في مثل هذا اليوم 12 يوليو 1957 اكتشفت الأدلة العلمية التي تؤكد العلاقة بين التدخين والإصابة بسرطان الرئة، واكتشفها الطبيب الجراح الأمريكي لوري بورني.
وكان هذا الاكتشاف نقطة تحول رئيسية في التعامل مع المخاطر التي ينطوي عليها التدخين، والطبيب بورني ولد في الحادي والثلاثين من يناير عام 1906 بولاية إنديانا ودرس الطب في جامعة إنديانا، والتحق بالبحرية الأمريكية كضابط طبيب جراح ووصل فيها إلى رتبة جنرال.
واتاح له الانضمام إلى الخدمات الطبية في القوات البحرية الأمريكية الفرصة لإجراء أبحاثه في مجال مخاطر التدخين، ورغم أن التدخين يسبب أنواعا عديدة من السرطان فإن أهمها سرطان الرئة.
لقد كان سرطان الرئة مرضا نادرا قبل الثلاثينات حيث كان عدد الإصابات لهذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية يقدر بنحو 600 إصابة سنويا وقد ارتفع هذا الرقم في سنة 1977م إلى نحو 85 ألف إصابة مع انتشار التدخين.
واكتشف بورني أن سرطان الرئة مرض نادر جدا بين غير المدخنين، وأن نسبة الإصابات تزداد بازدياد عدد السجائر المستهلكة وازدياد مدة التدخين وتقل هذه النسبة تدريجيا عند الإقلاع عن التدخين مما يثبت العلاقة المباشرة بين التدخين وسرطان الرئة.
ولسرطان الرئة أنواعا عديدة، وأن زيادة الإصابات هي نتيجة الزيادة التي حصلت في الأنواع التي يسببها التدخين، أما الأنواع الأخرى التي لا علاقة لها بالتدخين فقد بقيت تماما كما كانت قبل عصر (أمراض التبغ)، ولم يتمكن الطبيب الأمريكي من الكشف عن المادة المسببة لسرطان الرئة في التبغ. ورغم أنه تم عزل ما يقارب العشرين من هذه المواد الضارة في التبغ حتى الآن التي يمكن أن تسبب السرطان، إلا أن المادة أو المواد التي تسبب سرطان الرئة في الإنسان لم يتم عزلها حتى الآن بشكل قاطع، ومات لوري إدجار بروني في عام 1998م.
