الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الوطية والمطية!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أحلام اليقظة من المشكلات النفسية التي يعاني منها الكثيرون كونها تبتعد بصاحبها إلى أن تفصله عن الواقع الذي يعيشه فيصبح بلا أرض صلبة يقف عليها ويتعايش من خلالها مع كل ما يحيط به.
وتصبح تلك الأحلام مرعبة عندما تساور القادة والمسئولين عن دول وشعوب وضعت أمانيها وأحلامها الواقعية والشرعية بين قائد مريض.. هذا ما تعيشه الأمة التركية مع المعتوه رجب طيب أردوغان الذي يعيش في عالم من القرن الماضي الأليم الذي لعب فيه الاستعمار دور البلطجة في احتلال الدول والسطو على مقدرات الشعوب.. ولم يع أردوغان أن العالم تغير وحتى صور الاستعمار القديمة قد مُحيت، ولا مكان لانقضاض جيوش نظامية على الدول، بل أسند الأمر للحرب بالوكالة، وأخطرها قتال أبناء الجلدة الواحدة بعضهما البعض.
لم يستوعب أردوغان خطاب الرئيس السيسي جيدا بل والأكثر من ذلك أنه مريض بعمى الألوان، فلا يعرف الخط الأحمر الذي تحدث عنه الرئيس ولا لونه، فاستمر مع مطيته السراج فاسد ليبيا وبائع وطنه في ترسيخ مبدأ الاحتلال التركي لليبيا حتى يظفر بثرواتها من البترول والغاز، واستغل تقاعس المجتمع الدولي وتآمر بعض الدول في تجهيز قاعدة الوطية بكل الأنواع الحديثة من أجهزة الدفاع الجوي والرادارات والطائرات لكي تكون مرتكزا قويا لتحقيق أهدافه!
ونسي الرئيس التركي أن وجوده غير الشرعي في ليبيا وتهديده للأمن القومي المصري لن تسمح به مصر، وأن محاولة الاستمرار في إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد لن يحدث طالما مصر تمتلك كل أوراق إجهاضه بل تصر هذه المرة على دفنه في الأرض الليبية حتى يكون بمثابة النقطة التي تتعافى فيها الدول العربية التي حاولوا تقسيمها كالعراق وسوريا بالذات، واللذان يمثلان إحدى البوابات المهمة للمحافظة على العروبة.
وكالعادة يغلف الغرور السلاطين العثمانين منذ عدة قرون وبما فيهم أسلافهم وأحفادهم؛ ولأن قردوغان لم يقرأ التاريخ جيدا، ولم يشرحه له من حوله لا يعرف أن تركيا خسرت كل المواجهات التي دخلتها مع مصر بل وصل الجيش المصري إلى الأستانة عاصمة العثمانيين في الماضي والتي هي أنقرة العاصمة الحالية إلى أن طلب محمد علي بعودة الجيش المصري من هناك.
وإذا كان الرئيس التركي يريد أن يكون أداة الحربة ضد مصر في المؤامرات التي تحاك بنا فسوف يفشل فشلا ذريعا بل وسيضحون به كإحدى الأوراق المحروقة.. وإذا كان يرغب في إصلاح اقتصاد بلاده الذي يتدهور يوما بعد الآخر بسبب جنونه على حساب الثروات العربية فسوف تقضي مصر على تلك المغامرات التي لا تخرج من رئيس عاقل، وإذا كان يراهن على نجاح إثيوبيا في تهديد الأمن القومي المصري عن طريق سد النهضة فهنا تكتمل عناصر مرض أحلام اليقظة الأردوغانية والتي قد يستفيق أو يستيقظ منها أردوغان بعد فوات الأوان، وقيام الدولة المصرية بكسر شوكته وتعليمه درسًا لن ينساه على مدى عقود قادمة، وهنا سينتهي عصر السلاطين إلى الأبد.
والله من وراء القصد.