الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ارتفاع أسعار الذهب بنسبة 17%.. خبراء: كورونا والركود العالمي سبب صعود المعدن النفيس.. ومحلل اقتصادي: توقعات بتسجيل الأوقية 1783 دولارًا الأسبوع المقبل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شهدت أسعار الذهب، منذ بداية العام الجارى، ارتفاعات متتالية بقفزات واسعة، على مستوى الأسواق العالمية والسوق المحلية، لم تشهدها أسواق الذهب منذ ٦ سنوات مضت، بمعدل يزيد على ١٧٪ ؛ إلا أن الأمر زادت حدته بشكل كبير، في ظل الأزمة المالية التي طالت كافة الاقتصاديات العالمية بعد انتشار فيروس كورونا.


وقال الدكتور رمزى الجرم الخبير الاقتصادى، إن الأزمة الاقتصادية الحالية التى تجتاح العالم بسبب انتشار فيروس كورونا، أدت إلى سعي المستثمرين نحو الاستثمار في الذهب؛ باعتباره الاستثمار الواعد والملاذ الآمن؛ إذ إنه شأنه شأن أي سلعة أخري، يخضع لقوانين العرض والطلب، وبما يشير إلى أن أي زيادة في الطلب، سيكون لها انعكاسات بصورة مُضاعفة على زيادة أسعار الذهب عالميا، أيا كانت الأسباب.
وأضاف الجرم في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز" ورغم أن الذهب سلعة، إلا أنه له خصوصية يتميز بها عن سائر السلع الأخري، حيث لا يتم استهلاكه، أو انتهاؤه، لكنه ينتقل من شخص إلى آخر، فضلا عن أن الإنتاج السنوي من الذهب، يقدر بنحو ٢٥٠٠ طن سنويا، وبما يشير إلى أن الفاقد من الذهب عالميا قد يكون منعدما. 
حرب تجارية
وتابع الخبير الاقتصادى: أن الحرب التجاربة الدائرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وحدوث انخفاضات متتالية في أسعار الفائدة الأمريكية، وانخفاض العملة الرسمية للأرجنتين بنحو ٤٥٪، فضلا عما حدث من مشكلات واحتجاجات في بورصة هونج كونج، كل ذلك من الأسباب الجيوسياسية والاقتصادية والمالية، بالإضافة إلى انتشار وباء الكورونا بشكل مخيف، كانت وستظل من أهم أسباب تصاعد وتيرة الارتفاعات المتتالية خلال الفترة القصيرة القادمة.
وأوضح أنه نتيجة زيادة الطلب على المعدن النفيس، باعتباره الاستثمار الواعد في ظل التقلبات الشديدة في الاقتصاد العالمي، بشكل مُفرط ومُخيف. إذ إن انتشار فيروس كورونا سيكون له تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي، مما سوف يدعم زيادة الطلب على الذهب، مما سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره بشكل كبير للغاية. 
وأشار الجرم إلى وجود عدة عوامل أخرى ربما تؤدي إلى التأثير على أسعار الذهب في الأسواق العالمية، أهمها: قرارات البنوك المركزية بشأن خفض أسعار الفائدة وارتفاع معدل التضخم، قد يدفعان أسعار الذهب نحو الارتفاع، بسبب ارتفاع تكلفة تعدين المعدن النفيس، فضلا عن تأثير عدم استقرار أسعار الصرف، وتداعياتها على أسعار الذهب، إذا ما أدت إلى ضعف الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية، بالإضافة إلى استمرار حالة عدم اليقين بشأن مستقبل الاقتصاد، ربما يكون له انعكاسات خطيرة على كافة الاقتصادات العالمية، مما يُنذر بارتفاعات متتالية في أسعار الذهب خلال الفترة القادمة، نتيجة تزايد حجم الطلب عليه بصورة كبيرة، باعتباره الاستثمار الواعد في ظل الظرف الشديد الذي تمر به البلاد.

ارتفاع الطلب
وأكد الدكتور على الإدريسى الخبير الاقتصادى استمرار ارتفاع الطلب على الذهب بسب استمرار تفشى فيروس كورونا وعدم وجود علاج نهائى وفعال ومتداول عالميًا، وبالتالى في الأزمات والحروب والأوبئة يلجأ الافراد والمستثمرون للذهب كمخزن للقيمة.
وقال أسامة زرعى المحلل الاقتصادى، إلى أن الذهب قد أنهى حركة تداولاته الأسبوعية عند ١٧٧٥.١٤ دولار للأونصة بعد أعلى قمة لعام ٢٠٢٠ وأعلى سعر أيضا على صعيد السعر المحلى ربما بسبب المخاوف من الحروب التجارية التى تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية مع الصين على جانب والجانب الآخر مع أوروبا.
ولفت إلى تصريح "جيروم باول" رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى، بأنه سيكون أمام الفيدرالى مسار صعب نحو التعافى، واتفق أعضاء الفيدرالى أن يستمر الفيدرالى في عملية شراء الأصول على نطاق واسع وأن تلك العملية كانت فعالة في أعقاب الركود وسط توقعات أن تكون بيانات الربع الثانى قد تظهر انكماشا أكبر من المتوقع وأنه قد يصل إلى مستويات تاريخية تقترب من مستويات الحرب العالمية الثانية".
وأضاف زرعى: إذا نظرنا إلى الاقتصاد الأمريكى فإننا نرى توقف حركة الاقتصاد بسبب فيروس كورونا وضعف في الناتج المحلى الأمريكى، وارتفاع الديون الأمريكية التى وصلت إلى ١٤٨.٩٥٪ من الناتج والتى قاربت من تخطى حاجز الـ ٢٦ تريليون فهي الآن ٢٦ تريليونا ونصف التريليون.
وحذر صندوق النقد الدولي من تصحيح في الأصول عالية المخاطر وأسواق الأسهم وهذا سيتنج عنه انهيارا أو ركودا بأثر أعمق، كما أوضح تقرير صندوق النقد الدولى أن الاقتصاد العالمى قد يواصل الركود إذا استمرت الأزمة الحالية مما يساهم في ارتفاع معدلات البطالة وزيادة فرص الإفلاس، مما يضاعف إقبال المستثمرين على الذهب
وأكد زرعى أن احتمالية التحوط بالملاذ الآمن دائما ضد التضخم الذي دائما يأكل الأموال وارد وبقوة، وهو ما سينظر إليه الفيدرالى والمستثمرون في أوقات عدم اليقين وضعف شهية المخاطرة.
وأشار زرعى إلى أنه من أهم العوامل المؤثرة في سعر الذهب حاليا وجود حرب تجارية بين أوروبا التى تريد فرض الضرائب الرقيمية على "فيس بوك - جوجل " وبين الصين التى قامت بفرض قيود على تأشيرات السفر لمواطني أمريكا وذلك ردًا على تصريحات وزير الخارجية الأمريكى "مايك بومبيو" بعد أن صرح بأن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مسئولين حاليين وسابقين في الصين إثر قانون الأمن الوطنى في هونج كونج.