البوابة نيوز": السيسي أعاد مصر إلى أفريقيا.. لا بد من تكتل اقتصادي ضخم في القارة السمراء.. أزمة سد النهضة ستحل قريبا..الوجود الإسرائيلي مبالغ فيه

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أزمات متلاحقة منذ 2011، أصابت الوطن العربى، أثرت عليه سلبا، في ظل هذه الأوضاع تسعى دول إلى الهيمنة على الدول العربية، بمحاولات استعمارية كما حدث في سوريا وليبيا من قبل النظام التركى، وأيضا محاولات كثيرة من قبل تحالف قوى الشر "إيران وتركيا وقطر"، للسيطرة على أفريقيا القارة السمراء لتنفيذ مخططاتهم.

"البوابة نيوز"، حاورت الدبلوماسى الجيبوتى محمود راشد غالب، سفير جيبوتى السابق، ومبعوث جامعة الدول العربية لحل أزمات دارفور وجزر القمر، ومدير إدارة التعاون العربى الأفريقي السابق بجامعة الدول العربية، لمناقشته في العديد من القضايا التى تخص أفريقيا والوطن العربى.

نص الحوار:


ما تقييمك لدور مصر الآن على المستوى العربى والأفريقي بعد مرور 7 سنوات على ثورة 30 يونيو؟

كان الله في عون الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى جاء في فترة عصيبة، شهدت انكماشا للدور العربى في العالم، المصاب بالكثير من الأزمات العالمية، أيضا اشتداد المؤامرات التاريخية ضد مصر، بعد إدارتها من قبل حكم وطنى خالص عقب ثورة يونيو 2013، وهذا ما يزعج المتآمرين على هذا البلد الأمين، ويريدون أن يجعلوها دائما في المشكلات والأزمات حتى لا تلحق بركب التطور والتنمية والوصول إلى مصاف الدول الكبرى اقتصايا وسياسيا الذى كانت هى جزء منه لا يتجزأ.

السنوات الأخيرة قبل وصول السيسي، تراكمت أخطاء كثيرة فيها وشهدت توتر في العلاقات بين مصر، وبعض الدول العربية والأفريقية، نتيجة سياسات خاطئة اتبعتها الأنظمة السابقة، وهذا إرث ثقيل لا يتحمله أحد، إلا أن السيسي نجح بشكل كبير في السيطرة على هذه الأزمات.

 30 يونيو أعادت الدولة الوطنية لمصر، بعد محاولة القضاء على مسيرة هذا البلد، في تقدمها وريادتها في الكثير من المجالات، لكن هذه الثورة أخرجتها من هذا النفق المظلم، على يد الرئيس السيسي الذى تصدى لهذه المؤامرة، وأخرج مصر من براثن هذه المؤامرات، والآن نشهد مسيرة من البناء والعطاء في كل المجالات، خاصة في العلاقات الخارجية والملفات المهمة، التى يتعامل فيها بحكمة ونظرة حريصة على مستقبل مصر والأجيال القادمة، وتحقيق مصلحة المواطن البسيط.

 والرئيس السيسي بدأ خطواته بعودة مسيرة القاهرة إلى أفريقيا، بحماس شديد، بمؤتمرات الشباب والزيارات التى أجراها والمبادرات القوية للقضاء على النزاعات المسلحة والإرهاب، وأيضا خلال رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، الجميع أجمع أنها كانت مميزة للغاية، وهذه من المرات القليلة، التى كان يضع رئيس مصر، المبادرات والخطط التى تحقق المصالح المشتركة لدول القارة السمراء، وهذا صوب أخطاء الأنظمة المصرية السابقة، وحقق مقولة المفكر المصرى، جمال حمدان: "إن قوة مصر في محيطها الطبيعى العربى والأفريقي والإسلامى". 

الرئيس السيسي أصبح لديه شعبية كبيرة، بين شعوب أفريقيا، والكثير منهم حدثونى أنه رجل له بعد إنسانى كبير، خاصة فيما يفعله مع اللاجئون الأفارقة، الذين يعيشون كمواطنين في مصر، وليس في مخيمات كما تفعل العديد من الدول الكبرى، أو من يرفعون شعارات حقوق الإنسان ويتاجرون باللاجئين.


بم تصف الدور الذى تقوم به دول إيران وتركيا وقطر في الوطن العربى؟

هؤلاء "تكتل الشر" يحمل العداء لكل ما هو عربى، ويسعى إلى ضرب العروبة، وليس هذا الأمر بجديد، لكن في الوقت الحالى أصبحوا أكثر شراسة وعنفا وتدميرا في المنطقة العربية، خاصة بعدما أنهكها ما حدث في العديد من دولها مطلع 2011، فهم يستغلون حالة الضعف لتنفيذ مخططاتهم التوسعية والاستعمارية.

