الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الطائرات الورقية.. القاتل الخفي للشباب.. القليوبية أعلى المحافظات في الوفيات وخبراء يكشفون أسباب زيادة الحوادث ويطالبون بتعليم الآباء قيم التربية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خلال أزمة جائحة فيروس "كورونا" المستجد، ظهرت في سماء مختلف محافظات الجمهورية "الطائرات الورقية"، تلك اللعبة الشعبية الموجودة منذ سنوات طويلة، إلا أنها عادت مرة أخرى خلال هذه الفترة باعتبارها المتنفس الأول للخروج من حالة الضجر والضيق داخل المنازل عقب فرض حظر التجول في مصر لمواجهة تداعيات الفيروس، ولكنها عادت لتحصد الكثير من ضحاياها أغلبهم من صغار السن.


تعددت طرق موت ضحايا "الطائرات الورقية" على مستوى محافظات الجمهورية، ما بين "الغرق والصعق بالكهرباء والسقوط من أعلى المباني السكنية"، ومؤخرًا تسبب في جرائم قتل، حيث أدت إلى وقوع المشاجرات بالأسلحة البيضاء، فقد وقعت مؤخرًا مشاجرة في منطقة "حدائق المعادي" بين عدد من الشباب بسبب الخلاف على الطائرات الورقية، وفي واقعة أخرى لمصرع طفل صغير بمحافظة الإسماعيلية، حيث وقع من أعلى المنزل، ولم ينتبه إلى حد السطح بينما كان يلاحق طائرته الورقية.
بالرغم من اعتبار "الطائرات الورقية" أحد وسائل المتعة والترفيه البسيطة وغير المكلفة التي يستمتع بها الشباب خاصةً الأطفال، الذين يقضون يومهم غارقين في صناعتها سواء من البوص الجاف أو الأخشاب الخيزران، والتي تتحمل فترة طويلة والدوبارة القوية، إلا أنها تشكل خطرا كبيرا على حياتهم، وذلك بعد وقوع العديد من الحوادث.
بدوره، يقول الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة المحلية، إن عددا من الدول العربية مثل "مصر- فلسطين- سوريا- لبنان- السودان" تعد من الدول المستخدمة لـ"لعبة الموت" الطائرات الورقية، حيث تسجل هذه الدول عددا من عشرات الإصابات وحالات الوفاة نتيجة استخدام هذه اللعبة على مدى 3 شهور أثناء جائحة فيروس "كورونا"، موضحًا أنه وفقًا لقانون المحليات فإن المحافظين هي الجهات المسئولة عن تنظيم شراء وبيع وصناعة ووجود أماكن للعب بهذه الطائرات، كما أن وزارة الصناعة والتجارة معنية بالتفتيش على هذه الصناعات.
وأضاف عرفة، أن الأحياء والمدن وشرطة المرافق معنية بملاحقة الباعة الجائلين بدون تراخيص رسمية، فإن "الطائرات الورقية" ظاهرة تحقق الأرباح للبعض ويلجأ إليها الأطفال والشباب باعتبارها المتنفس لهم في ظل أزمة فيروس "كورونا" المستجد وزاد الإقبال عليها في ظل ارتفاع أسعار ألعاب الأطفال الأخرى، موضحا أن هذه اللعبة سجلت حالات الوفاة مؤخرًا بشكل متزايد ما بين الغرق في الترع والبحيرات، والسقوط من أعلى أسطح المباني، والصعق بالكهرباء من خلال التشابك في الأعمدة الكهربائية.
ولفت إلى أن محافظة القليوبية تسجل 18 حالة وفاة لطفل حتى الآن، حيث يصنعها بعض الأفراد ذاتيًا بدون وجود أي ضوابط للأمان أو ضوابط هندسية، ويستخدم الأطفال والشباب الطائرات الورقية في أماكن مزدحمة عامة غير أمنه.
وأشار إلى أن محافظتي القليوبية والجيزة والإسماعيلية والمنصورة والشرقية وأسيوط وبني سويف أكثر المحافظات استخدامًا لهذه الطائرات، كما أنها تستخدم منذ قديم الأزل في العقود الماضية كوسيلة للتجسس والحروب، وفي صيد الأسماك من سكان جزر المحيطات، وفي الأرصاد الجويه لقياس تغيرات درجات الحرارة، مشددًا على ضرورة تنظيم صناعتها بحيث لا تصبح صناعة يدوية ذاتية بدون ضوابط، وإتمامها من الناحية الفنية والهندسية، وأن يتم استخدامها في أماكن محددة مثل "النوادي- مراكز الشباب- الحدائق"، حيث إن دولة الصين كانت أول دولة تظهر بها الطائرات الورقية، فكانت لمزارع صيني منذ أكثر من ٢٤٠٠ عام، ويبدأ سعرها عربيًا من 8 دولارات، وتصل إلى 399 دولارا في الصين وأوروبا.


وأكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، أن الطائرات الورقية ظاهرة موجودة منذ سنوات طويلة ماضية، ولكنها تلاشت لفترة حتى عادت مرة أخرى خلال فترة حظر التجول نتيجة جائحة فيروس "كورونا" المستجد، إلا أن كثرت الحوادث الناجمة عن هذه اللعبة، من حالات إصابات ووفيات كثيرة، موضحة أن زيادة نسبة الحوادث بسبب أن الآباء والأمهات في مرحلة عدم الانتباه إلى أودلاهم، عكس ما كان الوضع عليه قديمًا، حيث كان الأطفال قديمًا يلعبون بهذه الطائرات، ولكن دون وقع الحوادث نتيجة انتباه الآباء والأمهات عليهم باستمرار.
وتابعت خضر، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الآباء والأمهات حاليًا منشغلون في الحياة وضغوطها والعمل واندماجهم بشكل كبير في أي عمل يقومون به، دون توفير الوقت الكافي للأدولاد ومتابعتهم، قائلة: "الطفل ممكن يموت وهما مش حاسين بأي حاجة، فأصبح الآباء والأمهات غير منتبهين لأطفالهم"، مضيفة أن الدين الإسلامي عملنا ملاحظة الأولاد ومتابعتهم وتعليمهم، خاصةً في ظل تغيب دور المدرسة في ملاحظة الأطفال وسلوكهم بشكل دائم.
وتشير إلى أن الآباء والأمهات لم يدركوا المعني الحقيقي للتربية أو حرية الطفل، فإن حريتهم لا تعني أن يتم تركهم دون متابعة أو ملاحظة أو الابتعاد عنهم، مطالبة بضرورة تعليم الأجيال الجديدة معنى التربية والتوعية والتعامل مع الأطفال والملاحظة، فهم أمانة في رقاب أسرهم.