الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الأب بطرس أنور يهنئ الكاثوليك عيد الرسل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الأب بطرس أنور بكنيسة الكاثوليك بالفيوم بمناسبة الاحتفال بعيد الرسل.
نحتفل اليوم في الثاني عشر من يوليو الموافق 5 أبيب بعيد الرسل وهو اليوم الذي أستشهد فيه القديس بطرس والقديس بولس في روما، كان القديس بطرس يهوديًا يحمل البشارة إلى بني جنسه من اليهود. أما القديس بولس فكان يهوديًا فريسيًا حمل البشارة بالإنجيل إلى العالم الأممي الوثني. فقد اختارته النعمة ليكون لها إناءً مختارًا يحمل اسم المسيح إلى الأمم بعيدًا (أع 15:9)، 
وأضاف قائلا وكما أهلته النعمة لهذه المهمة الجبارة، كانت شخصيته أيضًا مهيأة لهذا العمل ذات مواهب متعددة وأبعاد إنسانية عميقة انسكب فيها فيض الروح القدس فأغناها بغناه الإلهي..
القديس بولس شخصيته فيها الكثير من الممكن أن نتأمل فيه، ومن الألقاب المحببة جدًا لقلب بولس الرسول يطلقه على نفسه باستمرار لقب "عبد"، "بولس عبد ليسوع المسيح" (رو 1:1)، وهذا لا يدل فقط على تواضع قلب الرسول ولكن بالأكثر على طبيعة حياته الجديدة "في المسيح يسوع" الذي آمن به وأحبه، وكلمة عبد" التي استخدمها الرسول في أصلها اليوناني تحمل معان متعددة فهي تشير إلى ذلك العبد الذي ارتبط بسيده مدى العمر برباط قوية لا يمكن أن ينفصلا إلا بالموت، وكان الرسول يدرك أن المسيح مات وقام ولا يسود عليه الموت بعد (رو 9:6)، 

وأوضح أنه هو نفسه له الحياة هي المسيح والموت ربح (في 21:1). إنها علاقة أبدية، علاقة مديونية بالحياة كلها لذلك السيد المحبوب الذي فدى نفسه من الموت ونقله من الظلمة إلى النور. 
وهى تشير أيضًا إلى العبد الذي لم تعد له إرادة خاصة منفصلة عن إرادة سيده. إنما إرادته اتحدت وذابت في إرادة السيد الذي اشتراه فأصبح يعيش لأجل تنفيذ مشيئته. هكذا عاش القديس بولس مكرسًا حياته للمسيح مستعبدًا نفسه له في طاعة كاملة "أنتم عبيد للذي تطيعونه إما للخطية للموت أو للطاعة للبر" (رو 16:6)، وليس ذلك فقط بل إنه قد أستعبد نفسه لكل إنسان لكي يربحه للمسيح الذي أحبه؛ يقول: "فإني إذ كنت حرًا من الجميع استعبدت نفسي للجميع لأربح الأكثرين" (1كو 19:9)، كان الرسول يحس أنه مديون بحياته للمسيح وهذا الدين جعله مديونًا لأولاده بحبهم ويجتذبهم إليه يحمل لهم بشرى الإنجيل الذي أمن به وانتقل فيه من الظلمة إلى النور ق بولس لم يتنازل يومًا واحدًا عن الكرازة والخدمة، إذ يعتبر نفسه مسخرًا لهذا العمل ليس فيه فضل إنما هو سداد دين، كان مديونًا للمسيح بحياته. 
سر قوة وعظمة كرازة بولس، هو نفسه كان مثالًا لم يكن بولس يكرز بإنجيل خارجًا عنه أو منفصلًا عن حياته نفسها، لقد اختبر بولس الحياة حسب الجسد حين عاش فريسيًا تحت الناموس، ثم اختير في يوم فريد على أبواب دمشق يسوع المسيح عندما دعاه وبدا يتعرف على يسوع المسيح، ولذلك كان بولس يكرز بمسيح يعرفه بخلاص تذوقه،، بحياة دخل إليها ويعيش فيها. لذلك كان الإنجيل هو سر حياته وقوته. وكان موضوعًا لحمايته والكرازة به؛ فانطلق بلا عائق بقوة الروح الساكن فيه، لذلك هذا الأختبار الأول مهم في حياة بولس.

واختتم قائلا وفي حياة كل رجل من رجال الله الذين خدموه ومازالوا يخدموه كان هذا الاختبار هو مدخله للتكريس القلبي والشهادة. كان لا بد من هذه المواجهة بينه وبين الله ليدرك فيها نفسه ويدرك محبة الله.هذا الكشف الإلهي، وهذا الاستعلان الواضح لعمل الله في حياة الإنسان، هو نقطة البدء في الكرازة والخدمة.