هاننتصر
لو شلنا من روحنا الغبار
وزرعنا في قلوبنا الخضار
هاننتصر
«بعض الناس ينجحون لأنهم محظوظون...ولكن معظم الناجحين قد نجحوا لأنهم كانوا مصممين على ذلك».
هذه العبارة قالها صديق لك كان في الحياة منذ عقود هو الآخر كان مهندسا طموحا اسمه هنري فان دي فيلدي، واحدًا من أشهر المهندسين المعماريين، ويعتبر من مؤسسي طراز "باوهاوس" المعماري في أوائل القرن العشرين..ابحث عنه يا سيف.
في فترة من الفترات، غالبا كانت في الثمانينات، كان حصاد الأرض الزراعية ليس كافيا لتحقيق أحلام ورغبات أبناء هذا العقد من الزمن، فكان هدف الشباب هو السفر إلى الخارج أي دولة عربية للعمل عدة سنوات والعودة لإتمام الزواج وتكوين أسرة، بعضهم سرقته الغربة، وبعضهم عاد، وبعضهم مات.. تلك حكاية أخرى سنتطرق إليها فيما بعد ونحكي عن سنوات الغربة في عمر الوطن ككل.
والد سيف الدين من هؤلاء الذين سافروا فور أن حصلوا على مؤهل متوسط، مأساة من سافر كمأساة من ظل هنا.. هذه الطبقة من المجتمع تُفني عمرها لتبني بيتا.. تضيع سنوات العمر من أجل الشقة والزواج ثم.. ثم هذه تحتاج صفحات، لكن والد بطل الحكاية اضطر لدى عودته للعمل في شركة قطاع خاص سحقت عظامه وأخذته من بيته في دوامة لا تنتهي من النوم والعمل وقضاء العمر في المواصلات فقرر فتح مشروع خاص به في القرية.
أنا مدين لوالدك بأنه حفظني سورة "الكافرون" وجدني أتلعثم فيها وأنا أصلي بجواره في المسجد وكنت صغيرا، فعلمني أن أعد آياتها الستة على إصبعي.
بكل ما أوتي والده حاول تمهيد الثرى أمام خطوات سيف ليصعد سلم الحلم درجة فدرجة ويقفز للمستقبل الذي كان يحلم به بمجموع 97% ويدخل كلية الهندسة.
نصيحة والده له: «لا تعبس في وجه الناس، وإياك والتفاخر والاختيال على عباد الله فهي تصرفات تبعدك عن الله، فبادر بشكر النعم وتذكر المنعم ولا تتكبر على خلقه بنعمه.. وامش في الناس متواضعا محبًا للخير.
سيف يوجه رسالة شكر لوالده ولوالدته ويقول لهما: "أحبكما جدا وأرجو أن أكون عند حسن ظنكما.. ادعيا لي ليكتمل حلمي ببركتكما".
الحلوة بلادي.. انتظرونا وحكاية جديدة من ولاد الأصول.
