الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة البرلمان

بعد مقتل المطرب "هاشالو هونديسا".. آبى أحمد يتهرب من مسئولياته ويزج باسم مصر.. برلمانيون: رئيس الوزراء الإثيوبي يعلق فشله الداخلى على قوى خارجية.. والقاهرة لا تعرف غير الدبلوماسية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نزيف الدماء في شوارع العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا"، دفع الحكومة الإثيوبية إلى الرد بعشوائية على المتظاهرين، لتبرير هروبهم من المسئولية، بعد الوعود التي قطعتها على نفسها، وذهبت أدراج الرياح.
فعلى مدى الأيام الماضية؛ ثار عشراتُ الآلاف، من الإثيوبيين، في شوارع "أديس أبابا"، اعتراضًا على التأجيل المتكرر لإجراء الانتخابات، المقررة في أغسطس المقبل؛ حيث ادعى آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، خوفه على الشعب من انتشار فيروس كورونا؛ فيما هو في الحقيقة يخشى من الإطاحة به، بعدما تراجعت شعبيته؛ حتى بين أبناء قوميته "أورومو".
آبي أحمد، ألّمَحَ إلى قوى خارجية، تدفع بعناصر من الداخل، لبث الفتنة، وإثارة الشغب، وقال إن بلاده سوف تكمل بناء سد النهضة، ولن يوقفها مشعلو الفتنة؛ وهو في هذا التصريح يلمح إلى مصر، وخلال السطور التالية، سنكشف حقيقة ما يجري في إثيوبيا.
اعترض الملايين من الشعب الإثيوبي، على قرار آبي أحمد، بتأجيل الانتخابات؛ ونزلوا إلى الشوارع، يهتفون ضد الحكومة، ويطالبون رئيس الوزراء بإجراء الانتخابات، أو الاستقالة من منصبه، بعد أن تبخرت وعوده لهم، وكان في مقدمة الثوار، المطرب الشاب "هاشالو هونديسا"، الذي حظي بجماهيرية كبيرة، بسبب أغنياته السياسية، التى ناصر من خلالها العرقيات المضطهدة في إثيوبيا، لكنه قُتِلَ، على يد الشرطة الإثيوبية، في إحدى المظاهرات!.
وما لا يعرفه الكثيرون، أن "هاشالو هونديسا"، كان صديقًا لرئيس الوزراء الإثيوبي، وسانده في البداية للوصول إلى منصبه كرئيس للوزراء، كما أنه ينتمي إلى قومية "أورومو"، التي ينتمي إليها آبي أحمد.
وجاء مقتل "هاشالو هونديسا"، بعدما ظهر في الإعلام، الأسبوع الماضي، وهاجم آبي أحمد، واتهمه بالهروب من إجراء الانتخابات في موعدها، كما ألقت الشرطةُ القبضَ على جوهر محمد، إمبراطور الإعلام، وصاحب القناة التي ظهر فيها المطرب "هاشالو هونديسا"، ومن المعروف أيضًا أن جوهر محمد، ينتمي إلى قومية "أورومو"، وكان في مقدمة الداعمين لآبي أحمد، لكنه انقلب عليه، بسبب تأجيل الانتخابات، وعدم تنفيذ وعوده التي قطعها على نفسه.

اللواء حسن السيد، عضو مجلس النواب، قال لـ"البوابة نيوز"، إن إثيوبيا توجد بها حاليًا عمليات قمع وديكتاتورية، وآبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، يعلق "شماعة" فشله في قيادة إثيوبيا، على قوى خارجية، وذلك بعد تصريحه الأخير، الذي زعم فيه أن هناك قوى خارجية، تدفع بعناصر من الداخل لبث الفتنة وإثارة الشغب. 
وأوضح عضو مجلس النواب، أن السبب الرئيسى، في مظاهرات إثيوبيا، هو تأجيل الانتخابات؛ مؤكدًا أن آبي أحمد، غير قادر على إدارة إثيوبيا، داخليًا وخارجيًا، وأن وجود احتجاجات هناك، يؤكد فشله الذريع، وأنه ليس رجل دولة.


من ناحيته؛ قال النائب فايز أبوخضرة، عضو مجلس النواب، إن مصر لا تتمنى لإثيوبيا أي شر، وهي بلدٌ شقيق، ليس بيننا وبينهم أي خلاف، وإذا وجدت مشكلة فسيتم حلها دبلوماسيًا؛ مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، قال: إن مصر ليست من دعاة الحرب، وجيشنا رشيد لا يعتدي على أحد.
وأكد عضو مجلس النواب، أن إسرائيل لها يدٌ طولى، في هذا الأمر، والدليل على ذلك خطاب "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في البرلمان الإثيوبي، الذي ألّمَحَ فيه إلى هذا الموضوع؛ موضحًا أن خطابه هذا كان واضح العنصرية.


