الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شاعر الأرض الطيبة.. أبناء الثقافة الجماهيرية ينعون محمود جمعة

الشاعر محمود جمعة
الشاعر محمود جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رحل عن عالمنا الجمعة الماضى الفنان القدير والشاعر محمود جمعة، بعد تعرضه لوعكة صحية عن عمر يناهز ٧١ عاما.
يعتبر محمود جمعة واحدا من أبناء الثقافة الجماهيرية فعمل بالفرق المسرحية التابعة للثقافة الجماهيرية، ثم اتجه للعمل في مسارح الدولة، وعُرِف عنه كتابة الشعر، كتب القصائد والأغانى للأعمال المسرحية المقدمة على خشبات المسرح، وقد كان محبوبا بين زملائه في الثقافة الجماهيرية والذين اعتبروه جزء هام من المسرح المصرى.
التقت «البوابة نيوز» مع عدد من أبناء الثقافة الجماهيرية ووممن لهم علاقة وطيدة بالراحل لمعرفة الكثير عن الراحل وابداعاته وابرز المواقف له معهم وما هى أمنياته التى سعى تحقيقها وماذا حقق منها وما الذى لم يمهله القدر في الوصول إلى ما كان يريد.
موهبة فريدة
قال الكاتب المسرحى شاذلى فرح محمود إن الراحل محمود جمعة يعتبر جزءا هاما من المسرح المصرى فقد كتب العديد من الأشعار والأغانى في المسرح المصرى منذ منتصف السبعينيات.
وأضاف فرح: أن محمود جمعة إلى جانب موهبته في التمثيل كان نابغا في كتابة الشعر فقد كان شاعر الأرض الطيبه للناس الطيبة للوطن، الفلاح، العامل، الشقيانين، الكادحين، فعندما تسمع أغانيه وأشعار تشم وتستنشق فيهم رائحة الأرض التى تروى 
وأوضح فرح أن الراحل محمود جمعة كان إنسانا مملؤا بكمية طيبة تقضى الكون، مشيرا إلى أنهما قد تزاملا كتير كأعضاء لجان تحكيم في الثقافة الجماهيرية. 
وأشار فرح إلى أن اخر مكالمة كانت له مع الراحل قال له فيها إنه كان سعيدا جدا لما هو عليه وإنه حقق كل أحلامه وعلى الرغم من نجوميه للتمثيل تأخرت كثيرا إلا أنها جاءت في وقتها المناسب.
من جانبه قال الشاعر عبده الزراع: إن الراحل محمود جمعة، يعد أحد شعراء العامية المصريين في جيل السبعينيات، وهو ابن مدينة بنها بمحافظة القليوبية، وينتمى في توجهاته السياسية إلى اليسار المصرى، في فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات.
وأضاف الزراع أنه عرف محمود جمعة من خلال قصائده العامية المنشورة في الصحف والمجلات الدورية، والتى كانت تتوجه إلى البسطاء من أبناء الشعب باعتباره أحد هؤلاء الفقراء، تعرف عليه في منتصف التسعينات في إدارة المسرح بمنف التابعة لهيئة قصور الثقافة التى كان بعمل بها موظفا.
وأوضح الزراع أن الراحل محمود جمعة لم ينغمس في الحياة الثقافية المصرية ومجالسة الأدباء وإصدار دواوينه المكدسة لديه، بل انغمس بكل ما يملك في الحياة الفنية بداية من خلال اشتراكه بالتمثيل في فرقة السامر التابعة للهيئة، كتابة العديد من أغانى المسرحيات سواء مسرح الثقافة الجماهيرية أو مسرح الدولة، وتعرف جيدا على الوسط الفنى، ومنذ سنوات احترف التمثيل واشترك كممثل في عدد كبير من الأفلام السينمائية والمسلسلات، منها: الفيل الازرق، خرم إبرة، يا أنا يا انتى، وأفلام اشتباك، جمهورية إمبابة، حديد، ويعرض الآن مسلسل فوق السحاب، ويقوم في هذا المسلسل بدور الشيخ ابو كنانة الارهابى، واتقن جدا هذا الدور وما زال هذا المسلسل يعرض حتى الآن.
وأشار الزراع إلى أن الشاعر والفنان محمود جمعة كان ينتمى إلى البسطاء من عامة الشعب.
قال المخرج محمد الدسوقى المستشار الثقافى بورسعيد إن الراحل محمود جمعة يعد واحدا من المبدعين المتميزين في التأليف والشعر وقد سبق لى أن قمت بإخراج إحدى مسرحياته فقد كان أول لقاء لنا في ساحة مسرح منف خلف البالون التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة وكنت أتحدث معه في أول لقاء فلم أكن اعرف شكله واشكو اليه من شخص اسمه محمود جمعه ودائما تلفونه مغلق ولا يرد على أحد وكأنه من الأدباء المهمين مثل نجيب محفوظ فيرد ويقول «طيب واللى يصالحك عليه» ولكنى قررت أن ابحث عن غيره وإذ بصديق ثالث يدخل علينا ويعرفنى عليه وكانت صدمة بالنسبة لى لأنى أخطأت فيه كثيرا والرجل كان مثالا للأدب والاحترام وغضبى منه كان لتلفونه المغلق دائما وكثرة المواعيد التى لم تتم، وذهبت معه إلى البيت وقد فعل لى كل ما أريد من تعديلات على الأشعار والمسرحية المسرحية با لأشعار بالتعديلات بكل شىء.
وأضاف دسوقى أنهما كان يلتقيان وكنا في الاستديو وقد مثل إمامه نحو ثلاث أعمال وكعادته دائما متألق ومبدع، وأشار دسوقى إلى أنه كان دائم الاتصال مع الراحل كثيرا في أواخر أيامه وتحدث معه في أمور كثيرة إلى أن أصبح لا يرد ولا يتكلم في التليفون بعد اشتداد المرض عليه وكانت ابنته هى التى ترد وتطمئننى عليه.
وأوضح دسوقى إلى أنه الراحل محمود جمعة خير وصف له انه هو الصديق الفنان القدير المحترم الخلوق الغالى الجدع الصادق الخدوم.
وأشار دسوقى إلى أن الراحل كان يتمنى أن يمده الله بالصحة والعافية ليكمل رسالته في الفن وكتابة الشعر إلا أن القدر والرجل كان سابقا ورحل في سلام ولكن لا يمكن أن ننسى أعماله وأسعاره التى لن تموت أبدا.