وأنا على يقين أن مصر ستسيطر على كل ما يحاك ضد الوطن العربى، وستقضى على "تكتل الشر"، فالقاهرة دائما أقوى من المؤامرات بتلاحم شعبها وجيشها، وهذا هو قدرها خاصة لما تملكه من موقع جغرافى ودور سياسى كبير في المنطقة.

يجب رفع هيمنة قوى الشر "إيران- تركيا- قطر"، من على بعض الدول الأفريقية، خاصة في المجالات الاقتصادية، التى تركتها مصر وجعلت هؤلاء يتغلغلون هناك، على الرغم إن المصريين هم الأقرب إلى قلوب الأفارقة منذ عهد الرئيس الراحل عبد الناصر، الذى صنع رصيدا كبيرا لمصر، فمعظم الحكام والمسئولين الأفارقة، تربوا على ما فعله هذا الزعيم الكبير لبلادهم، التى تعتبر المجال الحيوى للقاهرة.

 هل ترى أن الوجود المصرى مرحب به في أفريقيا؟

طبعا.. الوجود المصرى لا يفرض شروطا أو يتدخل في شئون الدول الداخلية، ويراعى تحقيق المصالح المشتركة، لذلك هو مرحب به عكس القوى الأخرى التى تفرض شروطا وهيمنة على الدول بما يتفق مع تحقيق مصالها أو أخذها رأس حربة لتحقيق مؤامراتها.

ما الذى يفعله "تكتل الشر" في أفريقيا؟

يسعى إلى الهيمنة الاقتصادية على الدول الأفريقية، للوصول إلى السيطرة السياسية على قراراتها، مستغلا الأزمات والاحتياجات الأساسية، التى تعانى منها العديد من الدول الأفريقية، لكن يجب أن نعلم أن الافارقة يرفضون هذا الدور، فيما يتعلق بشئونهم الداخلية، رغم حاجتهم الماسة إلى الدعم الاقتصادى، وخير دليل على ذلك مقاطعة الدول الأفريقية للعلاقات السياسية مع إسرائيل، في عام 1967، دعما لمصر، بعد احتلال اراضيها، وأيضا دعم الدبلوماسى الكبير بطرس غالى، لأمانة الأمم المتحدة، لكونه مرشحا باسم القارة السمراء، ومواجهة القوى الصهيونية لمنعه من المنصب.


هل نجح تكتل الشر في أفريقيا؟

هناك دول كثيرة لها علاقات كبيرة مع تركيا على المستوى الاقتصادى، لكن لا يوجد علاقات سياسية معها، فالدول الأفريقية تفهم دور هذه الدولة جيدا، وما تسعى إليه، إلا أنها تتعامل معها اقتصاديا من أبواب تحقيق المصالح، ويكون الأساس في التعامل على مبدأ النظرية السياسية "الحب الاقتصادى والكره السياسى"، وهذا يثبت أن الاقتصاد ليس له أى جنسية، فيمكن أن تكون عدوا سياسيا، والعلاقات الاقتصادية تعمل بكفاءة في نفس الوقت.

معظم الأفارقة يعلمون جيدا الدعم التركى للجماعات الإرهابية، وبالتالى هم يخشون على بلادهم من الدخول في هذه المشكلات خاصة في ظل الدور والأحلام التوسعية لهذه الدولة.

بما تصف الدور الذى تقوم به قطر في المنطقة العربية؟

قطر صوت شاذ يسعى إلى إثبات وجوده بالصراخ مثل الأطفال الصغار، فتستخدم قناتها المزعومة في تدمير الشعوب العربية، وإسقاط أنظمتها بدلا من التقارب بين الشعوب والأنظمة العربية.

 لكن هناك أصوات تزعم أن مصر تتعامل باستعلاء مع أفريقيا.. بما تفسر هذا؟

هذا استثناء، هؤلاء مغالين ويحققون أهداف آخرين، ولا يمكن القياس بهم على دور مصر، ولا يعبرون عن أفريقيا أو الدولة التى هم فيها، علينا الحكم على سياسات الدول الأفريقية فقط، ولا نلتفت لهذه الهراءات من هؤلاء الشرذمة، فالشباب الأفريقي يسعى إلى التعلم في الجامعات المصرية.

 إسرائيل موجودة بقوة كبيرة هناك.. ما تعليقك؟

الحديث عن دور إسرائيل في أفريقيا مبالغ فيه، هى مثل أى دولة موجودة، ولا يوجد سبب للعداء معها من هذا الدول، والهدف هو تحقيق مصالح مشتركة والاستفادة الاقتصادية من موارد هذه الدول.

 ما الفرص التى يمكن أن نستغلها الآن؟

أفضل طريقة هى الاقتصاد، وإقامة مصالح مشتركة، ويجب أن يكون هناك رجال أعمال جادين، واقامة مشروعات أساسها في الأول الصالح الوطنى لمصر وليس تحقيق مكاسب، لا بد من إنشاء تكتل اقتصادى ضخم يتغلغل في أفريقيا، وفى نفس الوقت يخدم المصالح المصرية ويحقق لها نمو اقتصادى أيضا، ويصنع السياسة التى تخدم مصالحها وتحقق لها الأمن في كل المجالات، هناك الكثير من رجال الأعمال المصريين هناك لكن ليس بشكل كبير يحدث تاثيرا.