في السياق نفسه؛ قال النائب أحمد إدريس، عضو مجلس النواب، إن الأحداث على الساحة الأفريقية مشتعلة، خاصةً في الجنوب؛ حيث شاهدنا حركات سياسية بدأت تظهر هناك، وكذلك حركات مضادة لأنظمة الحكم المستبدة.
وأوضح "إدريس"، لـ"البوابة نيوز"، أن ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية، يتكرر في إثيوبيا، بمقتل أحد المطربين المشاهير، وأن الشعب الإثيوبي تعاطف معه باندلاع المظاهرات المضادة للحكم المستبد؛ مؤكدًا أن ذلك كله بسبب تداعيات ضغط هذه الحكومات على الشعوب.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن الحكومة المصرية، ليست لها علاقة بما يحدث في إثيوبيا؛ مؤكدًا أن "اتهامات رئيس الوزراء الإثيوبي لمصر بالتدخل فيما يحدث هناك باطلة، وأن موقف مصر واضح وصريح، وأنها تسعى لحل الأزمة دبلوماسيًا"، وأن تصريحات آبي أحمد، تثير الاشمئزاز، واتهاماته باطلة لا أساس لها من الصحة.


من جانبه؛ قال المستشار الدكتور حسن بسيوني، عضو لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية والقيم بمجلس النواب، إن دعوة إثيوبيا مجلس الأمن، لترك قضية سد النهضة، تأخذ مسارها في الاتحاد الإفريقى، ليس إلا محاولة مراوغة جديدة من إثيوبيا، لكسب مزيد من الوقت، في تنفيذ مخططها، ومن يقف وراءها، للإضرار بكل من مصر والسودان.
وانتقد "بسيونى"، في تصريحات صحفية، ما ذكره مندوب إثيوبيا، أمام جلسة مجلس الأمن، بأن رفع قضية سد النهضة إلى مجلس الأمن، تم على نحو غير منصف؛ مؤكدا أن قيام مصر برفع قضية السد إلى مجلس الأمن، جاء بعد فشل العديد من المفاوضات، عبر السنوات الماضية، بسبب التعنت الإثيوبي، وإبداء سوء النية تجاه مصر. 
وأضاف عضو لجنتي الشئون الدستورية والتشريعية والقيم بمجلس النواب، أن الرد الإثيوبى على مذكرة مصر لمجلس الأمن، جاء في ٧٨ صفحة، وكلها عبارات استفزازية ومغالطات، فضلًا عن تصريحات عنترية، من مسئولين إثيوبيين، باعتزام إثيوبيا ملء السد بشكل منفرد، سواء تم الاتفاق أم لم يتم، وأن مصر هي المسئولة عن الأزمة الحالية في المفاوضات، وهو أمر على غير الحقيقة!.
وتابع المستشار الدكتور حسن بسيونى: "تمسك إثيوبيا بإنشاء السد، لتحقيق التنمية والرفاهية لشعبها، حقها، لكن بما لا يضر بحياة شعوب ودول أخرى، وهو ما تنص عليه كل المواثيق والاتفاقيات الدولية، التي تُلزم الدول بالتوافق".
وأوضح "بسيوني"، أن نهر النيل بالنسبة مصر، مصدر الحياة، وبالتالي فإن قضية سد النهضة، قضية وجود بالنسبة لشعب مصر، وكذلك فإن السودان معرض لأخطار شديدة، بسبب السد، حال عدم التأكد من إنشاءاته، والتسرع في الملء بقرار أحادي.
وأضاف عضو مجلس النواب، أن جميع المواقف الإثيوبية منذ بداية الأزمة حتى الآن تكشف عن سوء نية متعمد تجاه مصر والسودان، في مقابل حسن نية معلن من مصر والسودان، وهو الأمر الذى على المجتمع الدولى النظر إليه للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، نظرًا لأن حال قيام إثيوبيا بما تسعى إليه فستكون حياه ١٥٠ مليون مصري وسوداني في خطر ما يعد تهديد للأمن القومي لكل من مصر والسودان. 
وأوضح أن دليل حسن نية مصر أنها قامت بالتوقيع بالأحرف الأولى منذ فبراير الماضي على إتفاق واشنطن، بشأن ملء ٔوتشغيل السد والذي تهربت منه إثيوبيا في النهاية.