السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محمد علي إبراهيم.. ورحل الفارس النبيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم أنه لا يكل ولا يمل.. دءوب كالنحلة.. لا يركن ولا يستكين.. شعلة نشاط فى كل وقت مهما كانت الظروف.. إلا أنه خالف كل ذلك.. ورحل فى هدوء شديد.. على عكس ما عهدناه فيه.. لكنها إرادة الله فما فى ذلك اختيار.
عرفت محمد على إبراهيم.. منذ عدة عقود بحكم عملى فى الجمهورية وكان رئيسا للقسم الخارجى بجريدة المساء الشقيقة.. ثم تولى رئاسة تحرير جريدة "الإيجبشيان جازت" التى تصدرها دار التحرير باللغة الإنجليزية، ثم فى عام 2005 تولى رئاسة تحرير جريدة الجمهورية.
إلى هنا لم يكن بيننا إلا تبادل التحية والسلام عن بعد عند الالتقاء صدفة فى مدخل أو طرقات المؤسسة.. الجدية التى تميز كلا منا وعدم المشاركة فى أى عمل.. كانت سببا فى عدم التقارب بلا سبب. 
أعترف أننى كانت لدى مخاوف بلا حدود من العمل معه كرئيس تحرير للجمهورية، وفور علمى بصدور قرار تعيينه قلت "إنا لله وإنا إليه راجعون".. تخوفا مما قد يحدث بيننا من خلافات.
ثلاثة أيام فقط من تسلمه مهام منصبه حتى وجدته يرحب بى ويبتسم فى وجهى كما لو كانت تجمعنا صداقة حميمة.. استبشرت خيرا.. وكانت بداية انطلاقة لعلاقة يسودها كل الود والاحترام.. يسمع لكل الآراء ويستجيب ويتراجع لو وجد الرأى الآخر صوابا.. على عكس من عرفناهم قبله.
لم يسلم أذنيه للواشين، يكتفى بقناعاته، ويحكم بنفسه، فلم يتسلل إليه المنافقون، وفشلوا فى التأثير عليه، بعد أن أغلق أمامهم تلك الأبواب.
سارت بنا الأيام، واكتشفت الشخصية الحقيقية لمحمد على إبراهيم.. ودود إلى أقصى حد.. والأهم أنه يهتم بالأحوال الشخصية للزملاء ويتابع مشكلاتهم، ويحاول أن يتدخل لحلها من دون أن يطلبوا وربما من غير أن يعرفوا. 
والقصص والمواقف الإنسانية للفقيد الراحل أكثر من أن تروى فى سطور، فكل من اقترب منه وتعامل معه يعرف ذلك جيدا.. وليتنا نعترف لمن نحبهم بذلك وهم على قيد الحياة.. فقد فوجئت بهذا الكم الغامر من الحب والتقدير وأيضا الحزن على رحيله، فيض من المشاعر الخالية من أى مصلحة أو نفاق.
رحل محمد على إبراهيم.. الفارس النبيل.. الذى تحلى بكل أخلاق الفوارس التى ندرت فى هذا الزمان، عليه سحائب الرحمة وطيب الله ثراه ورفع درجاته فى عليين.