لكن هناك تخوف من الوجود في هذه الدول بزعم وجود نزاعات أو عدم وجود بنية تحتية؟

هذا غير صحيح بالمرة الأوضاع تغيرت الآن، هناك دول أصبحت قوة اقتصادية لا يستهان بها مثل جنوب أفريقيا، وإن كان هناك بعض السلبيات ى دولة أو اثنين، هذا لا يعنى أن تتجاهل باقى الدول، علينا أن نتعلم مما فعلته الصين التى تحولت إلى قوى عظمى وحصلت على عضوية مجلس الأمن من الطفرة الاقتصادية الكبيرة التى حققتها في أفريقيا.

 ما تحليلك لأزمة مصر مع إثيوبيا بخصوص سد النهضة؟

كل خلاف وراءه من يدعمه ويشعل النار فيه، لتحقيق مصالح ما، وأنا أرى أن حكمة الرئيس السيسي ستضع حدا لكل هذه التدخلات؛ لأنها تعالج الموضوع بكل حكمة، وهناك بوادر كثيرة، وهذا ناتج لجهود مصر التى ترعى مصالح الدول الأخرى وتحترم قراراتها وتتعامل معها بكل دبلوماسية، فبالتالى أصبحت حجتها قوية سواء قانونية أو فنية أو إنسانية، وأيضا لم تتجاهل حق الطرف الآخر في التنمية.

 المهم أنا أنصح بوقف من يتحدثون في هذا الأمر دون وعى، لأن هناك متابعة لكل ما يقال عنهم، من الشخصيات المصرية، وبالتالى قد تزيد هذه الأصوات تعقيد المسائل بين جميع الأطراف.

هل ترى أن ما يحدث الآن كما يزعم الكثيرون وراءه محاولات ذهاب المياه لإسرائيل؟

بحكم علاقاتى الأفريقية، إطلاقا لا يوجد نية لهذا، من قبل الأفارقة، حتى ولو بالمال، وإن كان هناك رغبة في ذلك، فبحكم الجغرافيا لا يمكن تطبيقه إلا برضا مصر وموافقتها، لمرور المياه عبر ترعة السلام، فهذا هو الطريق الوحيد لحدوث هذا.

ما الأمل في عودة الوطن العربى لقوته؟

العالم العربى، في وضع محزن وليس لديه حتى الآن لوبى قوى في النظام العالمى يدافع له عن مصالحه بممارسة ضغط على صناعة القرار العالمى، ولهذا الأمل كله في مصر لما تملكه من إمكانيات دولة عظمى، تستطيع القيادة وتقديم مبادرات لحل الأزمات وهذا ما ظهر لأول مرة بدلا من الشجب والندب، في القضية الليبية، وهذا وقف التوغل التركى عند حده.

لماذا توجد قواعد عسكرية تركية وأجنبية في جيبوتى؟

جيبوتى لا يوجد بها قواعد عسكرية تركية، لكنها لها علاقات سياسية واقتصادية مع أنقرة، لكنها لا تؤثر في القرارات السياسية لها، وإن كان هناك قواعد أخرى فهى للدول العظمى مثل أمريكا واليابان، والصين، والسبب في هذا هو الموقع المتميز لها، الذى اكتشفته أمريكا عقب أحداث 11 سبتمبر، ووصفته بأنه بالموقع الهام لمحاربة الإرهاب في القرن الأفريقي، وجاء طلبهم ببناء قاعدة لمحاربة الإرهاب، وكذلك الصين أنشأت قاعدة لهم لحماية مصالحهم الاقتصادية في المنطقة، وفى الأساس هذه القواعد وفرت الحماية لدولة جيبوتى من المطامع الاستعمارية للدول المحيطة بها، لكونها المنفذ البحرى الوحيد في المنطقة. 

هل ستتعاون جيبوتى لتأمين البحر الأحمر؟

التعاون قائم بالفعل، وهناك تكتل إقليمى يضم 7 دول لتأمين البحر الأحمر، وهذا باقتراح سعودى، لما بين الدولتين من علاقات طيبة.

هل الفن يحسن العلاقات بين الشعوب الأفريقية؟

هذه هى القوة الناعمة التى حققت لمصر قوتها، وكل الأفارقة يعرفون أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ومحمد عبد الوهاب، لكن على مدى الفترات الأخيرة قبل 2013 كان هناك مسرحيات تتسبب في حدوث أزمات دبلوماسية مع مصر، فيجب التقارب بما يغازل هذه الشعوب ويثير اهتمامهم، حتى يحدث التقارب.