الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

دراسة: 1.45 مليون درهم قيمة الطاقة المهدرة في فنادق دبي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت دراسة استقصائية أن فنادق دبي فقدت فرصة توفير آلاف الدراهم فيما يتعلق باستهلاك الطاقة وفي هذا الإطار أجرت دراسة سريعة عن معدلات استهلاك الطاقة والمياه وإدارة النفايات في 12 فندقًا في دبي من فئة الأربع والخمس نجوم، بالاعتماد على بيانات الطاقة الخاصة بالفنادق من خلال نظامها الإلكتروني المبتكر "هوتيل أوبتيمايزر" الذي يعمل حاليًا على مراقبة وتتبع أداء أكثر من 100 فندق في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وقياس معدلات استهلاك الطاقة والمياه وتوليد النفايات.
وجرى عرض أبرز نتائج هذه الدراسة على عدد من الشخصيات المتخصصة في قطاع الضيافة، وذلك خلال ندوة افتراضية أقيمت مؤخرًا بمشاركة مجلس الأعمال السويسري.
وكشفت الدراسة أن كل فندق من الفنادق في دبي ربما يكون قد فوت فرصة توفير 80 ألف درهم إماراتي على الأقل من تكاليف استهلاك الطاقة، وكذلك خفض انبعاثات الكربون بمقدار 74 طنًا، وذلك خلال الفترة الممتدة بين شهري مارس ومايو من هذا العام مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال ماركوس أوبرلين، خبير الاستدامة: واجهت صناعة الفنادق تحديات كبيرة منذ بدء تفشي فيروس كورونا المستجد، لاسيما في ظل توقف حركة الطيران وتأجيل معرض إكسبو 2020 دبي وانخفاض أسعار النفط، وبالتزامن مع فرض قيود التباعد الاجتماعي وانخفاض ثقة العملاء وفي ضوء ذلك بات من الضروري أن تبحث الفنادق عن تحقيق وفورات من خلال خفض التكاليف قدر الإمكان، والخطوة الأولى في هذا الإطار هي تحديد الفرص واستغلالها بالشكل الأمثل.
خلال هذه الدراسة، وجدت أن متوسط الإشغال الفندقي في الفنادق الـ12 التي شملتها الدراسة كان قد بلغ 73% من شهر مارس إلى مايو 2019، ونتيجة القيود المفروض بسبب جائحة كوفيد-19، فقد تراجعت نسب الإشغال بشكلٍ كبير لتصل إلى 25% فقط خلال الفترة ذاتها من هذا العام.
من جانبها قالت نادية إبراهيم، خبيرة الاستدامة: بلغ معدل استهلاك الطاقة في تلك الفنادق التي شملتها الدراسة خلال فترة ثلاثة أشهر من العام الماضي 32000 ميجاوات ساعة، في حين انخفض إلى 23000 ميجاوات في الفترة ذاتها من العام الحالي وفقًا للحسابات التي أجريناها، لو كانت هذه الفنادق قد وضعت إستراتيجية فعالة لإدارة استهلاك الطاقة، لكان بإمكانها خفض استهلاكها إلى 19000 ميجاوات، مما يعني توفير 4000 ميجاوات أي بنحو 17.4% من معدل الاستهلاك.
وأضافت إبراهيم: بلغة المال يعادل هذا التوفير في استهلاك الطاقة نحو 1.45 مليون درهم إماراتي، وكان سيسهم في الوقت عينه في خفض انبعاثات الكربون بمقدار 1350 طنًا بعبارةٍ أخرى كان من الممكن للفندق الذي يضم 300 غرفة أن يقلل من استهلاكه للطاقة بمقدار 22000 كيلووات ساعة خلال أشهر مارس وأبريل ومايو، وبالتالي تحقيق وفورات على مستوى التكاليف بقيمة 80000 درهم، مع خفض انبعاثات الكربون بنحو 74 طنًا.
باتباع أفضل الممارسات الدولية، تتضمن إستراتيجية فارنك لإدارة استهلاك الطاقة كل من الإدارة الإستراتيجية لغرف الضيوف داخل الفنادق، وتحسين نظام التبريد والتهوية، وإجراء التعديلات بناءً على نسب الإشغال، وضبط مراوح العوادم.
على مستوى استهلاك المياه، أشار نظام "هوتيل أوبتيمايزر" إلى أن انخفاض الاستهلاك بنسبة 43% مرتبط بشكلٍ رئيسي بتراجع معدلات الإشغال في الفنادق خلافًا لاستهلاك الطاقة، يرتبط استهلاك المياه بشكل مباشر بأنشطة الضيوف، والأرقام التي طرحها هذا النظام تدعم هذه النقطة.
وفيما يتعلق بتوليد النفايات، يتم احتسابها وفقًا للمعيار الدولي للفنادق بواقع أن كل ضيف يخلّف كيلو غرام واحد من النفايات في الليلة الواحدة ومن تحليل بيانات النفايات التي أجراها "هوتيل أوبتيمايزر"، لوحظ أن الفنادق الـ12 تمكنت من خفض نفاياتها بنسبة 45% من شهر يناير حتى مايو 2020، ولكن على الرغم من ذلك، فقد بلغ متوسط توليد النفايات لكل ضيف في الليلة الواحدة خمسة كيلوغرامات، مما يعني أنه على الرغم من انخفاض معدلات الإشغال في الفنادق، إلا أن معدل توليد النفايات لديها لا يزال مرتفعًا، لذا يتوجب عليها إدارة هذا الأمر بكفاءة أكبر للتقليل منها، وهو ما سيساعدها على خفض التكاليف وتحقيق وفورات هي بأمس الحاجة إليها في الوقت الراهن.
وتابعت إبراهيم: تتميز الفنادق في دبي بتحقيقها نجاح متواصل ونادرًا ما تشهد انخفاض معدلات الإشغال لفتراتٍ طويلة لذا فإن المتغيرات التي نشهدها اليوم والاستعداد للوضع الطبيعي الجديد يمثل تحديًا كبيرًا لها. ومن المثير للاهتمام أن نذكر أن الفنادق الموجودة في مناطق أخرى من الشرق الأوسط والتي عادةً ما تشهد نسب إشغال منخفضة، قد تمكنت بالفعل من خفض التكاليف لديها بشكلٍ أفضل نسبيًا من نظيراتها في دبي.
وكان مقدم الندوة الافتراضية ماتيو بوفا، رئيس المجموعة البيئية في مجلس الأعمال السويسري، قد تطرق خلال هذه الندوة إلى بعض النقاط المهمة المرتبطة بالاستدامة والتحديات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 قائلًا: "تشتهر الشركات السويسرية مثل فارنك بمبادراتها المتميزة في مجال الاستدامة، لاسيما من خلال استخدام التكنولوجيا المبتكرة لقد خلقت جائحة كوفيد-19 الكثير من التحديات الاقتصادية على مستوى التجارة والصناعة والمجتمع بشكل عام وإن رسالتنا الواضحة التي أردنا إيصالها إلى أصحاب القرار في الفنادق خلال هذه الندوة الافتراضية مفادها أن تطبيق أفضل الممارسات البيئية سيوفر لهم المال كما سيقلل من انبعاثات الكربون، وهو ما سيحقق لهم النجاح على كافة الأصعدة".