في إطار حرص الدولة المصرية على الاستغلال الأمثل للموارد الطبيعية بالساحل الشمالى الغربى بمحافظة مطروح؛ وحمايتها من التدهور والاستنزاف، تبنت سياسات وخطط تنموية من شأنها استثمار موارد هذا الإقليم الحيوى الذى يعد قاطرة التنمية المستدامة لغرب مصر، والحفاظ على حقوق الأجيال القادمة من أبناء الشعب المصرى.
يقول الدكتور يحيى إبراهيم، أستاذ مساعد بكلية الزراعة الصحراوية جامعة مطروح، إن هناك نخبه من القيادات والعلماء على رأسهم الدكتور السيد خليفة، نقيب الزراعيين، ومدير المكتب الإقليمى للمركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القاحلة «اكساد» بالقاهرة، والدكتور عبدالله زغلول، نائب رئيس مركز بحوث الصحراء بوزارة الزراعة، والدكتور محمد سالم، مدير مركز البحوث التطبيقية، والمهندس عربى مدير وحدة المياه، يتابعون أعمال مشروع إدارة الموارد الطبيعية المتدهورة بمنطقة قرية القصر غرب مدينة مرسى مطروح، ومتابعة زراعات الخضر والفاكهة والمحاصيل التى يدعمها المشروع عن طريق توفير مصادر مياه غير تقليدية؛ وزيادة القيمة المضافة للأراضى والمياه، ودعم صغار المزارعين وتحسين أحوالهم المعيشية لمحاربة الفقر والبطالة واعتمادهم على زراعات ذات مردود اقتصادى سريع مثل زراعة الجرجير والشبت البقدونس والقثاء والكانتلوب والبرسيم الحجازي، بجانب التين والزيتون، واشار الى ان المشروع ساهم في توفير مصادر للمياه بعمل سونده للمزارع، لتوفير مصدر دائم للمياه، وكذلك الدعم الفنى اللوجستى لتحسين أوضاعهم المعيشية.
وقال الدكتور سيد خليفة، إنه تم تنفيذ عدد من المشاريع للمركز العربى لدراسات المناطق الجافة والأراضى القافلة في محافظة مطروح، مشيرا الى تنفيذ مشروعين؛ هما مشروع إمداد المجتمعات المحلية بالمياه عن طريق حصاد المياه، ومشروع حصاد المياه والممارسات الزراعية الجيدة لتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية، وذلك بالتعاون مع منظمة الفاو وبرنامج الاتحاد الأوروبى المشترك بالتنمية الريفية، في الفترة ما بين عامى 2016 و2020، للحد من مشكلات ارتفاع معدلات التصحر في عدد من المناطق بالساحل الشمالى من خلال تحقيق التنمية المستدامة.
وأكد مدير الاكساد، إنه تم تنفيذ المشروعين في منطقة الساحل الشمالى الغربى بمحافظة مطروح، وبلغت منطقة عمل المشروع 12 ألفًا و600 كيلو متر مربع، أى ما يقرب ثلاثة ملايين فدان، وتمتد بطول نحو 300 كيلو متر من الغرب للشرق بمحاذاة ساحل البحر المتوسط من قرية فوكه شرقا حتى السلوم غربا بعمق 50 كيلو متر من الشمال للجنوب وتضم 22 ألف أسرة بدوية
واضافً أن هذه المنطقة تعتمد بشكل أساسى على مياه الأمطار كمصدر رئيسى للمياه، ورى الزراعات المطرية مثل التين والزيتون واللوز والشعير، لافتًا الى أن هذه المشروعات حصدت نحو 172 ألف متر مكعب من مياه الشرب والرى التكميلى.
وأوضح الدكتور عبد الله زغلول، أنه تم توفير آلات ومعدات زراعية حديثة منها معدات رش آلية سعة 600 لتر ذاتية التشغيل وتعمل بالبنزين، ومعدات عزيق آلية تعمل بالسولار، ومناشير آلية تعمل بالبنزين إلى جانب تدريب أكثر من 2000 مزارع في أكثر من 70 يومًا، وتنظيم تدريبات خاصة بالعناية الصحية بجودة مياه الشرب، وكذا تحسين الممارسات الزراعية لزراعات التين والزيتون بالمنطقة، والتوسع في المزارع البحثية التى تشكل نموذجًا إرشاديًا للمزارعين في المجتمعات البدوية في مختلف مناطق المحافظة
وقال انه تم إنشاء 125 مزرعة بحثية بإجمالى مساحة 375 فدانًا، وتم تطبيق أفضل وأحدث الممارسات الزراعية من خلال إمداد المزارعين في تلك الحقول الإرشادية بالأسمدة والمبيدات والمغذيات.
