قال القس يوساب عزت كاهن كنيسة الأنبا بيشوي بالمنيا الجديدة وأستاذ القانون الكنسي والكتاب المقدس بالكلية الاكليريكية والمعاهد الدينية إن الكرازة تشكل أحد الاهتمامات الرئيسية للكنيسة منذ نشأتها وحتى اليوم، فكانت حياة التعليم وحياة الشهادة سواء بالكلمة أو بالدم ضمن الملامح التى ميزت الحياة الكنسية، في الكنيسة الأولى وذلك إلى جانب حياة الخدمة وحياة الشركة وحياة الصلاة الليتورجية.
وأوضح في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز "،ان كانت هذه الملامح هى سبب قوة وانتشار الكنيسة الأولى. وجميعها يستند على الكتاب المقدس. والكرازة تتمتع باهتمام خاص في فكر الكنيسة القبطية وتاريخها، وذلك لأن الكنيسة القبطية هى الكنيسة التى أسسها مرقس الرسول، أحد الرسل السبعين. لذلك فهى كنيسة رسولية، وتحيا بفكر رسولى إنجيلى أصيل، والباحث المدقق يدرك أنه لم يعطل الكنيسة القبطية عن الكرازة سوى
وأضاف، في تصريحاته بمناسبة "عيد الرسل"، أن الاضطهادات والظروف القاسية التى واجهتها الكنيسة ووضعتها أمام صعوبات كنسية ولاهوتية وروحية واجتماعية، لها أبعادها الإيمانية والسياسية والفكرية، والتى جعلت الكنيسة القبطية تركز كل اهتمامها في المحافظة على قطيعها في الكنيسة المحلية.
وتابع "لاشك أن الكنيسة القبطية لم يغب عنها إحساسها بالمسئولية تجاه خدمة الكرازة، رغم كل الظروف. لأنها تدرك أن الكرازة ليست احتياج مؤقت في حياة الكنيسة، بل هى مسئولية متجددة، نحو توصيل رسالة الخلاص إلى كل إنسان، في كل مكان وزمان فالكنيسة تؤمن أن مجالات الكرازة تتعدد وتختلف تبعًا لمتغيرات الأزمنة والأماكن".
وقال "في بداية تاريخ الكنيسة وأيام الرسل، لم يفكَّر خُدَّام المسيح أن الكرازة قاصرة على أشخاص معيَّنين أو كانت تقدم في مبنى معين، أو وقت معين؛ بل حينما وحيثما تتاح الفرصة لهم، كانوا، بقلوب ملتهبة بالمحبة للرب وللنفوس، يقدِّمون بشارة الإنجيل مهما كلفهم الأمر".
وواصل:كانت الكرازة أسلوب حياة، هكذا كانت وهكذا قصد الرب أن تكون في كل تاريخ الكنيسة. هل ما زلت تقول: أنا لا أمتلك موهبة الكرازة أو لست خبيرًا بطرق الكرازة؟ قال أحدهم “الإنسان يبحث عن طرق للكرازة، لكن الله يبحث عن إنسان يريد أن يكرز”.
واختتم "ليست مهمة المتفرغين للخدمة فقط، بل لكل مؤمن مأسور بمحبة المسيح ويقدِّر قيمة النفوس التي مات المسيح من أجلهم".
